قصة أغرب من الخيال .. تثير الدهشة والألم و الشفقة في الوقت نفسه.. امرأة قادتها الصدفة الي أن تعثر علي طفل صغير.. وهو لحمة صغيرة لم يزل حبله السري معلقا به .. تركته امه دون أن تعبأ بما ينتظره من مصير مجهول .. والذي كان في مخيلتها بالطبع بأن مصيره الموت المحقق .. لكن خاب ظنها بعد أن كتب له الله النجاه وأرسل إليه ذلك الملاك الرحيم لينقذ حياته .. وبعد أن بدأت القطط تأكل في حبله السري المتعلق به .. عثرت عليه شريفة واسرعت به إلي المستشفي لتنقذه وتكتب له صفحة جديدة في الحياة .. وتبنت المرأة صاحبة القلب الكبير الطفل .. وأخذته ابنا لها وعملت علي تربيته علي أكمل وجه .. لكن لا تمر الحياة دائما كما يتمناها المرء وحدث ما لم يحمد عقباه .. والآن الام تناشد وتأمل أن يسمع نداءها المسئول عن دار المواساة للايتام للموافقة علي استقبال ابنها .. أما عن التفاصيل والاسباب فترويها السطور المقبلة. قصة أغرب من الخيال .. تثير الدهشة والألم و الشفقة في الوقت نفسه.. امرأة قادتها الصدفة الي أن تعثر علي طفل صغير.. وهو لحمة صغيرة لم يزل حبله السري معلقا به .. تركته امه دون أن تعبأ بما ينتظره من مصير مجهول .. والذي كان في مخيلتها بالطبع بأن مصيره الموت المحقق .. لكن خاب ظنها بعد أن كتب له الله النجاه وأرسل إليه ذلك الملاك الرحيم لينقذ حياته .. وبعد أن بدأت القطط تأكل في حبله السري المتعلق به .. عثرت عليه شريفة واسرعت به إلي المستشفي لتنقذه وتكتب له صفحة جديدة في الحياة .. وتبنت المرأة صاحبة القلب الكبير الطفل .. وأخذته ابنا لها وعملت علي تربيته علي أكمل وجه .. لكن لا تمر الحياة دائما كما يتمناها المرء وحدث ما لم يحمد عقباه .. والآن الام تناشد وتأمل أن يسمع نداءها المسئول عن دار المواساة للايتام للموافقة علي استقبال ابنها .. أما عن التفاصيل والاسباب فترويها السطور المقبلة. القطط تنهشه! تقول الحاجة شريفة 55 سنه في بداية كلامها: «سيف عصام» هو اسم ابني بالتبني .. الذي أطلقته عليه بمعاونة رجال الشرطة.. فمنذ اكثر من 13عاما .. اتذكر تفاصيل هذا اليوم جيدا وكأنه كان بالأمس .. عندما سمعت صوت صراخ طفل رضيع عمره ساعات قليلة لم تتعد عدد اصابع اليد الواحدة .. يصرخ بشكل هستيري في الشارع الهادئ الذي كنت اعيش فيه في منطقة 15مايو .. أسرعت إلي مصدر الصوت لأفاجأ بصورة لا تمحو من ذاكرتي ابدا .. الطفل الرضيع ملقي في القمامة وحبله السري لم يزل معلقا فيه .. والقطط تنهش فيه وتلتهمه لدرجة انهم كانوا قد اقتربوا من أمعائه .. حملته إلي صدري واسرعت به إلي منزلي الذي يبعد امتارا قليلة .. وقمت بلفه ببعض الثياب الثقيلة حتي تحميه من الهواء .. واسرعت به إلي قسم الشرطة .. ومنه إلي احدي المستشفيات التي قامت بتضميد جراحه وسرعة عمل الاسعافات لإنقاذه. وفي قسم شرطة 15 مايو رويت حكايته .. وقام رجال المباحث مثلما يفعلوا مع مثل هذه الحالات .. باستخراج شهادة ميلاد له باسم اب وأم وهميين .. وأطلقنا عليه اسم سيف اما أسم عصام فقد أخذه رجال المباحث من اسم جدي عصام .. وبذلك اصبح اسمه سيف عصام .. ثم أودعوه في إحدي دور الرعاية في حلوان .. لكن لم يبق هناك إلا يوم واحد فقط! ففي هذه الليلة ظلت دموعي تنهال علي وجهي دون توقف .. من هول المشهد الذي رأيته .. وصورته لا تفارق عيني وصرخاته لا تفارق اذني .. قلت لزوجي رحمه الله بأن نتبناه .. خاصة أننا رزقناw بخمس بنات وليس لنا أية اولاد صبيان .. ووافق زوجي بحنان قلبه .. رغم أنه كان يعمل سائقا بهيئة النقل .. إلا أن الحال كان مستورا .. وكنا علي وشك الانتقال في البيت الذي نعيش فيه حاليا في حي العباسية .. حيث أنه ورثه عن والديه .. وهو بيت بأكمله تحيط به حديقة صغيرة! وفي صباح اليوم التالي اسرعت إلي دار الرعاية .. وقالوا لي بالحرف الواحد «لو عايزه تاخديه خديه» .. وبالفعل حملته وقلبي يطير من السعادة .. وأسرعت به إلي البيت .. واصبح بين ابنائي واحدا منهم دون تفريق. المرض والسفر! وبعد سنوات قليلة مات زوجي في حادث مروع .. لم يتبق لي إلا المعاش القليل .. عملت طباخة وتمكنت بتوفيق الله أن اعلم بناتي الخمسة حتي انهين دراستهن .. وزوجت منهن ثلاثة واثنتان علي «وش» زواج .. والتحقن بالعمل هما الاثنتان في وظائف محترمة والحمد لله ..