اعلنت الحكومة الليبية أن العقيد معمر القذافي رئيس الجماهيرية الليبية وقائد ثورة الفاتح بليبيا هو الخيار التاريخي للشعب الليبي ولا يمكن تنحيته متراجعة عن تصريحات صدرت في وقت سابق عرضت اجراء انتخابات بشأن دوره في المستقبل. وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية في بيان صدر مساء أمس أن القذافي هو الرمز التاريخي لليبيا وهو فوق كل الأعمال والالعاب السياسية والتكتيكية.. مشيراً إلي أن القذافي في هذه المرحلة الحالية وفي المستقبل هو الخيار التاريخي الذي لا يمكن استبعاده. وقال البيان انه بالنسبة لليبيا حاليا وفي المستقبل الأمر يعود للشعب وللقيادة لتقرير ذلك ولا يعود الأمر للجماعات المسلحة ولا لحلف شمال الاطلسي كي يقرروا ذلك. ويحكم القذافي ليبيا منذ وصوله إلى السلطة في انقلاب عسكري عام 1969 وهو يواجه ضغوطا كي يتخلى عن السلطة من قبل المعارضين الذين انتفضوا ضد حكمه ومن قبل حملة جوية يشنها حلف شمال الاطلسي. ولكن تصدعات بدأت تظهر داخل حلف الاطلسي ايضا مع شعور بعض دول الحلف بقلق ازاء سقوط ضحايا بين المدنيين وتكلفة الحملة وحقيقة ان القذافي لم يتزحزح عن موقفه بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الغارات الجوية. وقالت قيادة المعارضين الليبيين في معقلها بشرق البلاد في بنغازي انها على اتصال غير مباشر مع حكومة القذافي مما اثار احتمال بالتوصل لتسوية سياسية للصراع الذي أدى إلى سقوط الاف القتلى ، ولكن المتحدث باسم الحكومة قال في البيان إن الحديث عن اتفاق سابق لاوانه. وجاء في البيان أنه لا يمكن بدء مرحلة جديدة قبل أن يوقف حلف شمال الاطلسي عدوانه على ليبيا. واضاف انه بالنسبة للجماعات المسلحة فليس لها قوة على الارض ولا تمثيل شعبي. وقال إبراهيم انه اصدر هذا البيان لتوضيح التصريحات التي أدلى بها في وقت سابق ، عندما قال للصحفيين في ذلك الوقت في طرابلس إن الحكومة تقترح فترة من الحوار الوطني وانتخابات يشرف عليها مراقبون دوليون.. مشيراً إلي أنه اذا قرر الشعب الليبي ضرورة ان يرحل القذافي فسوف يرحل واذا قرر الشعب انه ينبغي أن يبقى فسوف يبقى. وكان سيف الاسلام احد ابناء القذافي قد طرح فكرة إجراء انتخابات لأول مرة في وقت سابق هذا الشهر ، وفقد الاقتراح قوته حين بدا أن رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي يرفضه ، وفي ذلك الوقت رفضته ايضا المعارضة المسلحة للقذافي في شرق البلاد كما رفضته واشنطن. ويقول كثير من المحللين ان القذافي وعائلته لا يعتزمون التخلي عن السلطة ، ويقولون انه بدلا من ذلك يطرح الزعيم الليبي امكانية ابرام صفقة لمحاولة توسيع الصدوع التي بدأت تظهر في الائتلاف الذي يضيق الخناق عليه. وتقاتل قوات الحكومة الليبية معارضين تدعمهم القوة الجوية لحلف الاطلسي منذ 17 فبراير الماضي حين خرج الاف الناس في انتفاضة ضد حكم القذافي ، واصبحت الانتفاضة أكثر انتفاضات الربيع العربي التي تجتاح الشرق الاوسط دموية. ويسيطر المعارضون الان على الثلث الشرقي من البلاد وعلى جيوب في الغرب ، لكنهم عجزوا عن مواصلة التقدم الى العاصمة مما ترك القوى الغربية تعول على حدوث انتفاضة في طرابلس للاطاحة بالقذافي. ويحاول المقاتلون المعارضون للقذافي التقدم غربا إلى طرابلس من مصراتة وهي مدينة يسيطرون عليها على بعد نحو 200 كيلومتر شرقي العاصمة ، وتعوق طريقهم قوات القذافي المتركزة في بلدة زليتن المجاورة. ومني القذافي بهزيمة اعلامية حين انشق اربعة من افراد المنتخب الوطني لكرة القدم و13 شخصية اخرى في مجال كرة القدم وانضموا الى المعارضين حسبما اعلنه المجلس الانتقالي الوطني المعارض ، ويشجع الليبيون الرياضة بشغف وارتبط المنتخب الوطني بقوة بحكم القذافي ، وفي وقت ما كان ابنه السعدي يلعب ضمن الفريق. وردا على سؤال عن الانشقاقات قال المتحدث الحكومي ابراهيم ان فريق كرة القدم الليبي مكتمل ويؤدي كل واجباته داخل البلاد وخارجها ، وسمح هدوء مؤقت في القتال للجنة الدولية للصليب الاحمر بلم شمل عائلات فرقتهم الاشتباكات.