رفضت لبنان الاعتداءات على أراضيها، سواء أتت من النظام السوري أو المقاتلين المعارضين له، وقررت إعداد مذكرة لرفعها إلى جامعة الدول العربية بشأن تكرار سقوط قذائف على مناطقها الحدودية، وذلك إثر اجتماع وزاري أمني عقد أمس. وأتى الاجتماع في القصر الجمهوري غداة مقتل شخصين في سقوط قذائف على قرى شيعية تعد معقلا لحزب الله (حليف دمشق) في البقاع، مصدرها مواقع مسلحي المعارضة في الجانب السوري، بحسب تقارير أمنية. كما شهدت مناطق ذات غالبية سنية متعاطفة مع المعارضة السورية في شمال لبنان وشرقه خلال الأشهر والأسابيع الماضية غارات من الطيران الحربي السوري، وسقوط قذائف مصدرها الجيش السوري. وقال وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبوفاعور، بعد الاجتماع، إن "سلامة أي مواطن أو قرية لبنانية هي مسؤولية الدولة اللبنانية، وأي اعتداء أو قصف من أي جهة هو أمر مرفوض". وأضاف أن "الاعتداءات أو الخروقات تحصل من أكثر من طرف، مرة من قبل جيش النظام، ومرة من قبل أطراف أخرى، وسواء أتى الخرق من الجيش النظامي أو من أي جهة أخرى فهو مرفوض وغير مقبول". وقال أبوفاعور إن وزارة الخارجية "ستقوم بكل الإجراءات والاتصالات اللازمة لضمان تحميل كل الأطراف مسؤوليتها وعدم تكرار هذه الاعتداءات"، وإن التوجيهات المعطاة إليها تقضي بتوثيق الخروق وإعداد مذكرة ترفع إلى جامعة الدول العربية، للاحتجاج على أي اعتداء يمكن أن يحصل من قبل أي طرف". وترأَّس الاجتماع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وشارك فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزراء آخرين وقائد الجيش. وقال أبوفاعور إن القوى الأمنية باشرت إجراءات على الحدود، وإن لدى الجيش "الجهوزية والقرار السياسي والشجاعة لحماية المواطنين اللبنانيين من أي اعتداء"، من دون أن يوضح ما إذا كان سيتم الرد على مصادر النار. وتفيد تقارير أمنية وجود عمليات تهريب سلاح ومسلحين عبر المناطق الحدودية الللبنانية السنية إلى المعارضة السورية. وفي المقابل، تفيد تقارير أخرى أن حزب الله يرسل مقاتلين إلى سوريا لدعم القوات النظامية، لا سيما في القصير بمحافظة حمص الواقعة مقابل الهرمل. وأفاد مصدر أمني أمس سقوط قذيفتين على بلدة القصر في الهرمل، في المنطقة نفسها التي تعرضت للقصف أمس الأول. وأكد قياديان ميدانيان في منطقة القصير أن المجموعات السورية المقاتلة المعارضة قصفت بالفعل منطقة الهرمل اللبنانية أمس الأول، لكنهما نفيا حصول أي قصف أمس. وقال قائد مجموعة في فرقة "الفاروق" المستقلة، قدم نفسه باسم أبوعدي: "سنحارب حتى الموت من أجل كرامتنا"، مضيفا: "رددنا على مواقع حزب الله التي تقصفنا، وسنواصل الرد". وتابع: "نحن لا نحارب النظام في هذه المناطق، بل نحارب حزب الله"، و"نحن في موقع الدفاع عن أرضنا، وسنرد بشراسة. المدنيون عندهم ليسوا أفضل من المدنيين عندنا. وللصبر الحدود". وأشار إلى "تصعيد لجأ إليه حزب الله في الأيام الأخيرة" في منطقة القصير المواجهة للهرمل والحدودية مع لبنان. وقال القيادي أبوأحمد، من فرقة "الفاروق"، إن أي قصف باتجاه لبنان لم يحصل أمس، داعيا السلطات اللبنانية إلى "اتخاذ تدابير عملية لوقف عمليات حزب الله، قبل أن نبدأ بالرد مجددا". وفي هذا الوقت، أفاد سكان في منطقة البقاع أن حزب الله نقل خلال الأيام الماضية جثامين عناصر له قتلوا في سوريا إلى لبنان. وقال أحد سكان بلدة الخريبة، رافضا كشف اسمه: "تم أمس دفن أحد شهداء حزب الله في البلدة"، مؤكدا أن جثامين رفاق له نُقلت إلى الجنوب. وفي الجنوب، أكد مصدر أمني محلي دفن أربعة عناصر لحزب الله قُتلوا في سوريا خلال أسبوع. وأوضح أقرباء لأحد القتلى أن العناصر الخمسة سقطوا في معركة في القصير في الثامن من أبريل، قُتل فيها تسعة عناصر من الحزب. وكان مصدر قريب من الحزب أفاد في حينه مقتل عنصرين.