اما سيف فقد ألحقته بإحدي المدراس الخاصة .. وكانت المدرسة تشهد له بحسن الخلق والذكاء .. وكان بالفعل متفوقا في دراسته جدا .. وكان يشرف بمعني الكلمة .. خاصة أن اخلاقه كان مثل ملاك .. تعبت في تربيته جدا .. حتي حدث مالم كنت انتظره يوما! ففي احد الايام وقعت تحت تأثير مرض وهو ماء علي المخ .. كان يتطلب سفري إلي احدي الدول لعمل العملية الجراحيه هناك .. كان وقتها سيف عمره 8 سنوات .. لم اجد حلا سوي أن أودعه في احدي دور الرعاية .. مع العلم اني تركت المال الذي يكفيه لرعايته لحين عودتي .. وقامت المسئولة هناك بجعلي أمضي علي ورقة لم اعلم انها تنازل عن الطفل نهائيا .. وسافرت مع الوعود منهم برعاية سيف رعاية كاملة لحين عودتي .. ولم يكن امامي حلا غيره! وبعد سبعة أشهر .. عدت من السفر بعد اجراء العملية .. والسعادة ترفرف حولي لاني سأري ابني مرة اخري .. لكني فوجئت بالصاعقة .. في البداية عندما اخبروني بأني تنازلت عنه بتلك الورقة .. ولن اتمكن من اخذه مرة اخري .. وتعبت كثيرا ورأيت كل صنوف العذاب حتي اتمكن من اخذه مره اخري .. المهم كانت في الكارثة الأكبر بعد استلامه .. فقد فوجئت باني اخذت طفلا آخر غير ابني الذي ربيته علي الاخلاق .. أصبح انسانا غير سوي ..وعندما سألته عن السبب وقتها في هذا التغير .. علمت بأنهم كانوا يعذبوه في تلك الدار .. وكان زملاؤه الموجودون هناك يضربوه .. ويعايروه بان امه ألقت به في الشارع .. ويقولون له «انت فاكر ان ديه امك ودول اخواتك .. لا انت لقيط وامك رمتك في الشارع .. ودول اخدوك شويه ورموك لانهم زهقوا منك!» .. وقاموا بإصابته بإصابات عده في الرقبة والرأس .. لانهم كانوا يضربوه بشدة .. وبدلا من أن يجد من يدافع عنه من المدرسات او المشرفين .. فوجئت بأن المدرسة هي الاخري كانت تضربه لدرجة انها عضته في يده عضة كبيره تركت له أثرا .. وقد اسرعت اليها وعملت معها مشكلة كبيرة لكن دون فائدة .. فقد تغير ابني دون رجعه. المدرسة طردته! حتي ان المدرسة الخاصة التي كان يتعلم فيها .. بمجرد ان انهي عام 6 ابتدائي .. طلبوا مني أن آخذه من المدرسة وألا اعود به مرة اخري .. بعد ان تبدلت احواله .. وبالفعل نقلته إلي احدي المدارس الحكومية الآن! والآن ابني عمره 13 سنه .. وهو في سنة اولي ابتدائي .. وكلما يكبر يزداد في تغيره .. وهو صغير اصبح عصبي وكان لا يذهب الي المدرسة ويبكي .. ويرفض اي شيء يأخذه مني .. اما الآن فقد اصبح يمد يده علي ليسرقني .. رغم اني اعطيه مصروفا كبيرا .. لكنه اصبح يشرب سجائر .. ويمشي مع اصدقاء السوء .. ورغم اني فعلت كل ما في طاقتي لاستعادته مرة اخري .. ويعود إلي ماكان عليه من براءة واحترام واخلاق .. لكن مع الأسف فشلت كل محاولاتي! في تلك اللحظة انهارت الام شريفة في موجة من البكاء .. وقالت بدموع عينيها: انا الآن لم اعد اقدر عليه .. فأنا كبرت في السن .. واعيش معه بمفردي في بيت لوحدنا .. وأخاف في اي لحظة ان يمد يده علي ويقتلني أو يضربني .. واسرعت بصحبة المحامية الشابة منال سعد الي مؤسسة المواساة بالعباسية لاستقباله .. لانها من افضل المؤسسات سمعة في معاملة الاطفال الايتام .. لكنهم رفضوا لأن المؤسسة فيها عدد كبير من الاطفال .. لكني أناشدهم بأن يأخذوه .. لرعايته وإعادته إلي ما كان عليه .. لانه يحتاج إلي رجل يكون له مثل الاب الحازم في التربية ..اما انا فقد اصبح كلامي معه بدون فائدة .. مع العلم بأني سوف اتحمل مصاريفه ومصاريف تعليمه ومتابعته من وقت لآخر .. و أرجو من المسئولين تحقيق رغبتي .. وانقاذي وانقاذ ابني من الضياع.