يعد مركز الحامول من أكبر مراكز محافظة كفر الشيخ من حيث المساحة الشاسعة التى يتمتع بها؛ كونه يقع شمال المحافظة ويجاور مراكز البرلس وبيلا الرياضوكفر الشيخ، كما يضم المركز 8 قرى كبرى و61 عزبة تابعة له. ومع ذلك تعتبر مدينة الحامول عاصمة المركز، هى المدينة الوحيد على مستوى المحافظة، التى لا يتوفر بها سوق يجتمع به الباعة الجائلين والمنتشرين فى معظم طرقات وشوارع المدينة، حتى أصبح وجودهم أكثر من المارة بالشارع. ولا سيما ما يعرف بكوبرى السمك، والذى لا تكاد تراه إلا وتشعر بأنك تمر من عنق زجاجة من كثرة وجود الباعة على جوانبه، والذين اعتبروا وجودهم به حقا مشروعا ولا يقبلون بغيره بديلًا. "الحرية والعدالة" ذهبت إلى المدينة والتقت الباعة الجائلين الذين افترشوا شوارع المدينة بداية من موقف الحامول الرئيسى وحتى كوبرى السمك. فى البداية، أكد على الشحات -صاحب فرش لبيع الخضار والفاكهة- أنه اضطر إلى افتراش الشارع لعدم وجود سوق أو مكان محدد يعرض فيه بضاعته، مشيرًا إلى أن الظروف الاقتصادية هى التى دفعته إلى ذلك بحثًا عن الرزق. ويضيف زميله محمد جابر أن معظم من يعملون بالبيع والشراء ويفترشون الطرقات من أصحاب المؤهلات العليا والمتوسطة، وعدم وجود فرص عمل دفعهم للعمل وسط قارعة الطريق. بدوره، تساءل عبد الله عبد القادر "بائع": كيف لمدينة كبيرة مثل الحامول تترك دون تخصيص مكان مناسب لعمل سوق بها، لافتًا إلى أنه منذ فترة قليلة زار المحافظ المدينة فجرًا وتعرف على مشاكلنا، ووعد بحلها، وبالفعل قام مجلس المدينة بعمل "سويقة صغيرة" وحينما ذهبنا لتسلم أماكننا فيها وجدنا أنها صغيرة جدًّا ولا يستطيع أحد الجلوس فيها، فتركها الجميع مرة أخرى وعادوا إلى أماكنهم القديمة. أما أم سليم -صاحبة فرش- فتقول: ليس لنا مصدر دخل إلا البيع والشراء، وأسر بأكملها تعيش على دخل كل بائع من هؤلاء، فكيف يريدونا أن نرحل من الشارع دون توفير بديل مناسب وسط المدينة؟ وتدخل عادل حامد "بائع" بقوله: كل البائعين مدينون وعليهم محاضر إشغالات طريق "بس هنعمل إيه؟ هو احنا لقينا شغل تانى ومشتغلناش؟"، وأكد أنهم يقومون بدفع فواتير للكهرباء على كل فرش بالشارع، معتبرا أن هذه الأموال التى يدفعها الباعة الجائلون اعتراف رسمى من الحكومة بأن وضعهم قانونى. كما حمل محمد حامد "مواطن" من أبناء الحامول، المجلس المحلى وشرطة المرافق المسئولية عن الوضع الذى آلت إليه شوارع وطرقات المدينة نتيجة تكدسها بالباعة الجائلين وطالبهم بتحمل المسئولية كاملة والعمل على حلها. ومن جانبه، أكد اللواء أحمد بركات -رئيس مجلس مركز ومدينة الحامول- أن الباعة الجائلين الموجودين على كوبرى السمك تحديدًا تم نقلهم إلى سوق بديلة بعد زيارة المهندس سعد الحسينى محافظ كفر الشيخ للحامول الشهر الماضى، ولكن سرعان ما عادوا مرة أخرى إلى أماكنهم بحجة أن المكان غير مناسب. وأوضح أنه تم عمل 12 محضر غلق للمحلات المطلة على كوبرى السمك ولكن دون تنسيق أمنى يمكّننا من تنفيذ الغلق. كما أشار السكرتير العام المساعد المهندس سعيد سعد، أنه قام بتكليف رئيس المدينة للقيام بعمل حملة مكبرة لإزالة الإشغالات ونقل الباعة الجائلين إلى أماكن أخرى مناسبة، بمساعدة كل موظفى وعمال مجلس المدينة، وأنه سيقوم بالاتصال بمأمور مركز الشرطة للمشاركة فى الحملة.