قال المفكر الليبرالي والباحث في شئون الجماعة الإرهابية طارق حجي: إن مساهمة الأزهر في الإرهاب صفر مشيرًا إلى أن الأزهر يعتمد في دراسته للطلاب على التنوع والتعدد المذهبي، وهو الأمر الذي يعتبر مختلف عن الجامعة الإسلامية في بيشاور مثلاً والتي يدرس فيها الطالب فقط مذهب واحد، وتعمل بتمويل من نفس التيار. وأكد أن الأزهر عرف فترات تنويرية تمثلت في عهد شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي، والحالي الدكتور أحمد الطيب حيث أنهم من أكثر رجال الأزهر سماحة ومعرفة بالثقافة العالمية فاستطاعوا أن يحققوا التوازن بين المعاصرة والتراث. أوضح حجي أن التيارات المتشددة لم تنمو بقوة في أية عهد كعهد النظام السابق، مشيرًا إلى أن هناك تصريحًا لوزير الداخلية السابق والمحبوس حاليًا حبيب العادلي أكد فيه أنه وضع يده على الحديد الذي سيفل به حديد الإخوان المسلمين في إشارة إلى السلفيين. ووصف حجي هذه السياسة بأنها أكبر خطأ استراتيجي، لأن هذه الجماعات بكامل حجمها وقوتها كان من المتوقع خروجها إلى الساحة عاجلاً أما آجلاً وبالفعل سنحت لهم الفرصة الآن بالخروج. ورأى حجي أنه يجب التعامل مع الجماعات الإسلامية بالنظم الإنسانية والقانونية والعقلانية لأن ذلك أمرًا أصبح لا مناص منه ولا حل غيره فلا بد أن يقبل كل من اللعبة السياسية بما فيها العلمانيين ذلك حتى لا نعطي فرصة للسلفيين بتغيير مسارهم لأنهم لا يفكرون إلا في تحقيق الاستقرار كالذي في أفغانستان، وتحقيق الثراء كالذي في السودان، والوصول إلى روعة الصومال مشددًا على أن فكرة المواطنة لدى الإسلاميين ضعيفة لأنهم لا يؤمنون فقط إلا بمفهوم الأمة. وفي مواجهة ذلك طالب المثقفون أن يلتزموا برسالة التجديد للتيارات العلمانية لكسر أغلبية التيارات الإسلامية في مصر، كما طالب الأقباط بأن ينتهوا من سلبيتهم حتى لا يفاجئوا بأن منظومتهم القيمية تحولت بضغط شديد إلى قيم جديدة، فمن حقهم أن يأسفوا لما آلت إليه الأمور الآن.