دعا الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة اليوم الثلاثاء الحكومة اللبنانية إلى منع حزب الله حليف دمشق من تنفيذ عمليات داخل سوريا، مطالبا مقاتلى المعارضة السورية ب"ضبط النفس" وعدم استهداف مناطق لبنانية. ويأتى هذا الموقف بعد قصف مقاتلين معارضين فى منطقة القصير وسط سوريا، معاقل للحزب الشيعى فى منطقة الهرمل فى شرق لبنان، ما أدى إلى مقتل شخصين الأحد الماضى. وقال مقاتلون معارضون إن الخطوة أتت ردا على قتال الحزب الى جانب النظام السورى. ودعا الائتلاف "الحكومة اللبنانية إلى ضبط حدودها والإيقاف العاجل، بكل الوسائل الممكنة، لجميع العمليات العسكرية المنسوبة لحزب الله فى المواقع القريبة من الحدود السورية"، وذلك فى بيان أصدره اليوم. وأضاف "آن الأوان للحكومة اللبنانية التى اتخذت سياسية النأى بالنفس، إلى التوقف عن غض النظر عن السياسات التعسفية التى يمارسها حزب الله فى تدخله بالشئون السورية"، داعيا الجيش اللبنانى الذى حذر من الرد على مصادر النيران، إلى "ضبط النفس والتزام الحكمة فى التصرف". واعتمدت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية التى يحظى حزب الله وحلفاؤه بالأكثرية فيها، سياسة "النأى بالنفس" حيال النزاع السورى المستمر منذ عامين، وسط انقسام حاد بين مؤيدين لنظام الرئيس بشار الأسد ومعارضين له. وتفيد تقارير أمنية عن عمليات تهريب سلاح ومسلحين عبر المناطق الحدودية اللبنانية ذات الغالبية السنية فى الشمال والشرق، إلى المعارضة السورية، فى المقابل، تفيد تقارير أخرى أن حزب الله يرسل مقاتلين إلى سوريا لدعم القوات النظامية، لا سيما فى القصير بمحافظة حمص (وسط) الواقعة مقابل الهرمل. واتهم الائتلاف الحزب بقصف قرى سورية والسيطرة على بعضها، ما "قد يدفع بعض كتائب الجيش الحر إلى الرد على ذلك العدوان المتكرر". ودعا "كتائب الجيش الحر فى ريف حمص الغربى إلى ضبط النفس واحترام الحدود السيادية للبنان"، محذرا من أن اندلاع مواجهات بين الطرفين "يعرض سكان المناطق الحدود إلى مخاطر كبيرة يمكن تجنبها بتحكيم صوت العقل ووقف الخروقات والعدوان". وكان قياديان ميدانيان فى منطقة القصير أبلغا فرانس برس الاثنين، أن المجموعات المقاتلة المعارضة قصفت الهرمل الأحد الماضى، ردا على قصف من حزب الله.