أبلغ رئيس وزراء الصين لى كه تشيانج زعماء جنوب شرق آسيا اليوم الثلاثاء أن بلاده جادة فى السعى لحل سلمى للنزاع حول بحر الصين الجنوبى. وبعد سنوات من رفض جهود رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التى تضم عشر دول لبدء محادثات بشأن القواعد البحرية التى تحكم التحركات فى المنطقة تحت مسمى (مدونة السلوك) أعلنت الصين أنها ستستضيف هذا الشهر محادثات بين كبار المسئولين. وتصاعد التوتر حول بحر الصين الجنوبى وهو من أهم الممرات البحرية فى العالم مع استخدام الصين لقوتها البحرية المتعاظمة للتأكيد على مزاعمها السيادية على المنطقة الغنية بالنفط والغاز مما آثار مخاوف من حدوث صراع عسكرى. وتتنازع السيادة على المنطقة أربع دول من رابطة (آسيان) هى الصين وفيتنام والفلبين وأيضا تايوان التى لها مطالب سيادية على بعض المناطق فى بحر الصين الجنوبى وجزره المتناثرة.وتتبادل الصين والفلبين الاتهامات بانتهاك إعلان مدونة السلوك وهو اتفاق لبناء الثقة لكنه غير ملزم خاص بالسلوك البحرى وقعته الصين مع آسيان عام 2002. وفى سياق منفصل عن تصريحات رئيس الوزراء الصينى اتهم وزير الدفاع الفلبينى فولتير جازمين الصين بانتهاك إعلان السلوك غير الرسمى بالبناء فى سكاربورو شول الواقعة فى منطقة تتنازعها بكين ومانيلا. وقال جازمين فى جلسة للبرلمان الفلبينى لمناقشة الميزانية فى مانيلا "شاهدنا.. كتلا خرسانية داخل منطقة المياه الضحلة تمهيدا لعملية البناء" وقدم صورا التقطت من الجو لمجموعة من الصخور فى بحر الصين الجنوبى. وصرح بأن الصور التقطت يوم السبت وقال إنها مثار قلق وإنها ستكون مثل بناء ثكنة فى منطقة ميستشيف ريف أواخر التسعينات من القرن الماضى. وقال رئيس وزراء الصين فى كلمة له فى افتتاح المعرض التجارى المشترك بين الصين وآسيان فى مدينة نانينج فى جنوب الصين أن بلاده دعت دوما لإجراء محادثات لحل النزاع على أساس "احترام الواقع التاريخى والقانون الدولى"، وقال لى للحضور وكان من بينهم رئيس الوزراء الفيتنامى نجوين تان دونج ورئيسة وزراء تايلاند ينجلوك شيناواترا "حكومة الصين راغبة ومستعدة لأتباع سياسة تسعى لحل مناسب من خلال التشاور بين الأصدقاء". وكرر لى أن المحادثات حول النزاع يجب أن تكون فقط بين الأطراف المعنية بشكل مباشر وهو الخط الذى تتخذه بكين دوما والرافض لأى تدخل خارجى من جانب الولاياتالمتحدة أو المنتديات المتعددة الأطراف.
