مدينة الإسماعيلية التي نحتفظ بذكرياتها الجميلة أيام طفولتنا ومطلع شبابنا إلى أن قدر الله وفرق الكثير من أبنائها في كل مكان في العالم. فهذه اللوحة الجميلة المحفورة في قلوبنا كلما تذكرنا الأيام الجميلة في صبانا ونحن نطوف في شوارعها بالدراجات لما لها أثر جميل في نفوس جيلنا قبل أن تمتد إليها الأيادي الدخيلة لتمحي عبق التاريخ لهذه المدينة الهادئة في طباعها وعادات وتقاليد أبنائها الأوفياء. فكانت وسيلة المواصلات الوحيدة في ذلك الوقت لتنقل الركاب المسافرين والقادمين بعربات الحنطور التي كان لها إيقاع سيمفوني بأقدام الخيول وهي تتمخطر في شوارع الإسماعيلية. وبعد عودة مواطنيها بعد انتصارات حرب أكتوبر73 هبطت على رؤوسنا موضة التاكسي بأعداد قليلة ثم ازدادت أعدادها بطريقة وحشية لا يعلم مداها إلا الله لتبث السموم وتلوث المدينة التي كانت هادئة بجمالها وطبيعتها الخلابة. وازدادت رقعة المدينة بالأحياء الجديد والعشوائية أضعاف سكانها الأصليين من الوافدين إليها وعصابات وضع اليد على الأراضي لتقارب المليون مواطن يعيشون وسط صيحات الضجيج والزحام والتلوث من القمامة المنتشرة في كل مكان بدون توعية للمواطنين الذي يدمر الصحة وانتشار الفيروسات والأوبئة في كل مكان. فعلي مدي 62 عاما منذ قيام الثورة حتى الآن توالي العديد من المحافظين للإسماعيلية ولم يضعوا في الحسبان لهذه التوسعات من العمران للمستقبل لتصبح الإسماعيلية الكبرى. لقد بهرني مشروع مترو مدينة فلورنسا هذه المدينة التاريخية التي تماثل الإسماعيلية بهدوئها وجمالها وعبق التاريخ وطباع مواطنيها من النظافة أن تقوم بتنفيذ مشروع المترو حتى لا تلعنها أجيال المستقبل. بهرني هذا المشروع وأتمني من سيادة اللواء القصاص بتنفيذ مشروع مترو الإسماعيلية فورا قبل فوات الأوان من أجل مستقبل مدينة الإسماعيلية الكبرى أم المليون مواطن لحل المعادلة الصعبة لهوجت الزحام وتطهير المدينة من فوضي المواصلات بأنواعها لحمايتها من التلوث. لآن مدينة الإسماعيلية مريضة وتحتضر من الاختناق والعلاج بين أيدينا لأن مستشارين المحافظ ليس لديهم الوقت الكافي دون الخروج بنتيجة سوي المسكنات والمضادات الحيوية للمدينة. فهل تسمع صوتي من خارج الحدود يا سيادة المحافظ اللواء القصاص لأقول أن الإسماعيلية لم تصبح إسماعيلية الأربعينات أو الخمسينيات أو الستينيات أو السبعينات فنحن نعيش في عصر الألفية الثالثة ومدينتنا في احتياج إلي جراحة عاجلة ودقيقة لحمايتها من التلوث وتدمير سكانها بالأمراض الخبيثة وانتشار القمامة في كل مكان. فهل من أمل أن أري هذا المشروع يخرج إلي النور وحيز التنفيذ فورا في عصر سيادتكم ليربط الأحياء الجديدة بوسط المدينة حتي لا نحمل المواطنين أعباء أكثر من طاقتهم لمواجهة الحياة اليومية ومن مصاريف التاكسيات التي تأكل نصف راتب كل أسرة. وأنا واثق كل الثقة بتنفيذ هذا المشروع في عهد سيادتكم لحل أزمة المواصلات الداخلية بالمدينة وتطهير المدينة ونظافتها ليضاف أسم اللواء القصاص في سجلات التاريخ وأتمني في الزيارة القادمة أن أركب المترو من محطة اللواء القصاص الرئيسية المتجه إلى مبني المحافظة لأصافح سيادتكم على هذا الإنجاز التاريخي العظيم !.