الشارع المصري الآن يشهد صورة حية وناطقة ونموذجية للديمقراطية التي ولدت علي يد الرئيس مبارك في مصر.. ومهما حاولت الجمعيات والهيئات الأجنبية المشبوهة أو المحاطة بعلامات استفهام أو صاحبة الغرض والهوي التشكيك في مصداقية الانتخابات التشريعية فإن الرد الرسمي الحاسم بعدم قبول مصر التدخل في شئونها من أي جهة في العالم لم يسانده الرد الشعبي الهائل بالتفاعل مع هذه الانتخابات حتي صارت حديث الصباح والمساء في كل بيت وتجمع وبين الأفراد والجماعات! المصريون في غاية الحماس والترقب والتواصل مع هذه الانتخابات لحظة بلحظة.. ومرشحو الحزب الوطني يبذلون قصاري جهدهم للفوز برضا الناخبين وحصد أكبر عدد من أصواتهم بينما أصحاب الغرض والهوي والذين يعيشون بعيدا عن أرض الوطن يشككون ويدعون أن النتائج مضمونة للحزب الوطني ولو نزلوا الشارع لشاهدوا بأعينهم كيف ان مرشحي الوطني لا ينامون ولا يهدأون ويقابلون كل التحديات من المستقلين والمعارضة سواء كانت التحديات بسلاح المال الذي لا يحده سقف.. أوسلاح البلطجة لإرهاب الناخبين.. وهنا مكمن الخطر الذي ندق معه كل الأجراس ونضيء له كل الأنوار الحمراء خوفا علي مواطني هذا الشعب من أي ضرر يصيبهم من جراء بلطجية المعارضة، وقد شاهدت بنفسي في دائرة شبرا ومهمشة التي هي مسقط رأسي كيف يسير مرشح أحد الاحزاب المعارضة وحوله عشرات البلطجية الذين يتعمدون اظهار مسدساتهم أمام أعين الناس.. وهذا نذير شؤم يهدد الناخبين لعدم النزول للإدلاء بأصواتهم لمرشحي الوطني! هذا تحد جديد لاجهزة الأمن التي تخوض جميع التحديات بنجاح وامتياز.. وثقة الشعب المصري بلا حدود في أن الأمن المصري سوف يحميهم من سيوف ومطاوي وسنج ومسدسات الذين يريدون فرض أنفسهم علي الحياة النيابية في مصر! أعرف أن عيون الأمن مفتوحة.. وأنه يحمي كل المرشحين بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية باعتبار انهم جميعا أبناء مصر.. ويحمي الناخبين الذين هم جوهر العملية الانتخابية. لكن هناك مسئولية كبري اعتقد - أيضا - أنها ليست غائبة عن تفكير واستعداد الأمن المصري لهذه المعركة الانتخابية.. وهي مسئولية كبري لا يجب التهوين من شأنها لسبب بسيط وهو حماية الحياة السياسية من فساد المال! نعم.. المسئولية خطيرة.. وخطيرة جدا.. وهي شراء أصوات الناخبين بالمال، ونحن لسنا في زمن المثاليات والناس ليسوا أنبياء والمفسدون لديهم موهبة كبري في أضعاف النفوس والسيطرة علي عقول الفقراء.. وأنا ان كنت شاهدت بلطجية شبرا ومهمشة مع أحد مرشحي حزب معارض فقد سمعته يردد انه سوف يشتري مهمشة في نصف ساعة وشبرا في ساعتين صباح يوم الانتخابات!!.. ولو حدث هذا سنكون قد سمحنا جميعا لظهور نوع جديد وخطير من الفساد وشراء الذمم واستغلال الفقراء في وصول الفاسدين الي مجلس الشعب! أرجو أن تكون من المهام الرئيسية لأجهزة الأمن في كل بقاع مصر بوجه عام وشبرا ومهمشة بوجه خاص منع تلك الرشاوي الانتخابية والقبض علي كل من يدفع ثمن صوت الناخب أمام اللجان واحالته لمحاكمة عاجلة ليس لحماية هذه الانتخابات من الفساد فحسب وانما لحماية مستقبل مشرق للديمقراطية في مصر، لأنه