تشهد بريطانيا أحداث عنف وشغب تعد الأسوأ منذ ثمانينات القرن الماضي والتي امتدت إلى العديد من المدن البريطانية منطلقة من لندن بعد الاشتباكات العنيفة بين مثيري الشغب وقوات الشرطة حيث قام عدد من شباب ملثمين أغلبيتهم سود بأعمال شغب وعنف وتعدي على قوات الأمن واحرقوا السيارات والمباني وقاموا بتحطيم واجهات المتاجر وسرقتها وإضرام النيران بها عن طريق استخدام زجاجات المولوتوف إلى أن تحولت لندن إلى ساحة حرب بين قوات الأمن ومثيري الشغب كما وجدت الشرطة المسلحة بالدروع والأسلحة صعوبة في احتواء الاضطرابات كما تصاعدت أعمال العنف فلم تقتصر على لندن وحدها ولكنها امتدت إلى عدة مدن أخرى منها برمنجهام وبريستول وليفربول ، الأمر الذي دفع برئيس الوزراء ديفيد كاميرون لعقد اجتماع طارئ أمس الأربعاء مع اللجنة الحكومية التي تعالج الأزمات المتعلقة بالأمن القومي كما بحث تطورات الأزمة في حين تبحث الشرطة استدعاء الجيش للسيطرة على الموقف كما أعلن كاميرون انه سوف يمد الشرطة بكل ما تحتاجه من موارد للتصدي لأعمال التخريب التي لحقت بالبلاد . كما صرح انه سوف يتم السماح لقوات الشرطة باستخدام الرصاص المطاطي ومدافع المياه ، كما وصف رئيس الوزراء الاضطرابات التي اندلعت في المناطق الفقيرة في لندن في مطلع الأسبوع الماضي بأنها ليست سوى أعمال إجرامية. حيث انتشر نحو 16 ألف شرطي وأغلقت المتاجر والشركات كما توعد كاميرون مثيري الشغب بعقوبات صارمة ، ومن جهة أخرى أدت الأحداث التي تشهدها بريطانيا إلى إلغاء مباراة ودية دولية لكرة القدم كانت ستجمع بين منتخب إنجلترا وضيفه الهولندي كما ألغيت كذلك عدة مباريات في كأس رابطة الأندية الإنجليزية . والطريف في الآمر أن التليفزيون الليبي ذكر اليوم إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استخدم "مرتزقة من اسكتلندا وأيرلندا"، للتصدي لأعمال الشغب في إنجلترا، وان هناك "ثوار بريطانيا على مشارف ليفربول في معارك كر وفر مع كتائب كاميرون ومرتزقة من أيرلندا واسكتلندا.. الله أكبر". وأن هذه الاحتجاجات في بريطانيا "ليست احتجاجات من صنيعة المخابرات الخارجية" ، مقارنا بين الاضطرابات في بريطانيا والحملة العسكرية، التي تقول طرابلس إنها مخطط أجنبي للإطاحة بالحكومة الليبية المشروعة. وردت الحكومة الليبية أمس على انتقاد الغرب لها وقالت إن كاميرون "فقد شرعيته ويجب أن يرحل" وهذه هي الصيغة التي استخدمتها لندن وواشنطن وباريس للمطالبة برحيل القذافي عن السلطة بعد 41 عاما من حكم ليبيا.