دعاء إمرأة على قدر من الجمال لا بأس به تزوجت ممن أحبه قلبها, وبالرغم من آنذاك الا انها تزوجت بدون موافقة أسرتها فهو لم يكن العريس المنتظر لابنتهم , وتحقق لها ما أرادت وانتقلت الى مدينة أخرى للسكن مع زوجها. ومرت الحياة عادية لم يعكر صفوها إلا الشجار الدائم والسباب بسبب الغيرة العمياء من زوجها. وأنجبت طفلتها الأولى ثم طفلها الثانى وظنت أن زوجها سيتعلق به لأنه صبى وسوف يخف الشجار أو ينتهى. إلا أنها فوجئت به يفاجأها بما لم تتوقعه أو يخطر لها على بال حيث أعلن ان هذا الصبى ليس إبنه ولتبحث عمن هو والده. يا الله كيف له أن يقول هذا وهو يعرف أخلاقها جيداً ويرى الشبه الكبير بينه وبين الطفل !!!. ولكنه أغلق أذنيه ولم يستمع لكلام العقل أو المنطق وتحقق له ما أراد وتم الطلاق وتركها وترك أطفاله دون أدنى مسئولية. وقفت تتساءل ماذا تفعل ولمن تلجأ ؟ .. هداها تفكيرها أنه عليها الذهاب إلى أسرتها وان كانت علاقتها بهم قد إنقطعت بزواجها إلا أنها إبنتهم التى لن يتخلوا عنها , ولكن للأسف رفضوا وجودها بينهم وأنكروها كما أنكرتهم فى يوم من الأيام. رجعت إلى بيتها حزينة لا تدرى ماذا تفعل لأولادها ؟ .. هل تتركهم للموت جوعاً وبرداً .. أم ماذا ؟. ها هى تقرر الخروج للعمل أى عمل لا يهم المهم أن تجد ما يساعدهم على الحياة, ولكنها لم تكن تستمر فى أى عمل أكثر من شهر أو شهرين فى أحسن الأحوال لأنه دائماً هناك من يطمع فيها فهى مازالت شابة ووحيدة ومطمع للرجال الباحثين عن العبث واللهو , كانت تصدهم وتقف ضد تصرفاتهم المخجلة فيكون الطرد من العمل نصيبها. لكنها إستسلمت فى النهاية فلم يكن هناك سبيل إلا مجاراة الجميع دون أن تفعل ما يغضب الله ولكنها كانت تغضب من ذاتها وتخجل من نفسها حيث أنها لاتحب أن تفعل ذلك ولكنها الآن مضطرة أن تسبح ضد التيار لكى تجد ماتربى به ابناءها. كان كل شخص يتقرب منها تظن أنه هو من سينقذها مما هى فيه ويرتبط بها ولكنها كانت تصاب بخيبة أمل فى النهاية فالجميع لايريد غير النزوة واشباع الرغبات. وهكذا عاشت دعاء حياتها الى أن جاء من لا يرفض , تقدم عريس لأسرتها وافقوا عليه حتى دون أخذ رأيها لأنه ميسور الحال وسوف يكون سند لها ووافقت هى أملاً فى أن تعيش حياة لطالما حلمت بها وطافت بخيالها. وإرتبطت عاطفياً بالعريس الذى لبى كل مطالبها وكانت سعيدة به وليذهب زوجها السابق إلى الجحيم هو وزوجته الجديدة فقد جاءها من هو أفضل منه. وحان موعد الزفاف وإقترب وبدأت تعد نفسها للزفاف المرتقب والسفر مع العريس إلى مدينته , إلا أنه حدث مالم يكن فى الحسبان حيث فجر العريس قنبلة من العيار الثقيل وهى أنه يريدها بمفردها هى فقط وبدون أطفال , فهو لن يربى أولاد غيره. وحاولت أن تقنعه بالتخلى عن هذا الطلب الغريب ألا أن محاولاتها ذهبت سدى , وأصر على موقفه مما دفعها فى النهاية إلى أن ترفض الزواج به وتعود إلى ممارسة حياتها كما كانت تبتسم لهذا وتستمع لمعسول كلام هؤلاء. ضاع الحلم الذى حلمت به وكانت تأمل أن يتحقق .. وعادت من جديد تسبح ضد التيار.