تناولت صحيفة يديعوت أحرونوت رأى المحلل للشؤون العسكريّة، أليكس فيشمان الذي انتقد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ، الاستخبارات العسكريّة، الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) والشاباك (جهاز الأمن العام) وارجع عيوبها إلي استخفافها بالمواد الإعلامية العلنية واستغراقها في الاعتماد على المواد السرية التي تتراكم لديها نتيجة عمليات تنصت أو جمع معلومات، أو عن طريق عملائها وأضاف فيشمان المعروف بعلاقاته الوطيدة مع المؤسسة الأمنيّة في الدولة العبريّة أنّ هذا العيب ينطبق على أجهزة الاستخبارات هذه في الوقت الحالي في كل ما يتعلق بأدائها إزاء ما سماه بربيع الشعوب في العالم العربي المحيط بإسرائيل. وأوضح فيشمان أن أول ما يتعين على رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) الجنرال أفيف كوخافي أن يطلبه هو أن تتضمن المختارات من الصحف العربية التي يحصل عليها كل يوم عرضين يتعلقان بتطور الأوضاع الاقتصادية في مصر، ومستجدات الأوضاع السياسية في الأردن فمن المعروف أن مصر تقف على أعتاب فوضى اقتصادية في حين أن المملكة الأردنيّة الهاشميّة تشهد هزات صغيرة من شأنها في حال تفاقمها أن تهدّد سلطة الملك وخلص المحلل إلى القول إن جميع الأنباء بشأن هذين الأمرين تحتل العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام في البلدين، ولا شك في أن التطورات المقبلة ستؤثر في مستقبل المنطقة وفي مكانة إسرائيل في المدى القريب على حد تعبيره. كما أعرب فيشمان عن تعجبه من الثورة المصرية والتي فاجأت تل أبيب ولم يتوقع الساسة أو رجال الأمن والاستخبارات ولا حتى الباحثون السياسيون هذا السيناريو المصري وكانت التوقعات المؤكدة لديهم توريث مبارك الحكم لنجله جمال أو لنائبه عمر سليمان على اقل تقدير. وتناولت (هآرتس) تعجب إسرائيل منذ اندلاع الاحتجاجات بمصر ضد مبارك وحتى سقوط نظامه من الطريقة الدراماتيكية التي تم بها انتقال السلطة للجيش، ومن رد الفعل الأمريكي على الأحداث، والقراءة الخاطئة لأجهزة الأمن الإسرائيلية إزاء الأحداث وأنها لا تشكل تهديدا علي إسرائيل , ومراهنتها على متانة واستقرار نظام مبارك ، وركزت الصحيفة علي الفشل الاستخباري الإسرائيلي بعدم توقع ثورة المصريين وقارنت الصحيفة هذا التقصير الإسرائيلي بفشل إسرائيل توقع حرب أكتوبر وأوضحت بأن هناك فرق جوهري بين الفشل في الحالتين في المرة الأولى كانت مفاجأة من عدو يقف على الجبهة الأخرى للقتال بادر بالهجوم بطريقة مباغتة أفقدتنا السيطرة وانهارت مراكز القيادة لدينا أما الإخفاق الاستخباري الإسرائيلي فمرجعه إلى أن الساحة السياسية الإسرائيلية لم تكن جاهزة لهذا السيناريو وظلت تتعامى عنه وهو ما انعكس على طريقة تعامل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الأحداث واستمر يدعم موقف مبارك الذي كان ضعيف للغاية ، حتى عندما حثه الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى ضرورة قراءة الواقع الجديد علل موقفه بأنه يخشى من انهيار معاهدة السلام مع مصر، وان تتحول مصر إلى إيران أخرى. وبالأخص مع ظهور التيارات الإسلامية والتي نظمت عملها داخل مصر في السنوات الأخيرة وبالأخص جماعه الإخوان المسلمين وأفادت هأرتس بان المرحلة الحالية تمثل فرصة عظيمة لإسرائيل لاستعادة علاقتها مع تركيا بعدما خيبت إيران وسوريا والعراق أمل تركيا بإنشاء محور استراتيجي فضلا بالإضافة إلي الأحداث في سوريا التي برّدت العلاقات بين تركيا وسوريا وأثارت تفكيرا من جديد في وزارة الخارجية التركية وفي مكتب اردوغان يتعلق بسياسة تركيا في المنطقة وهذا كان واضحا في التصريحات الأخيرة بشان التقرب من اردوغان والذي بات واضحا من خلال رسالة التهنئة التي أرسلها بنيامين نتنياهو إلى رئيس حكومة تركيا رجب طيب اردوغان لفوز حزبه الكاسح في الانتخابات ووصفتها بالحلقة الأولي لسلسلة عودة العلاقات التركية الإسرائيلية. وأشارت الصحيفة إلي السياسة التركية الجديدة في المنطقة والتي تمثل عامل حفز لإسرائيل حيث خطت تركيا خطوة مهمة أخرى عندما أوصت منظمة "آي.اتش.اتش" بإلغاء مشاركتها في القافلة البحرية إلى غزة لتمنع خاصة وضعا تصرف فيه القافلة الانتباه عما يحدث في سوريا. ومن جانب أخر ذكر موقع 'يديعوت أحرونوت' أن نتنياهو يخشى جدا من أن تندلع المواجهات في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة وانضمام عرب ال48 إلى المواجهات كما حدث في الانتفاضة الثانية في شهر أكتوبر لعام 2000. ولفت الموقع إلى أنّه على الرغم من إعلان الإدارة الأمريكيّة معارضتها الشديدة للخطوة الفلسطينيّة فانّ نتنياهو يواصل مساعيه الحثيثة لتجنيد عدد كبير من الدول لمعارضة الخطوة الفلسطينيّة ومحاولة إجهاضها في سبتمبر القادم. في ذروة محاولات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إقناع الدول الأوروبية بالوقوف إلى جانب إسرائيل ضد إعلان الدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل ..