استكمالا لسلسلة الفعاليات التى بدأتها القوى الثورية والنقابات العمالية المستقلة تحت اسم "مايو شهر العمال" جاءت ندوة "خبرات ونضالات العمال" التى نظمتها جبهة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية "الفقراء أولاً" بالفيوم، بهدف تبادل الخبرات وتوحيد النضالات بين العمال فى القطاعات المختلفة من أجل انتزاع حقوقهم من الحد الأدنى وتقليل ساعات العمل وتحسين ظروفه، والحق فى العمل الدائم وتوزيع الأرباح والحرية فى بناء تنظيماتهم النقابية. بدأت الندوة التى أدارها "سمير عبد الباقى"، عضو حزب التحالف الشعبى، بسماع بعض من قصائد الشاعر "طاهر البرنبالى"، وأكدت فاطمة رمضان، عضو المكتب التنفيذى للاتحاد المصرى للنقابات المستقلة، على أهمية تنظيم العمال فى نقابات واتحادات تستمد سلطتها وشرعيتها من اللجان القاعدية وليس من أعلى كالاتحاد الأصفر "الاتحاد العام لعمال مصر"، الذى كانت قياداته فى الصفوف الأمامية للثورة المضادة، ودافعت بشراسة عن مبارك ثم المجلس العسكرى، وأيدت شفيق وعندما مالت الدفة إلى جماعة الإخوان المسلمين؛ هرولت هذه القيادات إلى "هشام قنديل" و"خالد الأزهرى" بمبادرة وقف الإضرابات لمدة عام، مقدمين فروض الولاء والطاعة لمن يمنحهم السلطة من أعلى، ونوهت على أن جماعة الإخوان المسلمين كما ورثت الآلة القمعية لنظام مبارك تستميت فى الدفاع عن بقاء هذا الاتحاد بشكله الحالى، الذى يدار من أعلى ويخدم مصالح الطبقة الحاكمة التى هى بالضرورة متعارضة مع مصالح وطموحات العمال المستغلين. وتحدث "هشام فؤاد"، عضو المكتب السياسى بحركة الاشتراكيين الثوريين، عن دور الطبقة العمالة فى الثورة المصرية، وقال إن أول من حطموا صورة مبارك هم عمال المحلة، وأن خلع مبارك كان نتيجة لتوحيد المصنع مع الميدان على مطلب واحد، وأكد على أهمية الاشتراك مع العمال ومشاركتهم فى نضالاتهم ومعاركهم اليومية من أجل انتزاع حقوقهم الاقتصادية والسياسية، وأكد أيضا على أن تغيير النظام لا يعنى للعمال تبديل الوجوه سواء كانت هذه الوجوه ترتدى الكاب والبيادة وتعد الشعب بالاستقرار فى القاع، أو تطلق اللحى وتعد بالجنة وكأنهم يملكون مفاتيحها، أو تدخن السيجار وتعد بالدولة المدنية وإطلاق الحريات للمستثمرين فى تشريد العمال وإفقارهم وتجويعهم، بل يعنى تغيير النظام السياسى والاقتصادى الذى يعمل لصالح الغالبية العظمى من الشعب المصرى بنظام ينتج من أجل سد حاجات البشر وليس من أجل تراكم الأرباح لدى حفنة رجال الأعمال نظام تمتلك فى الجماهير الثروة والسلطة السياسية، جدير بالذكر أن الجبهة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية "الفقراء أولاً" تضم حركة الاشتراكيين الثوريين، حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، حزب الدستور، حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، التيار الشعبى، وهى جبهة تضم القوى التى لها تاريخ نضالى وانحياز صريح للفقراء والكادحين، كحركة الاشتراكيين الثوريين والأحزاب والكيانات التى خرجت من رحم الثورة وشبابها يناضلون من أجل تطهيرها وتثويرها.