عقب نشر جريدتنا لخبر استقالة د عصام مندور من حزب النور وصلنا احتجاج من أمانة الحزب فى كفر الشيخ يتهددنا بالملاحقة القضائية لنشرنا خبرا غير مدقق ولأننا نؤمن بحرية التعبير وباليات الممارسة الديمقراطية فإننا نطالب الأحزاب السلفية بالإعلان عن إيمانها بقواعد الممارسة الديمقراطية واليات تداول السلطة والاحتكام النهائى إلى صندوق الاقتراع باعتباره البرهان الوحيد على رغبة الجماهير واختياراتها ولأننا نؤمن بعدم جواز إقصاء اى طرف مصرى من العملية السياسية لان مصر للمصريين بكل طوائفهم ومشاربهم فان الجميع ملزمون باعتناق ثقافة الاختلاف وقبول الأخر والتعايش مع نظرية "أن العالم ليس فقط من اعرف أو أحب" ، بل العالم غنى بالأفكار والآراء والتوجهات التى هى اية من آيات الله كاختلاف الألوان والألسنة ومن ثم فان الخلاف داخل التيار السلفى ذاته كان ينبغى أن يكون مقرونا بسعة الصدر والانفتاح وتقبل الرأي الآخر ومع ثقتنا فى حيادنا الكامل فى هذه القضية فإننا نعود إلى د عصام مندور لنتبين منه حقيقة استقالته وأسبابها وبخاصة بعد أن توالت أنباء عن اختياره أمينا عاما لحزب الأصالة بكفر الشيخ
يرى د/عصام مندور أستاذ الاقتصاد بجامعة كفر الشيخ والمستقيل من حزب النور سابقا عن سبب انضمامه لحزب الأصالة انه يستطيع أن يخدم دينه أكثر من خلال حزب الأصالة الذي يدعمه كل من الدكتور محمد عبد المقصود والشيخ محمد حسان وآخرون من علماء السلف، وحتى لا يظن أي احد من إخواني بحزب النور ظن سوء فان انتقالي من النور إلى الأصالة لا يعدوا أن يكون تركت الصلاة في مسجدا كان قريبا مني فلما بني مسجدا اقرب لي منه فضلت أن أصلي فيه ومن ينظر إلى هذا الأمر أي نظره أخرى مغايره فانه يكون متعصبا فانا لم اترك الصلاة ولكني تركت الصلاة في مسجد لأصلي في آخر. وكما أن المساجد لله فان كل الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية قامت من اجل هدف رئيسي واحد وهو إعلاء شرع الله في مصر ابتداءا،وتحقيق مصالح الأمة و التمكين لها بين الأمم، ومن ثم على كل حزب أن يقوم بدوره في تحقيق هذه الأهداف.
كما أوضح مندور أن الخلاف الذي كان بينه وبين إدارة حزب النور والذي تنبأت به جريدة 25 يناير من قبل لا يعدو أيضا أن يكون خلافا إداريا ناتجا عن اختلاف في وجهات النظر في بعض الأمور منها على سبيل المثال مسالة اختيار المرشحين لمجلسي الشعب والشورى، حيث حاول مندور التمسك باستخدام الأساليب العلمية في اختيار المرشحين وأن يكون ذلك مبنيا على استطلاعات الرأي أولا داخل الحزب وخارجه داخل دائرة الترشيح، و هو ما لم تقبله إدارة الدعوة التي أصبحت هي التي تدير الحزب ، ومع ذلك يرى مندور أن الأمر لا يعدو أن يكون خلافا في الرأي الذي لا يفسد للود قضية ومع هذا فانه لا زال يحترم كل أعضاء الحزب ومشايخ الدعوة الذين هم مشايخه أصلا والذي تعلم على أيديهم الكثير.
ويرى مندور انه لا خلاف بين الأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية إلا في البرامج والرؤى والأطروحات لكنها كلها تتفق في الهدف، ولأننا عندما نتكلم عن عمل الأحزاب فإننا نتكلم عن عمل سياسي خدمي تطوعي مجتمعي ومن ثم يكون الهدف من التعدد في الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية هو التنويع في هذا العمل القصد منه التكامل بين تلك الأحزاب، لأنه لا يمكن لحزب واحد فقط أن يفي برغبات كل الناس. كل هذا من اجل استقطاب أكثر وانتشار أوسع من اجل ضمان تحقيق الهدف الذي من اجله أنشأت الأحزاب الإسلامية.
