في مدينة ميلانو بشمال إيطاليا نظمت القنصلية المصرية احتفالا كبيرا بالذكري الأولي لثورة الشباب حضرها لفيف من أبناء الجالية المصرية وعائلاتهم وأعضاء البعثة الدبلوماسية وممثلين عن الحكومة الإيطالية وافتتحه السفير عمر عباس القنصل العام بميلانو للوقوف دقيقة حداد لأرواح شهدائنا. وعزفت الموسيقي السلام الجمهوري لمصر والسلام الإيطالي. والقي سيادته كلمة بهذه المناسبة التاريخية قال فيها : نحتفل اليوم سوياً بعيد ثورة 25 يناير ، تلك الثورة التي وضعت حجر الأساس للديمقراطية في مصر والتي سطر شهداؤها بدمائهم العطرة في صفحات التاريخ انصع وأروع قصص التضحية والفداء. لقد قرر شعب مصر في هذا اليوم القيام بثورته ليصنع التاريخ مرة أخرى واضعاَ أولى لبنات العمل الديمقراطي الحر. إن مصر تحتفل اليوم بالعيد الأول للثورة المصرية المجيدة التي غيرت مسار التاريخ السياسي المصري لتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية. فقد بدأت بالأمس أولى جلسات البرلمان المصري الجديد والتي تعتبر اولى الخطوات تجاه التحول الديمقراطي الجديد وجدير بالذكر هنا أن البرلمان المصري يعد من أقدم برلمانات العالم حيث شكل أول برلمان مصري في عام 1866. كما أن عهد مصر بالعمل السياسي ليس بجديد فالتاريخ يشهد لها ولأبنائها وعلمائها وفقهائها القانونيون والدستوريين الذين صاغوا واحداً من أقدم دساتير العالم وهو دستور 1923. إن مصر ستبقى دائماً رائده للأمة العربية وستسمر في الاضطلاع بدورها المحوري لكونها حجر الأساس لاستقرار منطقة الشرق الأوسط ، ولما يفرضه عليها دورها التاريخي والجغرافي من التزام تجاه خدمة قضايا الوطن العربي. ستكتمل مرحلة التحول الديمقراطي في مصر بانتخاب رئيس الجمهورية الجديد في 30 يونيو القادم بمشيئة الله وباستلامه لمهام منصبه وهو اليوم الذي يتطلع إليه كافة أطياف الشعب المصري العريق. وختم السفير كلمته بتحية لأرواح شهدائنا الأبرار على ما قدموه لرفعة شأن مصرنا الحبيبة. وبعد الانتهاء من كلمة السفير عمر عباس قدمت للمشاركين في هذا الحفل الكبير وجبات مصرية وأنتهي الحفل الساعة الثانية ظهرا. وننتقل إلي روما في نفس اليوم لنسجل هذا الاحتفال التاريخي بذكري ثورة الشباب الذي أقامته السفارة المصرية بفيلا سافويا أحد القصور الملكية التاريخية والذي أهداه ملك إيطاليا السابق للملك الأسبق لمصر فاروق. حيث بدأ الحفل السابعة والنصف مساءا بحضور ممثلين لأبناء الجالية المصرية بمدينة روما وإقليم لاتسيو والقي السفير فريد منيب سفير مصر في روما كلمة ترحيب بالضيوف المشاركين من السفراء والدبلوماسيين والسياسيين الإيطاليين. كلمة السفير فريد منيب سفير مصر في إيطاليا : السادة الحضور الكرام... أشقائي أبناء مصر الأبرار ..إنه لشرف لي أن أقف أمامكم اليوم بكل فخر لنحيي معا الذكري الأولي لثورة 25 يناير.. ففي مثل اليوم من العام الماضي خرجت جماهير الشعب المصري مطالبة بالتغير ، مطالبة بالقضاء علي الفساد مطالبة بتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ،ومطالبة بإحترام الكرامة الإنسانية والحريات. (إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر) وأود قبل كل شيء ان أحيي أرواح شهداء مصر الأبرار، الذين رووا بدمائهم الطاهرة سنابل عهد جديد يعلو فيه صوت الحق علي الباطل ، شهداء ضحوا بأنفسهم من أجل إصلاح هذا الوطن ، شهداء ضحوا بأنفسهم من أجل مستقبل مشرق لنا وللأجيال القادمة ، مستقبل يملك فيه المصريون زمام أمورهم بأنفسهم بدون قهر أو ظلم أو استبداد. هذا وأدعوكم للوقوف دقيقة حداد علي أرواح شهداء مصر الأبرار. دقيقة حداد.. السادة الحضور الكرام. أشقائي أبناء مصر الأبرار. لقد انطلقت ثورة 25 يناير كمياه نهر النيل قوية ومتدفقة ومثلما يواصل نهر النيل تدفقه في مساره الطبيعي ليعم الخير والنماء، فسوف تستمر الثورة في تحقيق أهدافها النبيلة ، إعلاء للقيم والمبادئ التي قامت من أجلها في إطار احترام سيادة القانون. وها نحن اليوم نخطو هذا التحول الديمقراطي بانعقاد أولي جلسات مجلس الشعب الجديد المنتخب في الثالث والعشرين من شهر يناير الجاري أولي ثمرات تلك الثورة ، حيث تمثلت عظمة وتحضر هذا الشعب مجددا في أول انتخابات حرة ونزيهة في تاريخ مصر الحديث. فقد عبر المواطن المصري عن إرادته الحقيقية لأول مرة في مشهد أبهر العالم بأسره,ولعل مشاركة أبناء الجالية المصرية في الخارج في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة تمثل تجسيدا عمليا لأحد المطالب، التي طالما حلم بها المصريون المغتربون وتحققت بفضل ثورة 25 يناير، كما تعكس حرصهم علي الإسهام في صياغة مستقبل هذا الوطن الغالي ، وتشكيل مؤسساته علي أسس ديمقراطية سليمة. وإنني لأعتز كل الاعتزاز بالصداقة والمحبة التي تربطني بكل من التقيتهم من أشقائي أبناء الجالية المصرية في إيطاليا وما لمسته منهم من رغبة صادقة في الاضطلاع بدور ملموس لإصلاح شأن هذا الوطن والنهوض بإقتصاده، بما يجعلهم بحق سفراء تفخر بهم مصر في الخارج. وإنني لعلى ثقة بأن هذا الشعب العظيم بإيمانه وإرادته الصلبة سوف يكمل المسار الديمقراطي الذي بدأه رغم أي عوائق أو تحديات، وسوف تكون انتخابات مجلس الشوري والاستفتاء علي دستور جديد ، يضمن أهم معايير الدولة المدنية الحديثة ويعمل علي احترام حقوق الإنسان ، خير دليل علي هذه الثقة، إلي أن تتوج هذه الملحمة الوطنية بالانتخابات الرئاسية وتسليم حكم البلاد لسلطة مدنية منتخبة من الشعب. حتى يري المواطن المصري لأول مرة طرح الثمرة الذي زرع هو نبتها في رحم هذا البلد الجميل مصر … تحيا مصر حرة أبية … تحيا مصر حرة أبية. واستمر الحفل حتي منتصف الليل... وفي اليوم التالي لم تنسي الاكاديمية المصري بروما أن تحتفل بهذه الذكرة التاريخية لثورة شباب 25 يناير ببعض لوحات لفنانين من شباب الثورة وعرض فيلم تسجيلي مترجم لاحداث الثورة منذ بدايتها حتي سقوط النظام. ومشاركة الفنانين من شباب الثورة بأعمالهم لتسجل هذا الحدث التاريخي ولم تنسي الاكاديمية المصرية بروما أن تقدم لقطات للفنان المصور الراحل أحمد بسيوني الذي أستشهد أثناء تسجيلة هذا الحدث الكبير بميدان التحرير. فقد نجح ببراعة الفنان الكبير أحمد ميتو رئيس الاكاديمية المصرية بروما والأستاذ شريف فايد الملحق الإداري والأستاذ وائل حسين المشرف علي الشئون الثقافية والفنية لتنظيم هذا المهرجان الفني الكبير بأسلوب عصري أذهل الحاضرين من الضيوف الاجانب وأبناء الجالية المصرية لتكون هذه الذكرة العطرة لتمجيد أرواح الشهداء من شباب مصر الذين سطروا أعظم ملحمة في تاريخ مصر الحديث من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية.