ألمح وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى اليوم الخميس، إلى أن الغارات الجوية الأمريكية التى تستهدف طالبان والقاعدة فى باكستان يمكن أن تنتهى "قريبا جدا" مع تضاؤل تهديد المتمردين، فى أول زيارة رسمية له إلى باكستان، سلم خلالها رئيس الوزراء نواز شريف دعوة من الرئيس باراك أوباما لزيارة الولاياتالمتحدة. وهذه أول تصريحات لمسئول أمريكى بارز تشير إلى إمكانية انتهاء هذا البرنامج الذى وصفته وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (سى أى أيه) فى السابق بأنه سلاح فعال فى مكافحة الإرهاب. وتستهدف الغارات الجوية بطائرات بدون طيار المسلحين الإسلاميين فى مناطق القبائل الباكستانية التى تتمتع بشبه حكم ذاتى. وجاءت تصريحات كيرى ردا على سؤال لتلفزيون "بى تى فى" الباكستانى الرسمى عقب يوم من المحادثات مع الحكومة الباكستانية المنتخبة حديثا فى إسلام أباد والتى تطالب بإنهاء هذه الغارات. وقال كيرى ردا على سؤال حول الغارات التى تثير استياء باكستان، "أعتقد أن هذا البرنامج سينتهى لأننا قضينا على معظم التهديد، ونواصل القضاء عليه". وحول الموعد الزمنى المتوقع لإنهاء هذه الغارات قال كيرى "أعتقد أن الرئيس الأمريكى (باراك أوباما) لديه إطار زمنى فعلى، وآمل أن يكون ذلك قريبا جدا جدا". وأكد وزير الخارجية الباكستانى سرتاج عزيز الخميس "قلق" بلاده بشأن الغارات الجوية الأمريكية، وقال إنه أطلع كيرى على الخطوط العريضة لاستراتيجية الحكومة ضد الإرهاب. ولكن المسئولين الأمريكيين قاموا فورا بالتقليل من أهمية تصريحات كيرى. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكى، إن عدد الغارات تراجع مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وتحقيق تقدم فى القضاء على تهديد تنظيم القاعدة. وقالت فى بيان "كان الوزير يشير اليوم إلى التغييرات التى نتوقعها فى ذاك البرنامج بمرور الوقت، ولك لا يوجد موعد محدد لذلك". ولكن حكومة نواز شريف ستعتبر تصريح كيرى انجازا لها. ورحب متحدث باسم خارجية باكستان فى وقت متأخر الخميس بتصريحات كيرى، وقال إن إسلام أباد لطالما طالبت بوقف هذه الغارات. وكانت تصريحات كيرى للتلفزيون مخالفة لتصريحاته خلال مؤتمر صحافى مع عزيز عندما رد على الانتقادات الموجهة لتلك الغارات بتوجيه الاتهام لقائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى الذى يعتقد أن مقره فى باكستان. فعند سؤال كيرى عن تلك الغارات بوصفها "انتهاكا لسيادة" باكستان، قال إن "قادة تنظيم القاعدة مثل الظواهرى (هم الذين) ينتهكون سيادة هذا البلد. وعندما يهاجمون الناس فى المساجد ويفجرون منازلهم فى القرى والأسواق، فإنهم ينتهكون سيادة البلد". وفى وقت سابق، قال كيرى فى مؤتمر صحفى فى إسلام أباد "بهدف مواصلة مشاوراتنا الثنائية المهمة على أعلى مستوى، سلمت رئيس الوزراء شريف، باسم رئيس الولاياتالمتحدة، دعوة للقائه فى إطار قمة ثنائية فى الولاياتالمتحدة الخريف المقبل". وأوضح أن الاجتماع بين أوباما ورئيس الوزراء الباكستانى يمكن أن يتم "خلال نحو شهر فى الولاياتالمتحدة". وأعلن الجانبان استئناف الحوار الاستراتيجى على مستوى الوزراء الذى كان مجمدا منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فى باكستان فى مايو2011. وتلعب الدولة النووية دورا فعالا كحليف محورى فى الحرب التى تقودها الولاياتالمتحدة ضد القاعدة، وقال كيرى إن الوقت حان الآن للتحرك لتحقيق علاقات كاملة بين البلدين. وأكد كيرى من جهته أن البلدين توافقا على استئناف حوارهما الاستراتيجى من أجل "شراكة أكثر عمقا وشمولية" بعد اضطراب فى العلاقات استمر عامين. وأضاف "يمكننى أن أقول لكم إننا نتقاسم رؤية على المدى البعيد وأعتقد أن رئيس الوزراء نواز شريف عازم على محاولة تطوير هذه العلاقة". وكان الدعم الباكستانى للمهمة القتالية التى يقوم بها الحلف الأطلسى بقيادة الولاياتالمتحدة فى أفغانستان التى تفتقر إلى المنافذ البحرية، مهما رغم المطالب بأن تشن إسلام أباد مزيدا من الجهود للقضاء على الملاذات الأمنة للمسلحين الأفغان والأجانب المتمركزين فى مناطق القبائل شمال غرب البلاد. وأعرب كيرى عن ثقته بأن واشنطن وكابول سيتوصلان إلى اتفاق أمنى طويل الأمد سيتيح للقوات الأمريكية البقاء فى أفغانستان المجاورة إلى ما بعد 2014. وقال "إننا نحقق تقدما .. وأنا شخصيا واثق بأننا سنتوصل إلى اتفاق". وعلق الرئيس الأفغانى حميد كرزاى المحادثات حول التوصل إلى اتفاق فى يونيو بسبب غضبه من فتح مكتب لطالبان فى قطر، وقال كيرى "لنكن واضحين: الولاياتالمتحدة تخفض عدد جنودها ولا تقوم بالانسحاب". وأشاد كيرى بانتخاب شريف فى أول مرة تنهى فيها حكومة مدنية فترة ولايتها. وقال كيرى "أريد كذلك أن أشيد بالشعب الباكستانى على هذا الانتقال الرائع التاريخى الذى حدث هنا فى باكستان .. إن مسيرة الديموقراطية فى باكستان تستحق الإشادة". ووصف شريف كيرى بأنه "صديق رائع". وقال "أنا سعيد للغاية أنه يتولى منصب وزير خارجية الولاياتالمتحدة اليوم، وآمل فى إجراء مناقشات ومحادثات جيدة معه". وسيلتقى كيرى أيضا الرئيس الباكستانى المنتهية ولايته، أضف على زردارى الذى سيخلفه ممنون حسين قريبا بعد انتخابه الثلاثاء، إضافة إلى رئيس أركان القوات المسلحة الباكستانية الجنرال اشفق كيانى.