لو فلت الامر هذه المرة سيصعب مواجهته في المرات القادمة. مصر مبارك تتقدم بثبات إلي الأمام.. مصر الاستقرار لن تلتفت للغوغاء.. لكن.. شعب مصر يرجو أن تقابل أجهزة الأمن محاولات شراء الذمم بكل قوة.. ومحاولات فرض النفوذ بالبلطجة بكل حسم، وأن تكون دائرة شبرا ومهمشة تحت المجهر الأمني ساعات الليل والنهار وصباح يوم الانتخابات حتي اغلاق الصناديق حتي يتمكن الناخبون من أداء رسالتهم دون خوف من بلطجة أو تأثير من أموال تبعثر هنا وهناك بلا حساب وان كان الجميع يعلمون من أين أتت هذه الأموال وما هي مصادرها؟.. وما ينطبق علي شبرا ومهمشة ينطبق علي دوائر أخري كثيرة. قال لي عميد احدي العائلات أنه وأسرته يريدون الذهاب الي الصناديق يوم الأحد القادم، لكنهم بدأوا يعيدون حساباتهم خوفا من بلطجية مرشح الحزب المعارض الذين يستعرضون عضلاتهم الآن في شوارع شبرا والشرابية لارهاب المواطنين تارة واغرائهم بالمال تارة أخري.. لكني ظللت اطمئن الرجل أن أمن مصرهو ثالث أهرامات العصر الحديث مع القضاء المصري الراسخ وقوات مصر المسلحة التي صارت فخرا وفخارا لكل المصريين. المصريون بلغوا سن الرشد منذ زمن لن يتركوا الديمقراطية تتأثر بالذين سرقوا أموال الشعب ويريدون أن يشتروا بها أصواتهم في الدوائر المختلفة. وثقتي كاملة في أنه لن يصح في النهاية غير الصحيح.. وأن أمن مصر سوف يحمي الشرفاء ويضرب بيد من حديد علي كل من يريد تزييف ارادة الأمة سواء بالمال أو البلطجة! صديق من أرض المحبة! اتصل بي الأخ أسامة من سويتش الأخبار ثالث أيام العيد وابلغني أن شخصا من المدينةالمنورة يريد مقابلتك للأهمية وترك تليفونه بالسويتش! ظننت في البداية أن في الأمر مداعبة.. لكن خاب ظني بعد أن طلبت الرقم.. كان المتحدث علي الطرف الآخر من المكالمة مواطن سعودي عرفني بنفسه.. اسمه الاستاذ محمد سالم مدرس لغة عربية يقضي اجازة العيد في مصر ولم يتبق منها سوي أربع وعشرين ساعة يريد أن يقابلني خلالها لتسليمي أمانة! لم اتردد في مقابلته في نفس الليلة رغم ما كان بي من تعب وارهاق فأنا ضعيف أمام كل أبناء الاراضي المقدسة.. وتم اللقاء في أحد الكازينوهات المطلة علي النيل.. ويا له من لقاء ليس فيه سوي الحب!.. قال لي محمد سالم انه شعر من مقابلتي حبي الشديد للمدينة المنورة ولأنه من أبناء وسكان المدينةالمنورة حرص علي لقائي ومعه هدية من الأرض الطاهرة، علبة تمر تم حصدها من أرض المحبة! ثم أضاف انه يتابع الحالات الانسانية التي اكتبها في أخبار الحوادث وقدم ألف جنيه لآخر حالة ووعد بمساعدات أخري في الايام القادمة.. واختتم حديثه بأنه حرص علي أن تجمعني به صداقة منبعها حب مدينة رسول الله صلي الله عليه وسلم.. وشكرته من أعماق قلبي فكم يكون الحب خالدا حينما يكون حبا في الله وبين أشخاص لا يعرفون بعضهم البعض إلا من خلال أرض طاهرة اجتمعوا علي حبها.. ومن فرط تأثر أخي وصديقي خبير الاعلانات خالد شحاتة الذي كان معي في اللقاء دمعت عيناه حينما تعانقت أنا وابن المدينةالمنورة في نهاية اللقاء وعلي لسان كل منا وعد بأن يتكرر اللقاء سواء في القاهرة أو أرض المحبة.. المدينة المنورة!