والد المجنى عليه-الطالب القتيل تجرد عاطلان من كل معاني الانسانية عندما قاما بطعن طالب عدة طعنات من اجل سرقته ثم تركاه غارقا في دمائه فحمله الأهالي إلي مستشفي اشمون العام في محاولة يائسة لإنقاذه ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلي المستشفي، الغريب في هذا الحادث أن المتهمين يتجاوزا ال 16 عاما. بدأت أحداث الواقعة عندما خرج "حماده" من منزله في الصباح متجها إلي معهد ساقية أبو شعرة الازهري بمركز اشمون بعد أن حصل علي مصروفه من ابيه الفلاح البسيط وقبٌل يده هو وامه وودعهما للمرة الاخيرة في حياته وقبل ان يذهب أكد عليه اباه أن يعود فور خروجه من المعهد لكي يساعده في الارض وزراعتها، فحماده هو الابن الاكبر من أربعة أبناء، ولكن حماده قال له أنه سوف يذهب الي اخيه في المدرسه لكي ياتيا سويا الي المنزل فاكد عليه ابيه أن يأتي بأخيه ويعودا إلي البيت فور خروجهما من المعهد. وبالفعل بعد أن انهي اليوم الدرسي في المعهد خرج حمادة ومعه اصحابه في الدراسة وبعد أن ودعهم وقف ينتظرسيارة اجرة لكي يذهب الي مدرسة اخيه ليحضره ثم يعودا معا الي البيت وفي اثناء ذلك وقف اثنان يقودان دراجة بخارية امامه يتأملان جسمه النحيف وحجمه الصغير، حدثهما شيطانهما بأنه فريسة يسهل السيطرة عليه وسرقته. بدأ الاثنان حوارا مع حمادة حيث قالا له "إلي أين أنت ذاهب؟" فقال لهم أنه ذاهب إلي اخيه في مدرسة الزراعة فعرضا عليه أن يوصلاه بالدراجة البخارية لان "المواصلات زحمة" فما كان من حمادة إلا أن وافق علي ذلك العرض السخي منهما بحسن نية ولم يتوقع أن يغدرا به فركب معهما الدراجة البخارية وأثناء سيرهما علي الطريق طلب احدهما من المجني عليه الموبايل الخاص به لإجراء مكالمة لان موبايله به عطل وطلب منه أن يأخذ شريحته وسوف يضع شريحته هو لان بها رصيد وبالفعل اعطاه الموبايل وعند وصولهم لمكان مهجور قام احدهما بشل حركة المجني عليه وطلب ما معه من مال ولكن حماده لم يستسلم لهما بسهولة وقاوم الاثنين بكل قوة رغم ضعف جسده فأدي ذلك إلي وقوع الثلاثة من علي الدراجة البخارية واثناء محاولة المجني عليه الوقوف لكي يستمر في المقاومه قام أحدهما بطعنه طعنة غادرة بمطواة كانت معه وفرا هاربين بالدراجة البخارية وتركاه غارقا في دمائه ثم قام الأهالي بحمل حمادة الي مستشقي اشمون العام في محاولة يائسة لإنقاذه ولكن عند وصوله الي المستشفي كان قد فارق الحياة نتيجة جرح قطعي نافذ بالجانب الايسرمن البطن والصدرأدي إلي تهتك بالقلب والامعاء وحدوث نزيف وجرح بالحاجب الايسر والذقن كما ورد في التقرير الطبي. وعلي الفور تم إبلاغ قسم شرطة اشمون وتم إخطار اللواء احمد حسنين مدير امن المنوفية بالحادث حيث كلف الرائد نصر القارح رئيس مباحث اشمون بالقبض علي المتهمين حيث تمكن الملازم محمد فاروق والمعين خدمه منطقة جسر البحربقرية دروه محل الوقعه من القبض علي احد الجناة ويدعي محمد جمال الدكمي 16سنه عاطل ومقيم بقرية كفر منصوربالقليبوبية وتم العثور معه علي السلاح المستخدم و هو ملطخ بدماء المجني عليه وايضا تم العثور معه علي قيرط من الذهب واعترف بأنه استولي عليه من السرقة وبعد التحري عن سجله الإجرامي تبين انه سبق اتهامه في القضية رقم 25644 لسنة 2009جنح طوخ وتم تحرير المحضر رقم 36868لسنة2012 جنح اشمون وتم تحويله إلي النيابة لمباشرة النتحقيق . وانتقلت "اخبار الحوادث" الي منزل المجني عليه حمادة بدر العادلي صبيح بقرية ساقية ابوشعرة التابعة لمركز اشمون حيث التقت بوالد المجني عليه والذي يعمل فلاحا بسيطا في ارضه وله اربعة أبناء أكبرهم القتيل والتقينا ايضا بأقاربه ومدرسيه الذين أتوا من المعهد لتأديتهم لواجب العزاء وفي البداية قال لنا والد القتيل بأنه يحتسب ابنه عند الله من الشهداء لانه كان يدافع عن نفسه وماله وهذا ما يعطيه الصبر علي فراقه وأكد أنه كان يشعر بأنه سوف يفارقه وسوف يحدث له مكروها وقال ياليته اعطاهم الموبايل والفلوس ثم اخرج من جيبه اغراض القتيل وهي ملطخة بالدماء وقال كل ما كان معه 15 جنيها يارتهم كانوا خدوهم وتركوه حي ثم انفجر في البكاء. وقال أن ابنه القتيل كان شابا ازهريا ملتزما فهو كان حافظ لكتاب الله ويشهد له الجميع بحسن الخلق والاستقامة وانه كان يساعده في الارض في اعمال الفلاحة وكان في اجازة الصيف يذهب للعمل لتوفير مصاريف دراسته . وأكد علي أنه لن يتنازل عن حق ابنه في القصاص العادل وأنه لن يرضي إلا بإعدام المتهمين حتي يكونا عبرة لغيرهم من المجرمين الذين انتشروا في المنطقة بعد غياب الأمن وناشد رجال الامن بسرعة القبض علي المتهم الآخرحتي لا يفلت من العقاب واكد مدرسو المجني عليه بأن القتيل كان مثلا للالتزام والتفوق وكان علي خلق ومحبوب من الجميع وقالوا اننا لم نصدق ما حدث حيث ان القتيل كان معنا الصبح داخل المعهد وبعد أن خرج آتانا الخبر المشئوم وطالبوا رجال الشرطة بتكثيف الدورية في هذه المنطقة حيث انها شهدت بعد الثورة انفلاتا امنيا واصبحت مأوي للخارجين عن القانون من المحافظات الاخري وخاصة محافظة القليوبية لقربها من هذه القرية وقالوا بأن المخدرات قد انتشرت بصورة كبيرة في هذه المنطقة وأنهم لم يتخيلوا بأن الامر من الممكن أن يصل إلي القتل وقالوا بأن القرية والقري المجاورة تعيش في رعب منذ أن سمعوا بهذه الحادثة .