أصيب العشرات من المواطنين والمجندين خلال مشاجرة كبيرة مساء اليوم الثلاثاء، نشبت بين مجموعة من أسر الشهداء وفتاتين في مسرح البالون بالعجوزة، بسبب اعتراضهما على تكريم أسر الشهداء قبل محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق بتهمة قتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير. كانت إحدى الجمعيات الخيرية قد أعدت احتفالاً، مساء الثلاثاء، لتكريم أسر شهداء الثورة بقاعة صلاح جاهين بمسرح البالون بالجيزة، وأثناء ذلك اعترضت فتاتان على إقامة حفل التكريم بدعوى تأخير محاكمة مبارك والعادلي، مما لاقى الاستهجان من أسر الشهداء فدخلوا في مشادات كلامية مع الفتاتين، قامتا على إثرها بالاتصال ببعض الأشخاص لمناصرتهما، حيث حضر حوالي 40 شخصا وقاموا باقتحام المسرح والتعدي على أسر الشهداء وتحطيم العديد من المقاعد بالقاعة. من جهتها، انتقلت على الفور الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة بقيادة اللواء عابدين يوسف مدير الأمن، بالإضافة إلى رجال القوات المسلحة، وتمكنوا من السيطرة على الموقف وإلقاء القبض على الفتاتين و6 أشخاص آخرين. وتوجه المتظاهرين، بعد تفريقهم، إلى ميدان التحرير واعتدوا على السيارات المارة، وهو ما دعا إلى قيام قوات الأمن المركزي بإطلاق قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين من ناحية ''هارديز'' بميدان التحرير. ولم يكتفي المتظاهرين بذلك حيث ذهبوا الى مبنى وزارة الداخلية وحاولوا اقتحامه وقذفوه بالحجارة، فقامت قوات الشرطة بتفريقهم بالقوة. صرح اللواء منصور عيسوي، وزير الداخلية، إن عشرات من أسر الشهداء توجهوا إلى مسرح البالون في العجوزة، مطالبين بضرورة تكريمهم على غرار تكريم عشرة من أسر الشهداء، إلا أن القائمين على المسرح أبلغوهم أن التكريم قائم على عدد محدود، مما اضطرهم إلى الاعتداء على بعض الموظفين ورشقوا المسرح بالحجارة، مما أسفر عن إتلاف عدد من السيارات الموجودة أمام المسرح. وقال إن القائمين على المسرح استعانوا بأجهزة الأمن التي فرضت حصارا أمنيا وفرقت المتظاهرين وألقت القبض على 7 منهم. وقال عيسوي إن أهالي الشهداء تجمعوا بأعداد تقترب من 200 شخص بميدان التحرير، مساء الثلاثاء، وانضم إليهم معتصمو ماسبيرو وتوجهوا على وزارة الداخلية ورشقوها بالحجارة، مما أدى إلى إصابة ضابط و6 مجندين ثم توجهوا إلى ميدان التحرير وشارع الجامعة الأمريكية، حيث حدثت اشتباكات مع قوات الأمن المركزي التي حاولت تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع، إلا أن المتظاهرين رفضوا الامتثال إلى التعليمات وظلوا يرشقون الأمن المركزي بالحجارة. وكانت الوقفة الاحتجاجية التي نظمها العشرات من أهالي الشهيد محمود خالد قطب أمام مبنى وزارة الداخلية، اليوم تطورت إلى معركة مع أفراد الأمن المكلفين بتأمين مبنى وزارة الداخلية، بعد محاولات المتظاهرين اقتحام المبني . وكان العشرات من أهالي الشهيد محمود خالد قطب نظموا وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة الداخلية بوسط القاهرة احتجاجا على ما وصفوه ببطء محاكمة حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وكذلك عدم ضم الرئيس السابق حسني مبارك لنفس القضية. وطالب المتظاهرون اللذين هددوا بالاعتصام أمام مبنى الوزارة، النائب العام المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود ووزير العدل محمد عبدالعزيز الجندي بسرعة محاكمة العادلي ومبارك بتهمة قتل المتظاهرين عمدا أسوة بما حدث مع أمين الشرطة محمد السني الذي حكم عليه بالإعدام غيابيا بتهمة قتل المتظاهرين أمام قسم شرطة الزاوية الحمراء خلال الثورة. وكان الشهيد قطب (23 سنة) قد دهسته سيارة دبلوماسية بيضاء بشارع قصر العيني خلال الأيام الأولى من ثورة 25 يناير، ونقل إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج حتى وافته المنية. وأكد د.عماد أبو غازى وزير الثقافة ل"اليوم السابع"، فى تصريح غير مسئول أن واقعة هجوم مجموعة من البلطجية على مسرح البالون وتدميرهم محتوياته، كان معداً مسبقاً ومرتباً له، موضحاً أن هؤلاء البلطجية موجهون. وزعم وزير الثقافة، إن وراء تلك الأحداث أصابع معروفة، وهم "فلول النظام السابق"، مشيراً إلى أنه تم ضبط 7 من البلطجية الذين حاولوا اقتحام المسرح، وأنه قام بالاتصال باللواء فايز أباظة مدير المباحث الجنائية للإفراج عن عامل المسرح الذى ألقت قوات الشرطة القبض عليه عن طريق الخطأ، أثناء أحداث الاقتحام، وتم الإفراج عنه بالفعل، مشيداً بروح العاملين بالمسرح والسيرك القومى، ودفاعهم عنه. وحول إقامة حفلات التكريم بمسرح البالون ورفض البعض لذلك بحجة أن المسرح غير مؤمن، أوضح أبو غازى، أن هذه الاحتفالات لم تقم لأول مرة بالمسرح، ولكن أقيم بالمسرح العديد من الحفلات. وأكد أحد المتواجدين فى حديثه مع الوزير، أن المتظاهرين رددوا هتافات "إحنا مش عاوزين تلاجات ولا تكريمات.. نحن نريد دم الشهداء"، فرد الوزير عليه "يعنى هما عاوزين ياخدوا دم الشهيد بدم آخرين، وهل هذا سيعيد دم الشهيد".