رغم موافقة الأسد على المبادرة العربية التي دعا لها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلا أنه في أعقاب جمعة الحماية الدولية، والتي طالبت بإيفاد مراقبين دوليين للوقوف على طبيعة الأوضاع في سوريا، ونقل الصورة الحقيقية كما هي بعيدا عن تزييف الإعلام السوري، ما زالت تتعالى أصوات خافتة مطالبة بتسليح الثورة لمعادلة قوى الطرفين، لكن غالبية قوى الثورة لا تزال تصر على سلمية الثورة، خاصة مع وجود طوائف مختلفة في سوريا . وفي هذا السياق صرح المعارض السوري هيثم المالح بأن التدخل العسكري في سوريا كارثة ستؤدي إلى تدميرها، مشددا على أن نظام الأسد مستمر في قمع المظاهرات السلمية لحملها على استخدام السلاح، وبذلك تصدق الرواية الرسمية بوجود مسلحين إرهابيين يهدفون إلى زعزعة الاستقرار في سوريا، كما أكد على ثقته بأن انتصار الثورة في سلميتها . وأعرب المالح عن وجود مؤشرات ودلائل قوية لقرب سقوط النظام منها الانهيار الاقتصادي، فبسبب العقوبات الدولية المتوالية، انعزل الاقتصاد السوري، وأصبحت سوريا بمنأى عن التداول التجاري مع الدول الأوروبية، يأتي ذلك متزامنا مع تهريب الممولين أموالهم إلى المصارف الدولية خوفا مما قد تحمله توابع سقوط النظام، بالإضافة إلى ذلك حدوث انشقاقات كبيرة في الجيش لم يعلن عن الكثير منها، وهوما تعول عليه جميع القوى المعارضة في سوريا، وناشد المالح شرفاء الجيش السوري بالانقضاض على الأسد وإزاحته عن السلطة . وحول انقسام المعارضة أكد المالح بأن هذا الانقسام أمر طبيعي بعد 40 سنة من نظام الحكم البوليسي الذي عانت منه سوريا، معتبرا أن هناك فكرا إقصائيا يسيطر على تصرفات المعارضة السورية . وعن ردود الأفعال السورية حول زيارة العربي لدمشق، أكد أحد أعضاء التنسيقيات السورية أن زمن المبادرات قد انتهى، والدماء التي روت أرض سوريا قد أغلقت كل أبواب التفاوض، والأسد سيرحل طوعا أوقسرا، واستنكر الموقف العربي إزاء سوريا قائلا " إنه لمن المخزي أن ينتظر الشعب السوري المساعدة الدولية في حين أن الجموع العربية لم تحرك ساكنا". ميدانيا أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 7 أشخاص قتلوا خلال عمليات عسكرية شنتها قوات الأمن بالأمس، وبلغ عدد القتلى 15 بينهم 12 في حمص لقوا مصرعهم خلال قصف شنه الجيش في حي بابا عمرو، كما قتل 3 أشخاص في بلدة نمر ومدينة جاسم بدرعا، ومع استمرار حملات الدهم والاعتقالات اقتحمت العناصر الأمنية بلدة أبل في حمص وقامت باعتقال المارة في حي الديوان وباب السباع، وفي حماة شملت الاعتقالات 25 شخصا أغلبهم من حي الميسر . وحسب روايات شهود عيان فقد حدثت اشتباكات بين قوات الجيش السوري والشبيحة، وجنود منشقين عن الجيش في في زملكا بريف دمشق وفي درعا، وفي تصريح لقائد حركة الجيش السوري الحر أكد رياض الأسعد بأن الأسد سيلقى نفس مصير القذافي، مشددا على أن الجيش السوري الحر لن يتوانى عن حماية سوريا من عصابات الأسد.