توجه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الجمعة، إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى محاولة فى اللحظة الأخيرة، لانتزاع قرار باستئناف مفاوضات السلام المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين قبل مغادرته المنطقة. وقال مسؤول فلسطينى لوكالة فرانس برس، إن "وزير الخارجية الأميركى سيصل إلى رام الله فى الساعة 15,00, للقاء الرئيس عباس وذلك على متن طائرة مروحية أردنية"، بعدما أجرى محادثات صباح الجمعة فى عمان مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. من جانبه، أكد مسؤول كبير فى وزارة الخارجية الأميركية، أن كيرى "سيتوجه عصرا إلى رام الله حيث يلتقى الرئيس عباس، وعقد كيرى الجمعة لقاءين مطولين مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات فى عمان. وأوضح مسؤول فلسطينى لفرانس برس حينها أن "عريقات يطلع كيرى على الموقف الفلسطينى الذى تبلور أمس الخميس، خلال اجتماعات القيادة الفلسطينية التى استمرت حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية". وأضاف المسؤول أن "عريقات سيبلغه أنه بدون وجود مرجعية واضحة للتفاوض على أساس حدود عام 1967 ووقف الاستيطان ووضوح فى قضية إطلاق سراح الأسرى، فإن الجانب الفلسطينى يعتبر أنه لن يكون هناك مفاوضات جدية تفضى إلى تنفيذ حل الدولتين". وكان من المقرر أن يتوجه كيرى عقب اللقاء مع عريقات إلى واشنطن مختتما زيارته السادسة للمنطقة بعد الفشل فى أحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال مسؤول فلسطينى لوكالة فرانس برس، إنه "كان مقررا أن يعلن كيرى انطلاق المفاوضات اليوم الجمعة، من عمان بحضور كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ومسؤولة ملف المفاوضات الإسرائيلية تسيبى ليفنى". وتابع "لكن إعلان مكتب (رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين) نتانياهو أمس، أنه لا يقبل حدود 1967 كمرجعية للمفاوضات واشتراط الجانب الفلسطينى أن حدود عام 1967 هى مرجعية وأساس المفاوضات، أدى إلى إلغاء الترتيبات لانطلاق المفاوضات". ورفض الفلسطينيون الخميس مقترح وزير الخارجية الأمريكى بالعودة إلى المفاوضات المباشرة المتوقفة منذ ثلاث سنوات من دون تجميد الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى المحتلة. وأشار النائب المستقل مصطفى البرغوثى لوكالة فرانس برس الخميس، إلى أنه "خلال اجتماع القيادة الفلسطينية الذى عقد فى مقر الرئاسة الفلسطينية فى رام الله برئاسة محمود عباس، رفضت معظم الفصائل الفلسطينية مقترحات كيرى لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل". وأكد مسؤول كبير فى وزارة الخارجية فى بيان باكرا صباح الجمعة أنه "من المناسب والمشجع أن تجرى مثل هذه المناقشة الجدية بشأن هذه المسائل"، معلقاً "نتفهم وجود الكثير من الآراء ونثمن الجهود من أجل التوصل إلى قاعدة تتيح المضى قدما". وكان الرئيس الأميركى باراك أوباما قد اتصل الليل الماضى برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو لحثه على "مواصلة العمل مع وزير الخارجية كيرى بغية استئناف المفاوضات فى أسرع وقت ممكن" بحسب ما أفاد البيت الأبيض. فيما كان كيرى وصل الثلاثاء إلى عمان فى زيارة هى السادسة إلى المنطقة فى إطار جهوده لإحياء عملية السلام. وأجرى الوزير الأميركى الثلاثاء والأربعاء محادثات مكثفة مع عباس واللجنة المصغرة المنبثقة عن لجنة المبادرة العربية فى الجامعة العربية، إضافة إلى عدد من المسؤولين، اعتبر كيرى عقبها أن الهوة بين الفلسطينيين وإسرائيل باتت أضيق. وعلى عكس الزيارات السابقة لم يلتق كيرى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إلا أن اتصالا هاتفيا جرى بين الطرفين، ويطالب الفلسطينيون بوقف الاستيطان بشكل تام والإشارة إلى حدود ما قبل الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية فى يونيو 1967، كشرط للعودة إلى المفاوضات، فيما ترفض إسرائيل هذه الشروط وتدعو لاستئناف المفاوضات المباشرة بدون "شروط مسبقة".