الرياضة هى لغة التخاطب بين الشعوب ولايختلف اثنان على هذا المصطلح وهى لغة سامية لاتعترف بلهجة محددة ولكنها لغة يترجمها السلوك الحميد والأخلاق الرفيعة. ولما كانت الساحرة المستديرة المسماة بكرة القدم تحظى باهتمام معظم شعوب العالم وتستهويهم بل تستحوذ على عقولهم أحياناً. عشقناها منذ صغرنا خاصة نحن أبناء الاسماعيلية مع عشقنا لنادينا الحبيب الإسماعيلى والذى كنا نتنقل معه من بلدٍ لبلد ولمِّ لا وهو النادى الذى كان يقدم أجمل فنون كرة القدم فى ربوع مصر كلها. الاسماعيلى والدراويش وبرازيل العرب كلها مسميات لم تأتِ من فراغ بل تاريخ مشرف وسجل انتصارات عظيمة بجهود ونجومية الكثير من اللاعبين الذين أنجبهم هذا النادى العظيم والعريق. فمن منا نحن أبناء الزمن الجميل ينسى رضا وشحتة والعربى وغيرهم من الذين ذابوا عشقاً وحباً فى نادينا دون أن يتكالبوا على المادة والتى أصبحت الآن هى الهدف للاعبى العصر الحالى. ومع المتغيرات التى طالت الرياضة عامة وكرة القدم خاصة ترعرعت ظاهرة رابطة المشجعين ومعها مايسمى بالألتراس. عرفناهم فى البداية مجموعات فى كل نادٍ من الأندية الكبرى غالبيتهم من الشباب الذى يعشق كرة القدم وعايشناهم فى البداية ليس لهم إلا تشجيع فريقهم بكل الحماس والحب فى كل مباراة ملتزمين بكل الأخلاق الحميدة. وهذا جميل أن يكون لكل نادٍ مشجعيه كما فى كل بلاد العالم ولما كانت جماهير النادى الاسماعيلى عاشقة لناديهم الى حد الجنون ورأيناهم فى البداية يشجعون ويتراقصون على أنغام السمسمية وكانوا يتميزون بأنهم من أفضل وأعظم المشجعين فى مصر وكان لتشجيعهم مذاق خاص يميزهم عن كل مشجعى المحروسة بل كانوا يتفوقون على مشجعى العالم المتحضر. ولكن فى الآونة الأخيرة ومع المتغيرات التى صاحبت ثورتنا الجميلة التى بدأت سلمية أصبح الألتراس ورقة رابحة لبعض المغرضين وأصبح أداة يستخدمونها لنشر الفوضى وبث الرعب فى النفوس وهذا ماعايشناه فى الكثير من المظاهرات الأخيرة واقحام هؤلاء الشباب وتوريطهم فى كثير من المواقف التى من شأنها الإضرار بمصالح الوطن. وهنا بدأ هؤلاء الشباب يتعاملون بسياسة الضغط والترهيب وبالتالى أصبحوا خطراً داهماً على الوطن. وهنا نقول إذا لم يسارع المسئولون جميعاً لاحتواء هذه المنظومة وتقويم سلوكياتها وإعادتها الى مسارها الطبيعى فإذا لم يتم ذلك وفى أسرع وقت فسوف يندم الجميع وتعم الفوضى العارمة ونتعرض لخطر مدمر لا تحمد عقباه. وبنظرة للأحداث الأخيرة من اقتحام هؤلاء للأندية بصورة مخيفة بثت الرعب فى نفوس كل المشاهدين مع وجود الشرطة بسلبية فاقت الوصف وإن كانوا يسمونها بضبط النفس. ونكرر لابد من تضافر كل الجهود لتصحيح مسار هؤلاء الشباب وإعادتهم لهدفهم السامى وهو مؤازرة وتشجيع فرقهم ولابد من تطبيق القانون وبكل صرامة على كل الخارجين عن القانون. ياسادة : احذروا التهاون .. الألتراس هو الخطر القادم والداهم.