اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن التركيز على اللاجئين السوريين ومساعدتهم قد تكون الإستراتيجية الأفضل من أجل إجراء تدخل عسكرى محدود فى سوريا لوضع نهاية لهذه الأزمة المتفاقمة. وذكرت الصحيفة البريطانية، فى مقال تحليلى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم السبت، أنه برغم أن مخاوف الغرب المتصاعدة إزاء الحرب مفهومة، إلا أن التدخل المحدود فى سوريا يمكن أن يتوج بالنجاح فى نهاية المطاف. وقالت الصحيفة، إن "الغرب، والولايات المتحدة خاصة، لديه مصالح على المحك فى سوريا وهى حماية الناس من الحكومات القمعية ووقف انتشار الأسلحة الثقيلة، وحماية الدول الحليفة حول سوريا، والعمل على تخفيف الضغط عليهم، إحباط محاولات اندلاع العنف بين السنة والشيعة، لذا فالانقسام بين الدول الداعمة للنظام السورية سيخدم الاستقرار الإقليمى، علاوة على ذلك، ستصبح الشعوب أكثر أمنا عقب فضح المخالفات الإيرانية وقطع خطوط الإمداد لجماعة حزب الله اللبنانية وحركة حماس. ولفتت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن هذه المصالح، لا تبدو بالمبرر الكافى الذى قد يقنع المواطنين الغربيين بإجراء تدخل عسكرى محدود، إلا أنه لا تزال هناك حجة هامة قد تكون السبيل الأفضل للتدخل والتى تنسجم مع المصالح المحدودة والدعم المحدود للمواطنين. وقبل كل شىء، نوهت الصحيفة إلى ضرورة أن يتمثل هدف الغرب أولا فى أن تكون سوريا دولة موحدة، مستقرة، تقوم على القانون والعدالة، ومن أجل تحقيق ذلك، ينبغى أن يكون لدى حكومتها القدرة على إدارة البلاد ونزع سلاح الميليشيات. ورأت الصحيفة أن التركيز على اللاجئين قد يكون السبيل لذلك، فاللاجئين فى حاجة ماسة، ويمكن للبلدان الغربية أن تناشد مسئولية الأممالمتحدة لحماية اللاجئين كأساس قانونى للتدخل، ومعاهدة المسؤوليات لأمن الحلفاء، أو الحصول على تفويض من جامعة الدول العربية، مشددة على أن مساعدة اللاجئين يعد الهدف الذى يوفر أكبر قدر من الشرعية الدولية لإجراء تدخل. وأشارت الصحيفة إلى أن المنطق الإنسانى هو أقوى عامل لتغيير سياسة روسيا، وهو شرط مسبق للإدارة الأمريكية، وبالنسبة للصين، يبرز دور دول مجلس التعاون الخليجى هنا لتذكيرها باعتمادها طويل المدى على الطاقة لديهم. وأردفت الصحيفة، تقول "وبالنظر لاستعداد الغرب لبقاء الرئيس السورى بشار الأسد فى السلطة، ينبغى أن يتم استغلال ذلك من خلال مقايضة جهوده المستمرة فى الرئاسة بالسماح بنقل مخيمات اللاجئين من دول الجوار إلى سوريا وأن يكفل سلامتهم، والمساعدة المباشرة من الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية". وأكدت الصحيفة ضرورة السماح لقوات المعارضة بإدارة المخيمات، ومنحهم الفرصة اللازمة لاكتساب خبرة الإدارة والشرعية العامة، مشيرة إلى أن المساعدة الإنسانية ستكون بمثابة السبيل لإقامة علاقات العمل الروتينية مع الثوار، للتعرف جيداً على الجهاديين والعلمانيين الإيجابيين. وشددت الصحيفة على ضرورة أن تكون المساعدة مشروطة، على أساس النتائج المحققة: عودة اللاجئين ونزع السلاح من الميليشيات، والقضاء على حالات الانتقام، لافتة إلى إمكانية أن تقوم بعض الدول أيضا بتدريب قوات الأمن، الأمر الذى يزيد من بناء العلاقات والتفاهم مع الثوار. وخلصت صحيفة "الجارديان" البريطانية -ختاما- إلى أن مثل هذا التدخل يحيط به العديد من المزايا، أولا وقبل كل شىء مساعدة ضحايا الحرب، ومن شأنه أيضا أن يقوض التطرف، ويطور قيادة المعارضة، ويحد من الضغط على الدول المجاورة لسوريا، ويمنع حكومة الأسد من الانتصار وفقا لشروطها.