عرائس ماريونيت تحركها خيوط رفيعة تحولت بين أصابعه إلى قطع قماش على لوحات من الخيش أو البلاستيك، معزوفة فنية تجسد رائعة الليلة الكبيرة التى حُفرت فى أذهان المصريين، وترسم بمجرد سماعها البهجة على وجوههم إبراهيم البريدى "47 سنة" فنان كاريكاتيرى، مبتكر "المرج خيط" وهو الفن الذى طور من العرائس لتأخذ شكلا جديدا من العمل التشكيلى بخامات وأدوات مختلفة لتنتشر بعد ذلك فى معظم الدول العربية. يرى" البريدى" أن فن المرج خيط شكل لحظة تحول فى حياته بعد نزوحه من بلدته طنطا منذ عشرة أعوام، حيث حاول من خلاله نقل المولد والشارع المصرى الشعبى على لوحات مختلفة تعتمد على إظهار الخيوط وليست إخفائها، ولم يجد وقتها صورا تجسدها أبلغ من اللوحة الفنية الخالدة الليلة الكبيرة، لأنها تبعث روح الابتسامة والبهجة بعيدا عن جو الكآبة. ويضيف: فإذا شاهدت كل لوحة تتخيل أنك جزءا منها إذا نظرت إلى الأراجوز تشعر أن تحركه بنفسك، وقد تشعر أنك ترقص فى زفة المظاهر أو تلعب دور بائع العرق سوس أو الراقصة أو الفتوة، وهكذا. وعن سر تسميته ب"المرج خيط" قال إنها ترجع إلى محل سكنه فى حى المرج الشعبى حينها فكر فى إبداع هذه الثقافة الفنية الجديدة، وهنا قام بإدخال اسم المنطقة التى شهدت ذكرياته مع اللوحات، إضافة إلى أهم مكونات اللوحة وهى الخيط فكان اسم "المرج خيط". ويدافع "البريدى" عن فنه الجديد قائلا: شاهدت نماذج من فنون الخيامية وأخرى للعرائس المتحركة، ولكن لم ألحظ أى تجديد ومعظم الأفكار نمطية ومكررة تميل إلى العودة للوراء، ومن هنا جاء فكرة استخدام "قصاقيص القماش أو الصوف" على لوحات من الخيش المصرى أو البلاستيك. وعن أسعار لوحاته قال الفنان التشكيلى، إنه يساهم بجزء فى ثمن ها بهدف نشر هذه الثقافة، حيث يتكلف متوسط خامتها بين 3 إلى 4 الآلاف جنيه بينما يبيعها هو بسعر أعلى قليلا. ويؤكد الفنان الكاريكاتيرى، أن المنافس الوحيد له هى والدته التى تبلغ من العمر 85 سنة، حيث تساعده فى الخياطة رغم أنها أمية لا تقرأ أو تكتب، كما أنها لا تجيد الرسم لكنها أعجبت بالفكرة وأصرت أن تنافسه حتى تفوقت عليه، وأنتجت 30 لوحة فنية عُرضت فى مدينة طنطا.