أجمعت أحزاب المعارضة الموريتانية على خطورة الانتخابات التى أعلنت الحكومة مساء أمس السبت تنظيمها فى الثانى عشر أكتوبر القادم، وسارعت أحزاب المعارضة إلى التنديد بقرار الحكومة دعوة الناخبين إلى صناديق الاقتراع. وقال أحمد ولد لفضل عضو حزب المعارضة الرئيسى "تكتل القوى الديمقراطية" ورئيس اللجنة السياسية المنسقية أن دعوة الناخبين تشكل تعميقا للازمة وأكد فى بيان نشر اليوم الأحد فى نواكشوط أن أحزاب المعارضة كانت تأمل فى أن يقبل النظام بالتنازلات الضرورية لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، تكون مخرجا من الأزمة لا تعميقا لها، لكنه للأسف باستدعائه اليوم لهيئة الناخبين، وتجاهله للاختلالات السياسية والانتخابية الحالية، يكون قد خيب هذه الآمال وتمادى فى غيه وأجندته الأحادية، ورأى القيادى المعارض أن هذه الانتخابات ستشكل مهزلة مكشوفة. وأوضح أن النظام يسعى للسيطرة على جميع مفاصل الإدارة واشتراط الانتماء للحزب الحاكم للولوج إليها فى أى مستوى من مستوياتها، وتنقيتها من أى معارض قد يكون مختبئا فيها والتحكم فى مصادر أرزاق الناس، سواء تعلق الأمر بالصفقات العمومية أو التراخيص المختلفة أو النفاذ إلى الخدمات العمومية بالنسبة للمجموعات المحلية، والتلاعب بالضرائب والجمارك، كل هذه الآليات تستخدم لشراء الذمم والولاء من جهة ولتركيع المعارضين من جهة أخرى. وأضاف يبقى من المثير للعجب والسخرية أن نسمع كلاما ناعما عن مؤسسات إشراف مستقلة ذات مصداقية كاللجنة المستقلة للانتخابات وهيئة الإحصاء وبطاقة للتعريف غير قابلة للتزوير، لكنه كلام لا يعدو كونه محاولة تمويه وتلبيس فاشلة وإخراجا إعلاميا رديئا لأنه من الواضح أن اللعبة قد حسمت قبل أن تبدأ أصلا".