أكدت لجنة الوساطة التابعة للاتحاد الافريقي والتي يرأسها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي إن المفاوضات بين السودان والجنوب التي اختتمت بأديس أبابا اليوم الاربعاء شهدت تقدما كبيرا باتجاه التوصل الى اتفاق حول كل البنود المعنية بالرغم من عدم توقيع الجانبين على اتفاق في هذه الجولة من المحادثات. وقالت اللجنة في بيان وزعته عقب انتهاء المفاوضات إنها طرحت على وفدي الشمال والجنوب مشروع مسودة اتفاق أعدته بالتشاور مع هيئة التنمية الحكومية "الايجاد" ورئيسها، ومع الأممالمتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج والاتحاد الأوروبي، وأشارت الى ان هذه المسودة تتفق مع "مذكرة التفاهم حول عدم الاعتداء والتعاون" التي وقعها الشمال والجنوب في 10 فبراير الماضي وكذلك مع قرار مجلس الامن الدولي رقم 2024 الصادر في ديسمبر الماضي. وأضافت اللجنة ان صيغة الاتفاق المقترح والذي قدمته الى وفدي التفاوض اليوم في شكل مشروع قرار مشترك للجانبين بهدف الحد من التوتر المتصاعد بينهما على امتداد الحدود المشتركة بولاية جنوب كردفان، قبله على الفور وفد حكومة الجنوب، بينما قال وفد حكومة الخرطوم انه سيجري مزيدا من المشاورات بشأنه في الخرطوم قبل اعلان موقفه وان اللجنة قبلت ذلك. وقالت اللجنة إن صيغة الاتفاق المقترح تؤكد على التطبيق الفوري للآليات المتفق عليها ومن بينها "آلية التحقق والمراقبة في المناطق الحدودية". وأضافت أن صيغة الاتفاق تتضمن ستة بنود وهي التطبيق الفوري لكل اتفاقات "الآلية الامنية والسياسية المشتركة"، ووضع حد للدعاية السلبية بين البلدين، والوقف الفوري لكل الاعمال العدائية، وسحب القوات المسلحة لكل دولة التي ربما توجد في الدولة الاخرى، وتشكيل آليات للتحقق بما يتضمن "بعثة التحقق والمراقبة الحدودية المشتركة" والتي تدعمها قوة الاممالمتحدة الامنية المؤقتة بمنطقة أبيي، وكذلك الاعداد لاجتماع قمة بين رئيسي البلدين. وقالت اللحنة انها "سوف تتوجه على الفور الى جوباوالخرطوم للقاء رئيسي البلدين واجراء مناقشات معهما حول القمة المقبلة". وانتهت جولة مباحثات مباشرة بين وفدي شمال والجنوب في وقت سابق اليوم بأديس أبابا دون التوصل الى اتفاق يهدف الى وضع حد للاشتباكات الحدودية التي اندلعت مؤخرا بين البلدين ووقف تدهور علاقات البلدين.