إذا كنت تفكر في الموت السريع فعليك أن تستقل قطارا .. هذه المقولة انتشرت علي صفحات الانترنت بعد الحادث الأليم الذي وقع بمحافظة أسيوط وراح ضحيته أطفال ابرياء لا ذنب لهم سوي انهم استيقظوا من نومهم في الصباح الباكر وتناولوا إفطارهم ونزلوا إلي اتوبيس المدرسة .. ليلقوا مصرعهم تحت عجلات القطار ليتجلي القصوروالإهمال الذي مازالت تعاني منه اجهزة الدولة في مجال السكك الحديدية التي أصبحت مفرمة للأجساد والأرواح .. حوادث القطارات مليئة بالأحزان والآلام التي لا تنتهي ففي عام 2001 كانت حادثة القطار الكبري التي وقعت في منطقة العياط بالجيزة والتي راح ضحيتها ما يقرب من مائتي شخص كانوا في طريقهم إلي محافظات الصعيد لقضاء اجازة عيد الاضحي ووقتها لم يعلن وزير النقل مسئوليته عن الحادث بل أخذ يبرر أسباب الحادث أن أحد الركاب قام بإشعال موقد كيروسين فأدي ذلك إلي اشتعال النيران في العربة وامتدت إلي باقي العربات لتصبح الكارثة البشعة التي أدت إلي تفحم مواطنين ابرياء وتفحمت جثثهم ولم يلق المسئول عن ادارة السكك الحديدية في هذا الوقت اللوم علي نفسه وكأن الكارثة لم تمت إليه بشيء وإلي الآن لم يتم الإعلان عن السبب الحقيقي الذي جعل النيران تمتد إلي كل عربات القطار.. ومن قطار الصعيد إلي قطار البحيرة بعد أن انزلقت عجلاته عن القضبان وأودت بحياة العديد من المواطنين الذين لا ذنب لهم سوي أنهم كانوا ايضا في طريق عودتهم من محافظة البحيرة إلي القاهرة وفجأة انزلقت عجلات القطار من القضبان وتهاوي القطار لتذهب أرواح الابرياء هدرا.. أما الكارثة الاكبر والتي أدمت القلوب فهي كانت في محافظة مطروح وبالتحديد من منطقة مزلقان فوكا القريب من منطقه سيدي عبد الرحمن بمطروح بعد أن تهاوت فرامل اتوبيس وأدت إلي انزلاق باقي السيارات التي كانت أمامه وقت مرور القطار الذي كان يقل مجموعة من الاسر كانوا في طريق عودتهم من العمل وقت الظهيرة وتدافعت السيارات امام القطار ليخرج عن القضبان هو الآخر وتسير الكارثة التي أودت بحياة العديد من الأهالي والاسر الذين لا ذنب لهم سوي انهم ضحية اإهمال مسئولين بلا ضمير والسؤال إلي متي سوف تظل حوادث القطارات في مصر المورد الاول والاساسي للمشرحة والغريب أن المسئولين ألقوا بالتهم علي المواطنين واتهموهم بأن سلوكياتهم هي سبب كل هذه الكوارث وكأن المواطن هو الذي يبحث عن موته.. ففي الاسبوع الماضي علي سبيل المثال لا الحصرلقي سبعة اشخاص مصرعهم وأصيب ثمانية آخرون، في ثلاثة حوادث قطارات وقعت في وقت متزامن وكما أكد رئيس هيئة السكك الحديدية وقع الحادث الأول عندما اصطدم قطار للركاب بأتوبيس صغير أثناء عبوره خط السكك الحديدية بمحافظة الجيزة، مما أسفر عن مصرع سبعة من ركاب القطار . كذلك اعلنت وزارة النقل أن ثمانية من ركاب القطار أيضاً، أصيبوا في الحادث، الذي وقع قرب مدينة "أوسيم" بالجيزة . وفي حادث آخر اكدته مصادر بهيئة السكك الحديدية أن عجلة في إحدي عربات قطار للركاب، انفصلت أثناء مرور القطار بمحافظة "قنا" ، مما تسبب في خروج العربة عن القضبان وسقوطها علي الأرض وأشارت المصادر إلي أن الحادث أدي إلي تعطل حركة القطارات لمدة تصل إلي أكثر من أربع ساعات كما شهدت مدينة "شبين القناطر" ، حادثاً ثالثاً إثر اندلاع حريق في الأخشاب التي تربط بين قضبان السكة الحديد "الفلنكات"، بينما كان أحد القطارات في طريقه للمحطة وجاءت قوات الدفاع المدني والمطافيء لتسيطرعلي الحريق، الذي يرجح أنه اندلع نتيجة إلقاء مادة مشتعلة علي تلك الفلنكات وأكد المسئول عن السكك الحديدية بوزارة النقل أن الحادث تسبب في تعطل حركة القطارات لنحو ساعتين، قبل أن تعود للانتظام مرة أخري وشهدت مصر العديد من حوادث القطارات القاتلة خلال الشهرين الماضيين، وتعهدت الحكومة بتنفيذ خطة غير مسبوقة لتحديث قطاع السكك الحديدية، باستثمارات تتجاوز مليار دولار خلال السنوات القادمة بلا جدوي حتي وقع تصادم جديد بين قطار للركاب وآخر لنقل البضائع، في مدينة شبين القناطر وجاء هذا الحادث بعد نحو أسبوعين من تصادم مروع بين قطارين للركاب بمدينة "قليوب" خلف ما لا يقل عن 58 قتيلاً وإصابة 144 آخرين. وبعد حادث قليوب بيومين، وقع تصادم آخر بين قطار للركاب متجه من مدينة أسوان إلي القاهرة بجرار زراعي الثلاثاء الماضي مباشرة ، مما أدي إلي إصابة اثنين وان كانت كل هذه الحوادث التي وقعت في اسبوعين علي حد التقريب كانت بمثابة جرس إنذار للمسئولين أن يهتموا بحياة المواطنين ولكن من يسمع ومن يهتم؟