تشهد العاصمة الروسية موسكو تظاهرات حاشدة لآلاف الروس احتجاجاً على إحكام رئيس الوزراء فلاديمير بوتين قبضته على السلطة. تظاهرات السبت هي الثالثة منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية في شهر ديسمبر الماضي التي شابتها مزاعم بحدوث عمليات تزوير في التصويت. أما مؤيديو بوتين، الذي سيترشح في انتخابات الرئاسة المقررة الشهر المقبل، فيتجمّعون تأييداً له في مكان آخر. وتقام التظاهرات في ظل ظروف مناخية شديدة البرودة في موسكو حيث تصل درجات الحرارة إلى نحو 19 درجة تحت الصفر. ويأمل منظموا مسيرة من أجل انتخابات نزيهة والأخرى المؤيدة لبوتين ، ألا يؤثر انخفاض درجات الحرارة على حضور المتظاهرين الذين نُصحوا بارتداء ملابس ثقيلة. ويقول بوريس نمتسوف السياسي الليبرالي وأحد منظمي التظاهرات المعارضة لبوتين: الشىء المهم بالنسبة للناس ألا يُصابوا بالالتهاب الرئوي. أن تقضى ثلاث ساعات في هذا البرد القارس هو أمر بالغ الخطورة. واكتظ ميدان كالوزسكايا في موسكو بالمتظاهرين الذين حملوا بالونات بيضاء اللون، وهو اللون الذي اتخذته حركة المعارضة شعاراً لها. ويقول مراقبون إن تظاهرات السبت ستعطي مؤشراً على مدى حجم المعارضة ضد رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وكانت أول مسيرة نظمتها المعارضة في موسكو قد شهدت حضور نحو خمسين ألف متظاهر ، بعد انتخابات الرابع من شهر ديسمبر الماضي، التي فاز بالأغلبية فيها حزب روسيا الموحدة الذي يتزعمه بوتين. وعمّت التظاهرات مدناً روسية أخرى ، رغم نفي الحكومة وجود أي عمليات تزوير على نطاق واسع في تلك الانتخابات. ويطالب المنظمون لتظاهرات السبت من المعارضة، بإعادة الانتخابات البرلمانية ، ودعوا الناخبين للتصويت ضد اختيار بوتين رئيساً لروسيا في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويقول مراسل بي بي سي في موسكو ستيف روزنبرغ، إن المنظمين يأملون من وراء هذه التظاهرات في إلقاء مزيد من الضغط على بوتين لإجراء إصلاحات سياسية ، ويدركون أن التظاهرات لا تستطيع منعه من الفوز في الانتخابات الرئاسية.