حكم على مواطنين إيرانيين، اليوم الاثنين، فى نيروبى، بالسجن المؤبد بعد إدانتهما بتهمة حيازة متفجرات بهدف تنفيذ اعتداءات فى كينيا، كما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس. والإيرانيان هما أحمد محمد (50 عاما)، وسيد منصور (51 عاما)، وقد اعتقلا فى يونيو2012 وقاد استجوابهما الشرطة إلى العثور على 15 كج من مادة "آر دى إكس" الشديدة الانفجار، مخبأة فى ملعب غولف فى مومباسا ثانى كبرى مدن البلاد والتى تعد من أبرز المعالم السياحية على ساحل المحيط الهندى، بحسب محضر الاتهام. وحكمت المحكمة عليهما بالسجن المؤبد بعد إدانتهما "بعمل يرمى إلى إحداث جروح خطرة" وبالسجن عشرة أعوام على "حيازة متفجرات" و15 سنة على "التحضير لعمل إجرامى"، موضحة أنه سيتم ضم العقوبات. وأعلن القاضى، كيارى واويروكيارى، وهو يتلو الحكم فى العاصمة الكينية نيروبى، "أشعر بالرجفة عندما أتخيل حجم الأضرار التى كنا سنشهدها". وأضاف القاضى، "سمعت نداءاتهما إلى الرأفة"، لكن "صرخات ضحايا اعتداءات سابقة كانت أقوى". وفى خلاصة المرافعات الأخيرة التى قدموها صباح الاثنين، دعا محامو الدفاع المحكمة إلى الرأفة بموكليهما بذريعة وضعهما الصحى السيء من ارتفاع ضغط الدم ومشاكل فى القلب. واعتبر المتهمان مذنبين، الخميس، لأن المحكمة رأت أن فريق الادعاء نجح فى إثبات انتمائهما إلى مجموعة خبأت المتفجرات بهدف تنفيذ اعتداءات فى نيروبى ومومباسا. ولم يظهر أى تأثر أو انفعال على الرجلين عند النطق بالحكم، وقبل وصول القضاة وجه أحمد محمد الذى كان جالسا فى قفص الاتهام إشارة بذيئة ب"إصبعه الأوسط" إلى المصورين، ثم حاول بعد ذلك ركل أحدهم أثناء اقتياده خارج المحكمة فى ختام الجلسة. وقال أحد المحامين، ديفيد كيريمى، فى رد فعل على الحكم، "إن الإدانة ظالمة وخاطئة ومخزية، إنه ظلم لموكلينا"، مؤكدا أنه سيقدم طعنا فى الحكم. ونددت زوجتا الرجلين اللتان كانتا حاضرتين فى المحكمة، فى بيان مشترك، ب"المعاملة الظالمة" التى تعرض لها زوجاهما، وقالتا فى هذا النص الذى تلاه الدبلوماسى فى السفارة الإيرانية، محمد زبولى، إن "لا دليل واضحا يربط زوجينا بوثائق إثبات (الجرم) التى قدمت إمام المحكمة". وتحدث هذا الدبلوماسى من جهته عن ممارسة "ضغوط من خارج القضاء أثرت على الحكم والدعوى" بدون إعطاء تفاصيل. وبعيد توقيف الرجلين وتوجيه التهمة إليهما، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، إيران بالتخطيط لاعتداءات على مصالح إسرائيل وكينيا. وكان محامو المتهمين أكدوا أن موكليهما استجوبا بعيد توقيفهما من قبل عناصر من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، الأمر الذى نفته النيابة العامة. وقد سبق وتعرضت مصالح إسرائيلية فى كينيا لتفجيرات فى الماضى. ففى العام 2002 استهدف هجوم انتحارى، قام به ثلاثة انتحاريين، فندقا يقصده العديد من السياح الإسرائيليين، مما أدى إلى مقتل 12 كينيا وثلاثة إسرائيليين، وبعد دقائق من ذلك نجت طائرة إسرائيلية على متنها 261 راكبا من إطلاق صاروخين لدى إقلاعها من مطار مومباسا، وقد تبنى تنظيم القاعدة هذين الاعتداءين.