أعرب قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق برويز كياني اليوم الاربعاء عن أمنيته في أن يرى انخفاضا في حجم انفاق البلاد على شئون الدفاع، مؤكدا أن الأمن القومي يعتمد على التنمية بقدر اعتماده على حماية الحدود. وقال الجنرال كياني إن "التعايش السلمي" مع الغريم الاكبر الهند أمر حيوي للبلدين كما يجب اعطاء اولوية لرفاهية الشعب. ونبه الجنرال كياني الصحفيين بأن التعايش السلمي بين الجارتين أمر مهم جدا بحيث يمكن تركيز كل الجهود على رفاهية الشعب. وكان الجنرال كياني يتحدث اليوم في مطار سكاردو في شمال باكستان بعد زيارة قاعدة جياري العسكرية النائية في كشمير المتنازع عليها، والتي تعرضت لانهيار جليدي هائل يوم 7 ابريل الجاري. وقال كياني أن الجنود سيؤدون واجبهم مهما كانت النتائج، ولكن الدفاع عن الحدود لا ينبغي أن يكون الأولوية الوحيدة للبلاد. واضاف "اننا في الجيش نفهم جيدا ضرورة أن يكون هناك توازن جيد جدا بين الدفاع والتنمية. فلا يمكن الانفاق على الدفاع وحده ونسيان التنمية ". وفي نهاية المطاف فإن أمن البلد لايتحقق بتأمين الحدود فقط لكنه يتحقق عندما يشعر الناس الذين يعيشون في هذا البلد بالسعادة، فيما يجري تلبية احتياجاتهم. هنا فقط يكون البلد آمنا حقا. وقال ان الأمن القومي ينبغي أن يكون مفهوما شاملا .واضاف بأنه لهذا السبب تود القوات المسلحة بالتأكيد أن يكون حجم الانفاق أقل على الدفاع. وأهاب الجنرال كياني بجميع الدول أن تفعل نفس الشيء أي مزيد من التركيز على رفاهية الشعب". وقال انه يتعين حل عقود من العداء بين الهند وباكستان عبر المفاوضات، وشدد على الضرورة الملحة لوقف الأضرار التي لحقت بالبيئة من جراء نشر القوات في منطقة نهر سياشين الجليدي. وقال إن هذه الاضرار البيئية ستؤثر سلبا في نهاية المطاف على نهر الاندوس، ونحن ندرك أن المياه مهمة وأن ادارة المياه مهمة جدا . تجدر الاشارة الى أن باكستان والهند تستثمران موارد كبيرة في الحفاظ على وجود عسكري على نهر سياشين الجليدى الذي يوصف بأنه أعلى جبهة في العالم- وقد أطلقت مأساة الانهيار الجليدي الذي أودى بحياة نحو 140 من العسكريين والمدنيين مناقشة حامية حول التكلفة البشرية والمالية للدفاع عن رقعة من الثلج والصخور غير صالحة للسكنى. وخاضت الدولتان المسلحتان نوويا عدة حروب منذ الاستقلال عام 1947 وكلاهما تنفق نفقات باهظة على الجيش، بينما الملايين من شعبيهما ترزح تحت وطأة الفقر. وكان اقليم كشمير سببا في حربين بين الهند وباكستان فيما خاضت الجارتان النوويتان حربا على سياشين في عام 1987، الا أن المدافع على النهر الجليدي صمتت الى حد كبير منذ أن بدأت عملية السلام في عام 2004.