تظاهر أمس السبت ما يزيد على 400 ألف مواطن فى جميع أنحاء اسرائيل ضد الظلم الاجتماعى وغلاء المعيشة مطالبين بزيادة موازنات قطاعات التعليم والصحة وخفض الضرائب وتوفير مساكن أرخص. كما هاجمت كثير من الشعارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أكد أمس على لسان المتحدث باسمه: "أن الحكومة ستتقيد بالميزانية التي رسمتها لنفسها". وفي القدس انطلقت مسيرة احتجاجية وصولاً إلى منزل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وذكر موقع "صوت إسرائيل" أن الشرطة الاسرائيلية اعتقلت إحدى المتظاهرات، وحاول المتظاهرون سد الطريق بواسطة أغراض مختلفة فتدخلت قوة من الشرطة لمنعهم، كما تم تنظيم تظاهرات مماثلة في العشرات من المدن والبلدات في أنحاء اسرائيل، ومنها حيفا وكريات شمونة ونهاريا وكرميئيل وعراد وميتسبي رامون. ووصف أحد الشعارات إسرائيلَ ب"أرض السمن والعسل لكن ليس لأيٍ كان"، وتحدث آخر عن "جيل كامل يريد مستقبلا له"، بينما خاطب ثالث الحكومة "خذوا صدقاتكم وامنحونا العدالة الاجتماعية", و"الشعب يريد العدالة الاجتماعية". وقد أغلقت الشرطة الإسرائيلية عدة شوارع رئيسية في تل أبيب تمهيداً لانطلاق التظاهرة المليونية. وفى وقت سابق, أكدت الشرطة الاسرائيلية على أنها ستتولى حراسة التظاهرة بقوات كبيرة مستعينة بمتطوعين فيما وُضع أفراد مؤسسة (نجمة داود الحمراء) الإسعافية على أهبة الاستعداد أيضاً. وحضر وزير الأمن الداخلي" يتسحاق أهارونوفيتش" إلى مكان التظاهرة للإشراف على تعامل أفراد الشرطة معها . كما شاركه المواطنين العرب في بعض التظاهرات , حيث أكد رئيس الاتحاد القطري للطلبة الجامعيين إيتسيك شمولي وهو من أبرز أركان الحركة الاحتجاجية المتظاهرين في تل أبيب على أن الاحتجاجات ستستمر إلى أن يطرح رئيس الوزراء حلولاً عملية للمشاكل الاجتماعية, مشيراً إلى استعداد المتظاهرين لمحاورة الحكومة بالتوازي مع فعالياتهم الاحتجاجية. وفي السياق ذاته شملت الاحتجاجات أمس تغطية واسعة من الصحافة الإسرائيلية، فوصفتها هآرتس مثلا ب"لحظة الحقيقة"، وتحدثت عن "أجندة سياسية جديدة" في إسرائيل، بينما عنونت يديعوت أحرونوت نقلا عن أحد الشعارات المرفوعة "هذه معجزة صيف 2011". والجدير بالذكر أن هذه الاحتجاجات قد بدأت في مايو الماضي عندما بدأ بعض المتظاهرون -وكانوا في الغالب طلبة- في نصب خيام بأحياء تل أبيب، للفت الأنظار إلى عجزهم عن تأمين مساكن رخيصة، قبل أن يتحول الأمر إلى حركة شملت عموم إسرائيل، وكان محركها أبناء الطبقة الوسطى، الذين استلهموا بعض أفكارهم من وحي الثورات العربية.