و عندما سئل مندور لماذا فضلت الانضمام لحزب الأصالة عن باقي الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية الأخرى؟ قال يرجع السبب في أن برنامج ولائحة حزب الأصالة يؤكدان انه حزب ذو مرجعية اسلامية لكنه سياسي بامتياز ، بالإضافة إلى أن اللائحة التنفيذية وكذلك الهيكل التنظيمي لحزب الأصالة يتصفان بالمرونة وبخلوهما من التعقيدات التي تعيق العمل السياسي وتحجر الأفكار وتقصر العمل السياسي على فئات دون غيرها، ويرى أيضا أن مرونة اللائحة والهيكل تعطي للأعضاء صلاحيات ومساحات أوسع للعمل دون قيود إدارية، كما أن قيادة الحزب ترحب بكل الأفكار البناءة والكفاءات في كافة المجالات والتخصصات دون أي قيد أو شرط طالما أنها مفيدة ولا تخالف الشرع أو برنامج وأهداف الحزب.
ويعرب مندور عن فرط سعادته عندما وجد بهيكل حزب الأصالة لجنة لم يرها في أي حزب سياسي من قبل تسمى لجنة الخبراء هدفها الأصلي البحث عن خبراء في كافة المجالات والتخصصات للاستفادة بها وليس منها داخل الحزب لإصلاح وإعادة بناء هذا المجتمع ولم يقصرها فقط على السلفيين أو على أبناء الدعوة التي خرج من رحمها الحزب.
وأكد مندور أن تعدد الأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية له مصالح كما أن له مفاسد، لكن تزول كل المفاسد ببعض الأمور أهمها: 1- التزام تلك الأحزاب بتعاليم ديننا الحنيف. 2- أن يكون هذا التعدد هو تعدد في الأفكار والأطروحات والبرامج التي تقدمها الأحزاب. 3- أن يكون هذا التعدد في إطار من التنسيق بين تلك الأحزاب، فالتنسيق واجب شرعي لأنه هو الذي يزيل تلك المفاسد ويجعل من هذا التعدد تكامل وليس تنافس. لذا يدعوا مندور قيادات تلك الأحزاب وأعضاءها بسرعة التنسيق مع بعضهم البعض. 4- ألا تنسى تلك الأحزاب أن هدفهم واحد. وألا تنسى أيضا انه لولا هذا الهدف ما رجحت المصلحة من مشاركة الإسلاميين عموما والسلفيين خصوصا في العمل السياسي وتكوين الأحزاب. لذا يرى مندور انه كما تحالفت وتأمرت كل قوى الشر على الإسلام وأهله فحري بتلك الأحزاب أن يتحالفوا على الخير ومن اجل نصرة الحق وتطبيق شرع الله، وكل هذا لا يتحقق إلا بالإخلاص والاستعانة بالله في القول العمل.
كما أعلن د/عصام مندور أن حزب الأصالة اتخذ مقرا جديدا للحزب بمحافظة كفر الشيخ بنفس المدينة كمرحلة أولى سيعقبها مرحلة أخرى يتم فيها إنشاء مقرات للحزب في كل مركز من مراكز المحافظة، وانه يدعو كل شريف وكل قوي أمين من أبناء المحافظة والذين يريدون العمل من اجل إعادة بناء ما هدمه وأفسده النظام البائد أن ينضم لهذا الحزب حزب الأصالة طالما أنه لم يسبق له الانضمام إلى غيره من الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية. ويرى مندور أنه أصبح الآن لا حجة لكل شريف ووطني يريد أن يخدم وطنه في انضمامه لأي من الأحزاب او الجهات او القوى المعادية للدين تحت اى مسمى سواءا كانت علمانية أو الكرتونية والتي وجدت في الماضي والحاضر، والتي تحارب الدين وأهله أو تخدم أي أجندات خارجية، لأنه أصبح متاحا الآن ليس حزبا واحدا بل أحزابا كثر سياسية لكنها بمرجعية إسلامية، فبادر أخي الحبيب وأختي الحبيبة وانضم إلينا أو كما قال سيدنا نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم يا بني اركب معا.