اثارت اللوحات العملاقة التي انتشرت في شوارع القاهرة وميادينها الرئيسية، حاملة كلمة "الرئيس the president"، الكثير من التساؤلات المصحوبة بتشوق لمعرفة من يقف وراءها، وهذا بالضبط ما أراده القائمون على حملة المرشح الرئاسي أحمد شفيق. وجاءت هذه الطريقة، في إطار الحملة الدعائية التي تتولى أمرها شركة "طارق نور" ذات الصيت المعروف في مجال التسويق الإعلاني.
ورصد شفيق نحو 25 مليون جنيه للدعاية الانتخابية، وفق ما قاله أحد الشباب القائمين على حملته، مضيفًا أن في شركة الدعاية اختارت هذا الأسلوب كنوع من التشويق لتظهر صورة شفيق على اللوحات، بعد إعلان ترشحه رسميًّا.
وتتراوح المرتبات التي يتقاضها القائمون على الحملات الإعلانية لأحمد شفيق بين 1200 جنيه وحتى 2000 جنيه، ويتم تحديد الراتب وفقًا للمجهود الذي يقوم به الشخص، والمناطق التي يزورها وعدد اللافتات المعلقة والموزعة.
و ذكر إيهاب محمد، صاحب إحدى شركات الدعايا والإعلان، أن تكلفة الإيجار الشهري للحائط الواحد الذي يحمل شعار حملة شفيق يبلغ نحو 150 ألف جنيه، وهو مبلغ كبير جدًا.
وفي هذا الصدد أكد بهاء أبو شقة المحامي أن الإعلان الدستوري وضع حدٍّ أقصى للأموال التي تنفق على الدعاية الانتخابية ب 10 ملايين جنيه للجولة الأولى ومليوني جنيه للإعادة، أي بمعدل 12 مليون جنيه للحملة الانتخابية، إلا أن هذه المادة يمكن الالتفاف عليها من قبل المرشحين، لافتًا إلى أنه يمكن للمرشح أن يقول إن هذه الحملات مجرد مجاملات من مؤيديه، وهنا أمر لا يمكن للجهات القضائية التأكد من صحته.
وأضاف أن المواد المنظمة للانتخابات الرئاسية من الممكن تجاوزها، حتى في فترة الصمت وحظر الدعاية أو الأموال التي تنفق على الحملات.
وبسبب التكلفة المرتفعة للوحات الإعلانية الخاصة بدعم شفيق، قام خالد علي، أحد المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، بإرسال إنذار على يد محضر إلى اللجنة العليا للانتخابات للتحقيق ومعرفة هوية المرشح الذي أغرق القاهرة بهذه اللافتات، والتي تعد باهظة الثمن بسبب وجودها في الكثير من الأماكن الحيوية في شوارع العاصمة.
ولم يقف الأمر في حملة دعم أحمد شفيق عند هذا الحدِّ، فقد تردد أن هناك رجال أعمال قاموا بشراء توكيلات لصالحه، ومن هؤلاء رجل الأعمال أحمد حامد، صاحب شركة مقاولات وعضو بنادي الصيد، والذي قيل إنه جمع له توكيلات من عمال النادي مقابل 100 جنيه للتوكيل الواحد، وذلك منذ نحو شهر.
وتضم قائمة رجال الأعمال الداعمين لأحمد شفيق كلا من فهد الشبكشي الذي اشترى من وزارة الطيران عندما كان شفيق مسئولًا عنها 500 ألف متر من الأراضي، فضلًا عن بيع 4 آلاف متر اشتراها لبناء فندق المطار بالأمر المباشر، ووجدي كرارة الذي قدَّم له شفيق مليون متر مربع في محيط وزارة الطيران بقيمة إشغال جنيه شهريًّا، بالإضافة إلى استغلال فندقين بمارينا مقبل مليون جنيه فقط، في حين أن أرباحهما تتجاوز 60 مليون جنيه سنويًّا، كما تضمنت القائمة مجدي راسخ ومحمود الجمال صهري نجلي الرئيس السابق.
من جهة ثانية، أعلن الفنان عادل إمام دعمه لشفيق في الانتخابات الرئاسية القادمة، بجانب عدد آخر من الفنانين، واتفق شفيق أيضًا مع عدد من القنوات الفضائية على تخصيص مساحات إعلانية لحملته بعد ترشحه بشكل رسمي.
ومن ضمن الحملات التي دعمت شفيق صفحة "أنا آسف يا ريس" والتي أنشئت بواسطة مؤيدي الرئيس السابق، فضلًا عن إعلان المجلس الأعلى للطرق الصوفية دعمه لشفيق، حيث قال عصام زكى إبراهيم شيخ العشيرة المحمدية الشاذلية عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية في تصريحات صحفية سابقة أن أغلب الصوفية اتفقت على دعم شفيق لقيادة الإصلاح في الأمة التي أورثها لنا النظام البائد.
إلا أن الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، أكد أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية لم يحدد بعد مرشحه النهائي، وأن زكي تسرع في الإعلان عن شفيق، وذلك نظرًا لانتماء العديد من هذه الطريقة إلى الحزب الوطني المنحل وعدم رغبتهم في الخروج من عباءة النظام السابق، مشيرًا إلى أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية قرر دعم مرشح مدني لا ينتمي للتيار الإسلامي ولا للعسكري، كما أنه لم يحدد بعد المرشحين النهائيين.
ولم تكن حملة شفيق بمنأى عن الأزمات مع رجال الإعلام والثوار؛ حيث شهدت مؤتمراته الكثير من الشغب والتعدي بالضرب عليهم من قبل الحراسة الخاصة التابعة له.