اشتعلت الاحتجاجات فى منطقة كيزيلاى بالعاصمة التركية أنقرة، اليوم السبت، وطالب عدد من المتظاهرين الغاضبين باستقالة حكومة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان بسبب الأحداث التى تجرى فى ميدان تقسيم جيزيه بارك وإقدام الحكومة على اقتلاع عدد كبير من الأشجار لبناء مول تجارى كبير. وقال أحد الشباب ويدعى جوكالب لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن جميع المتظاهرين يرغبون فى الحرية وعلى الحكومة التى حظرت الخمر وضيقت على حريات المواطنين وانتهى بها الأمر أن تقضى على الأشجار باسطنبول أن تستقيل. ووسط الهرولة للابتعاد عن دخان قنابل الغاز المسيل للدموع التى تطلقها الشرطة التركية وهتافات مدوية فى صوت واحد يهز أركان منطقة كيزيلاى "كلنا تقسيم، كلنا مقاومة" ذكر زميل لجوكالب لمراسل الوكالة، أن جميع المتظاهرين هنا، ومعظمهم من الشباب، يناضلون لمقاومة "ديكتاتورية اردوغان"، حسب وصفه. وقالت متظاهرة أخرى، هذه الاحتجاجات تناهض ما قامت به الحكومة فى ميدان تقسيم، مضيفة أن "التظاهرات فى أنقرةواسطنبول وأزمير ونحاول أن نجعلها تشتعل فى كل مكان بتركيا"، وقال متظاهر آخر فى كيزيلاى، ويدعى إسماعيل ويبلغ من العمر 56 عاما، وهو باحث وعضو بحزب الحرية والتضامن، قال إن هذه الاحتجاجات ليست فقط انتفاضة غضب لما يجرى فى ميدان تقسيم باسطنبول، ولكن أيضا بسبب تعنت الحكومة التى يقودها حزب العدالة والتنمية. وأضاف إسماعيل، أنه لسنوات عديدة تقوم حكومة أردوغان بقمع الأصوات المعارضة لها، مشيرا إلى أن الشعب قد فاض به الكيل، كما أشار إلى أن جميع المتظاهرين سلميين "ولا نمسك فى يدنا شيئا سوى زجاجة المياه هذه". وأشار شاب آخر من المتظاهرين، ويدعى تشاريه، ويبلغ من العمر 25 عاما، لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن هذه التظاهرات بصورة رئيسية ضد الأحداث بميدان تقسيم ولكن أيضا "نرفض الأنشطة غير الإنسانية التى تقوم بها الحكومة ضد الشعب، ولا نستطيع أن نتغافل عنها من الآن فصاعدا"، وكان أردوغان قد أكد فى وقت سابق اليوم السبت، أنه لن يتراجع عن القرار الذى اتخذته حكومته لتطوير ميدان تقسيم، معربا عن إصرار حكومته فى المضى قدما فيما عزمت عليه. وفى اسطنبول أصيب 12 شخصا منهم نائبان إحدهما عن حزب الشعب الجمهورى المعارض سزجين تانرى كولو والآخر من حزب السلام والديمقراطية الكردى سرى سريا، وزادت حملة الاعتقالات لتشمل 81 شخصا على إثر إطلاق قوات الشرطة الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه فى ميدان تقسيم وسط اسطنبول بعد أن تجمع آلاف المواطنين فى الميدان احتجاجا على هدم الحديقة العامة جيزيه بارك وسط ميدان تقسيم حسب المشروع المخطط تنفيذه من قبل حكومة العدالة والتنمية بإنشاء مول تجارى تصل قيمته 150 مليون دولار وسط مزاعم بأن نجل نائب رئيس الوزراء بولنت ارنج شريك بالمشروع التجارى. وقدم عدد من نواب الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والفنانين والمطربين الدعم للمتظاهرين وسط ميدان تقسيم تحت شعارات مختلفة منها "نقف مع الأشجار ضد العقول الخشبية" إشارة إلى عقول مسئولى حكومة العدالة والتنمية. ومن جانب آخر، رفع متظاهرون شعارات تندد بسياسة حكومة العدالة وتطالب برحيل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وصور أردوغان كسلطان عثمانى وكتبت عليها عبارة "الشعب لن يركع لك". واستخدمت قوات الشرطة القوة المفرطة ضد المتظاهرين من خلال استخدام كميات كبيرة من الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفرقتهم من موقع الاضطرابات وفسح المجال لشركة المقاولات بهدم الحديقة العامة التاريخية لإنشاء المول التجارى. وأثرت الغازات المسيلة للدموع على النساء والأطفال والشيوخ المارين من الشوارع الفرعية لميدان تقسيم وتوقفت حركة المترو لفترة طويلة بسبب الاشتباكات وأصيب عدد من الركاب بحالات اختناق بسبب تسرب الغاز داخل المحطة، وطلبت مديرية أمن اسطنبول من مديريات المحافظات المجاورة لها بتزويدها بقنابل الغازات بعد نفاذ الكمية من مخازنها لاستخدامها ضد المتظاهرين.