بأيدينا نستطيع أن نهزم الفوضي ونقضي علي الإهمال ونكافح الجريمة.. مثلما فعل هؤلاء الأبطال.. وهم حتي لا يظن البعض أنهم رياضيين يتنافسون في إحدي البطولات.. هم أهالي قرية صغيرة بالجيزة.. كانت في الماضي عاصمة مصر القديمة وهي قرية العزيزية.. خرج الناس جميعاً- عن بكرة أبيهم- قلوبهم علي قلب رجل واحد، وضعوا نصب أعينهم هدفاً واحداً وهو القضاء علي التلوث والجريمة في قريتهم تساعدهم وتشد من أزرهم المؤسسة المصرية للثقافة والتنمية- وهي إحدي مؤسسات المجتمع المدني- التي تشارك بجد في بناء المجتمع.. لا- وكما يفعل معظم هذه المؤسسات- في تسويد الصورة- وكأن مصر تسير نحو نفق مظلم..ليت أنصار الحنجورية.. يقرأون هذه السطور.. بدلاً من الظهور في الفضائيات وتلميع أنفسهم! ياريت كل أهالي القري يفعلوا مثلما فعل أهالي وشباب قريتي العزيزية وأبوصير بالبدرشين عندما أعلنوا العصيان ضد التلوث ورفعوا راية التحدي ضد مقالب القمامة وعملوا جميعاً لجعل قريتهم نظيفة خالية من المخلفات والقمامة التي تحوي الأوبئة والأمراض والحشرات.. بالفعل هما قريتان يحتذي بهما، ومثال جيد لكسر الروتين وعدم الوقوف في طابور الانتظار حتي تمد المجالس المحلية يد العون لهم. وحتي لا ننسي.. هذه الحملة تمت بمبادرة من المؤسسة المصرية للثقافة والتنمية المستدامة بالقرية تحت إشراف الوحدة المحلية بقرية ميت رهينة.. فماذا حدث هناك؟! هذا ما سننقله إليكم في السطور القادمة بعد أن شاركت »أخبار الحوادث« أهالي القرية والمشرفين علي هذه الحملة! هذه الحملة.. لماذا؟! وأنا في طريقي لمركز البدرشين بمحافظة 6 أكتوبر، لم أكن أتخيل مدي الإقبال من الأهالي علي هذه الحملة مشاركة الشباب بها، وفور وصولي إلي قرية العزيزية هالني ما رأيت وسألت لماذا هذه الحملة ضد القمامة؟! فالقرية من الخارج تحيطها الأشجار من كل جانب! لؤلؤة خضراء وسط مساحة شاسعة من الأراضي الزراعية.. جوها نقي.. وتتمتع بالهدوء! قلت لنفسي ما الذي ينقص هذه القرية؟! حتي دخلت إلي شارعها الرئيسي وشهدت بعيني مقلب زبالة مرتفع.. وهنا بدأت أعرف سبب هذه الحملة ضد التلوث.. وبالتالي ضد الجريمة! علي بعد أمتار لمحت المعدات والآلات تعمل علي إزالة أكوام الزبالة.. قضينا معهم يوماً كاملاً.. كل أهالي القرية من شبابها وكبارها يعملون في حب ونشاط.. ومتطوعين من أجل تحسين صورة قريتهم وجعلها نظيفة خالية من الزبالة والأمراض والأوبئة.. الكل يعمل في صمت. قرية نظيفة! الحملة ضد التلوث كانت بمبادرة من المؤسسة المصرية للثقافة والتنمية المستدامة وهي مؤسسة خدمية بمركز البدرشين.. استهدفت رفع الوعي البيئي والصحي لدي أهل القري التابعة لمركز البدرشين من أجل بيئة نظيفة. قامت الحملة علي ثلاث مراحل تحت إشراف المسئولين بالوحدة المحلية والمجالس التنفيذية بقرية ميت رهينة.. المرحلة الأولي استهدفت قرية أبوصير، وانتهت بنجاح كبير مما كان له أثر طيب ورد فعل إيجابي علي أهالي القري المحيطة وحفزهم علي استكمال الحملة بقري أخري. الحملة كانت تحت شعار »قرية نظيفة.. بيئة نظيفة« وبدأت المرحلة الثانية التي استهدفت قرية العزيزية.. حيث لاقت إقبالاً كبيراً من أهالي القرية وتطوعوا فيها بجميع امكاناتهم وقدراتهم.. حيث بدأت من الساعة السابعة صباحاً واستمرت حتي نهاية اليوم وتم القضاء فيها علي جمع أكوام الزبالة والمخلفات الموجودة بالقرية.. والاستعانة بأربع سيارات نقل ولوداران لنقل القمامة.
أليس هذا أفضل من أن ننتظر الحكومة متابعة: أيمن فاروق