أصدرت محكمة إسطنبول اليوم الجمعة قراراً باعتقال أربعة عسكريين بينهم جنرال لتورطهم في ما تعرف بعملية "المطرقة الثقيلة للإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا والتى تم إنتخابها ديموقرطياً خلال العام 2003. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن محكمة إسطنبول الجنائية استجوبت قائد أكاديمية الحرب الجوية الجنرال إسماعيل طاس، والعقداء علي سيرين ورفعت أوكتار وأونار أوليوكاك، إضافة إلى الملازم أول إيهان أوستباس، ودوغان أويسال، لتورطهم في محاولة الانقلاب. وأضافت أن المحكمة قررت سجن كل من طاس وأوليوكاك وأوكتار وأوستباس بتهمة محاولة الإطاحة بالحكومة المدنية المنتخبة ديموقراطياً بالقوة وأفرج عن سيرين وأويسال. وكانت السلطات القضائية التركية قررت الاثنين الماضي حبس قائد الأكاديميات العسكرية التركية الجنرال بلجين بالانلي، وهو أرفع ضابط عامل من بين نحو 200 من الضباط العاملين والمتقاعدين متهمين بالضلوع في عملية "المطرقة الثقيلة". وحتى الآن تم اعتقال 12عسكرياً بينهم ضابط متقاعد في إطار التحقيقات في القضية. وفى فبراير الماضى سار الاف الاتراك بينهم زوجات المتهمين بمحاولة الاطاحة بالحكومة الى مقبرة مؤسس تركيا الحديثة يوم السبت للاحتجاج على اعتقال ضباط بالجيش. وتجمع نحو 3000 شخص وسط الامطار الغزيرة عند مقبرة مصطفى كمال اتاتورك وهو ضابط سابق قاد تركيا الى الاستقلال بعد الحرب العالمية الاولى وأسس الجمهورية العلمانية في عام 1923 وكان أول رئيس. وحملوا الاعلام ورددوا عبارات "تركيا علمانية وستبقى علمانية" و" الجيش والشعب يد واحدة". وقالت نيلوفير جيتين لرويترز ان زوجها وهو أميرال اعتقل ثلاث مرات في اطار محاكمات المطرقة كان أحدثها الاسبوع الماضي. وقالت "نريد ان تسمع أصواتنا ونحن الضحايا هنا." وأضافت "بلدنا يصبح الضحية". وفي تطور منفصل قالت قناة تلفزيون ان.تي.في. ان الجنرال اسيك كوسانير أكبر ضابط في تركيا يرافقه قادة الجيش والبحرية والقوات الجوية أمضوا ثلاث ساعات ونصف الساعة في سجن هاسدال العسكري القريب من اسطنبول في اجتماع يوم الجمعة مع 120 من المتهمين في محاكمات المطرقة. والجيش هو حامي العلمانية في تركيا حيث 99.9 في المئة من السكان مسلمون. وأطاح الجنرالات بثلاث حكومات منذ 1960 وضغطوا على حكومة رابعة كانت أول حكومة يتزعمها اسلاميون للتنحي عن السلطة في عام 1997 . لكن الاصلاحات التي جرت بالهام من الاتحاد الاوروبي قيدت نفوذ الجيش ويتدخل الجنرالات فقط من وقت لاخر في السياسة المحلية. ويقول أردوغان انه ليس اسلاميا وان حزب العدالة والتنمية هو تجمع سياسي ينتمي ليمين الوسط. وبالاضافة الى ضباط الجيش تم اعتقال عشرات الصحفيين والاكاديميين والمحامين والنشطين لصلتهم بمؤامرات مختلفة مزعومة لانقلابات منذ عام 2008.