مر عام على الثورة السورية، التي قام بها خيرة من شباب سورية الأبية. ثاروا من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة. لم يطالبوا بإسقاط النظام إلا عندما قمعهم وعاملهم بكل قسوة، وضرب بمطالبهم عرض الحائط، التي وصفها رأس النظام ومعاونوه بأنها «مطالب مشروعة». وكلما زاد النظام في قمعهم، زاد تعاطف المواطنين معهم، حتى إننا رأينا بأم أعيننا أن أكثر مدن وقرى سورية انتفضت مطالبة برحيل النظام، الذي حكمهم لأكثر من خمسين عاماً، مستخدماً معهم أشد أنواع العنف. على الرغم من أن المقبور حافظ الأسد، كان ديكتاتوراً ودموياً، وقام بإبادة أهل السنة في حماة عام 1982، بمساعدة شقيقه، والتي راح ضحيتها ثلاثون ألفاً من المواطنين العزل والأبرياء، ناهيك عن هدم المنازل، إلا أن عدم وجود قنوات فضائية في حينها، ساعده على تحقيق مآربه، وتوريث الحكم لنجله، وتم ذلك بمساعدة قادة حزب البعث، الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية، ولا تعنيهم مصلحة الشعب العليا من قريب أو بعيد، لأنهم ككثير من الأنظمة الحاكمة لا يهمهم مصلحة أبناء الشعب، وكل ما يهمهم هو ملء جيوبهم من أموال الشعوب بقدر استطاعتهم. كرر الإمعة بشار وشقيقه مصاص الدماء ماهر السيناريو نفسه الذي أنتجه والدهما وأخرجه عمهما في حماة عام 1982، وقاما بالمجزرة نفسها، دون شفقة أو رحمة، لكن على نطاق واسع، فلم تنتفض مدينة أو قرية إلا وقابلوها بالقمع والإبادة، حتى إنه مات من جرائها أكثر من 12000 مواطن، ناهيك عن الجرحى والمعتقلين والمشردين والمنازل المهدمة على رؤوس ساكنيها. منذ اليوم الأول لقيام الثورة، والنظام البعثي يحاول قدر استطاعته تحويلها من ثورة شعبية إلى حرب طائفية، لأن الذي أشعل فتيلها هم أهل السنة، ومع أن كل مساعيه باءت بالفشل، لأن ظلمه طال كل أبناء سورية، وليس طائفة بعينها، إلا أن الشيعة في كل دول العالم يقومون بمساعدته في إبادة أبناء الشعب المنتفضين من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة. طالعتنا وسائل الإعلام مرات عدة، بأن حزب الله اللبناني يشارك النظام السوري في قمع المتظاهرين، وساعده على ذلك ضباط حرب إيرانيون، ناهيك عن شيعة الدول العربية الذين يرسلون إليه أسلحة عن طريق إيران في الخفاء، مع علم المجتمع الدولي، دون تدخل لوقف ما يحدث، وكأن الأمر لا يعنيه. انتفضت لبنان، الشقيقة الصغرى للدول العربية، وتألمت، بكل طوائفها، ما عدا الشيعية منها، نصرة لإخوانهم في سورية الكرامة، ومع ذلك لم يحاول الحكام العرب التدخل عسكرياً لرفع الظلم عنهم، والتنديد بما يفعله الشيعة مع إخواننا المستضعفين، الذين سوف ينتصرون مهما طال أمد ثورتهم، وسيأتيهم النصر من عند الله، وليس من عند البشر، لأن الله وعدهم بالنصر. عدد المسلمين السنة في العالم عشرات أضعاف الشيعة، ومع ذلك فهم متفرقون، وغير متحدين، ولا تجمعهم كلمة، وكل منهم يعيش في واد بعيد عن الآخر، بل لا أبالغ إذا قلت إنهم لا يعلمون شيئاً عن بعضهم البعض، وهذا هو سبب ضعفهم وهوانهم على الناس، ولأن الشيعة متحدون، ويعملون تحت راية واحدة، ويأتمرون بأوامر مرشدهم الأعلى علي خامنئي، الذي يقدسونه، وينفذون أوامره بحذافيرها دون وعي أو تفكير، وينصرون أي شيعي يتعرض لمكروه، حتى لو كان ظالماً. فمتى يتحد أهل السنة؟ ومتى يجتمعون على كلمة سواء؟ ومتى يعملون تحت راية واحدة؟ ومتى يتألمون لآلام إخوانهم؟ ومتى يتسلحون دفاعاً عن إخوانهم المضطهدين في كل مكان؟ ومتى يحكمون شرع الله فيهم؟ ففي الوحدة القوة، وفي الفرقة الضعف. وفي النهاية لا يسعني إلا أن أتوجه إلى الله أن ينصر إخواننا المستضعفين في سورية، وأن يرحم موتاهم، ويشفي جرحاهم، ويكتب الفرج لأسراهم .. إنه ولي ذلك والقادر عليه.