طغى الشأن السورى على الاهتمام الرئيسى لصحيفة "واشنطن بوست" اليوم، الخميس، وتحدثت عن رفض الولاياتالمتحدة طلب سوريا بقاء مفتشى الأممالمتحدة لفترة أطول، بما يمكن أن يؤجل الضربة العسكرية المتوقعة ضد سوريا. وقالت الصحيفة، إن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بدت أمس، الأربعاء، ماضية فى استعداداتها للهجوم على سوريا، برفضها هذا الطلب من قبل حكومة دمشق واعتبرته تأخير تكتيكى. وأشارت الصحيفة إلى تصريح الرئيس باراك أوباما الذى قال فيه إنه يجب أن تكون هناك تداعيات دولية على الهجوم بالسلاح الكيماوى الذى وقع يوم 21 أغسطس، مشيرا إلى أنه استنتج أن الحكومة السورية هى من قامت بهذا الهجوم. وكان اجتماعا مغلقا للدول الخمسة الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن قد دعا إلى الأخذ فى الاعتبار مشروع قرار بريطانى والذى يفوض باستخدام القوة لمنع مزيد من الأسلحة الكيماوية فى سوريا، لكن تم تأجيله بعد معارضة روسيا الصين لهذا الإجراء. وفى افتتاحيتها، دعت الصحيفة الرئيس أوباما إلى ضرورة مشاورة الكونجرس بشأن الضربة المتوقعة ضد سوريا، وقالت إن دروس التاريخ تشير لضرورة أن يبتعد أوباما عن إصدار أمر بضربة عسكرية ضد سوريا بدون أن يحصل أولا على تفويض من الكونجرس. فالدستور الأمريكى يمنح الكونجرس الحق المطلق فى إعلان الحرب، لكن الرئيس الأسبق هارى ترومان على سبيل المثال أرسل قوات إلى كوريا عام 1950 بدون تفويض الكونجرس، كما دعم أوباما نفسه التدخل البريطانى الفرنسى فى ليبيا دون موافقة الكونجرس. وتابعت الافتتاحية قائلة رغم وجود مخاطر بأن الكونجرس قد يرفض السماح لأوباما باستخدام القوة فى سوريا، إلا أنه يجب أن يفهم أن الكونجرس سينخرط إن آجلا أو عاجلا فى سوريا، وتوقعت أن الضربات القصيرة والحادة المتوقعة خلال الأيام المقبلة لن تكون آخر إجراء فى هذه الدراما، ولا ينبغى أن تكون كذلك، وفقا للصحيفة. من ناحية أخرى، تحدثت الصحيفة عن استعداد سكان دمشق للحرب المحتملة على بلادهم، وقالت إن أهالى العاصمة السورية ظلوا داخل منازلهم، وتم إخلاء المبانى العسكرية، وتجمع الجنود عند نقاط التفتيش أمس الأربعاء، مع انتظار السكان للضربة العسكرية بقيادة الولاياتالمتحدة ضدهم بحالة من القلق. وبينما كانت خيارات التدخل العسكرى يتم مناقشتها فى الغرب، فإن الدمشقيين فعلوا القليل الذى يستطيعون القيام به من أجل الاستعداد، فكانت شوارع المدينة هادئة بشكل غير معتاد، مع عدم ذهاب الكثيرين على عملهم وانضمام آخرين إلى الآلاف الذين فروا إلى لبنان. البعض غامر بالخروج واصطف فى طوابير الخبز التى أصبحت حتى أطول من المعتاد من جل تخزينه. والحكومة السورية أيضا بدت وكأنها تتخذ اللازم من أجل أن تعد نفسها. فتم إخلاء على الأقل جزئيا مقر للجيش فى ساحة الأمويين، والذى تم استهدافه فى تفجير مزدوج العام الماضى، وكذلك مبانى المخابرات، وفقا لنشطاء ومعارضين، الذين رأوا حركة غير عادية، والمعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن القيادات العليا قد تم إخبارها بالتوجه على نقاط التجمع البديلة. كما قال لؤى المقداد، المنسق الإعلامى والسياسة للجيش السورى الحر، إن فصائل المعارضة أبلغت عن قوافل تغادر مقر الفرقة الرابعة النخبوية بالجيش النظامى. كما تم إخلاء مركز البحوث والدراسات العلمية، وهو المنشاة التى يشتبه فى أن لها دور فى صناعة السلاح الكيماوى فى منطقة برزة الشمالية. ورأت الصحيفة أن عمليات الإخلاء تشير إلى أن الحكومة السورية ربما تكون قد فعلت مثلما قال السناتور الأمريكى جون ماكين أمس، الأربعاء، حيث قال "أعلنوا أن غدا يوم مثلجا، وأبقوا الجميع فى منازلهم".