اليوم لا رغبة عندي في الكتابة! في أعماقي صندوق من الحروف والكلمات تريد أن تري النور لكن كل شيء يحاصرها ويمنعها! أتمني أن أكتب عن الأمل وعن جمال بلدي. أتمني لو أن قلمي يجرؤ علي النطق بكلمات مثل الوطن والحق والجمال والأمل! لكني لو كتبت هذه الكلمات سيقولون عني أني انسان حالم وربما مجنون. لا علاقة له بما يحدث علي أرض الواقع! لا يريد قلمي أن يكتب عن المناخ العام الذي يفرق بين أبناء الأرض الواحدة. لا أريد أن أكتب عن »الانسان المصري« هذه الأيام. هذا الانسان الغريب. الذي تحول مرغما أحيانا وبارادته أحيانا أخري إلي مخلوق غريب. أناني لا يشعر إلا بنفسه واحتياجاته وطموحاته« »أنا ومن بعدي الطوفان«! لا أريد أن أكتب عن الفساد والمفسدين. ولا اللصوص والذين ينهبون خير البلد. ويكبرون ويتوحشون ويملكون! لا أريد أن أكتب عن الأنبا بيشوي ولا أريد أن أكتب عن »الحنجورية« الذين يهاجمون الكاتب المسرحي علي سالم. ولا الذين يزعمون أنهم المثقفين والوطنيين والأوصياء علي المصريين ! لا أريد أن أكتب عن المتصارعين، ولا الكذابين ولا المنافقين. الذين يتحدثون باسم الله وهم مخلوقات عبيد. ويرفعون شعارات الدين. والدين منهم بريء. لا أريد أن أكتب عن »أولياء أمورنا الجدد« الذين يحاولون اقناعنا »بالعافية« أنهم أوصياء علينا. وأنهم أصحاب الحق الوحيد في الوطنية. وأنهم المدافعين الأوائل عن مصر. وأننا شعب لا يفهم الديمقراطية! لا أريد أن أكتب عن البلد الذي يريد كل واحد أن يسرق منه قطعة. فلوس أو أرض أو حتي بشر. كأن البلد أصبحت »نهيبة« لهؤلاء الحرامية! لا أريد أن أكتب عن الهجوم علي وزير التربية والتعليم د.أحمد زكي بدر الذي دخل عش الدبابير في حرب الكتب الخارجية والمدرسين الخصوصيين! لا أريد أن أكتب عن دموع مرتضي منصور الساخنة علي رحيل شقيقته. وكيف اهتز قلب منصور الذي يراه كثيرون بعبعا لا يخاف ولا يبكي! لا أشعر اليوم بالرغبة في الكتابة عن كل هذا الاحباط والاكتئاب! أريد أن أكتب عن بلدي وعن الحق وعن الخير وعن الأمل لكني لا استطيع.. هل لأنني حالم.. أو مجنون؟!