ليس دفاعًا عن الرئيس الراحل السادات فقط، ولكن إنصافا للتاريخ الذي لا يهادن ولا يجامل ولا يغفو ولا ينام...، هو بطل الحرب والسلام بكل جدارة، نستلهم ذكراه علي مر الزمن...، نعم أنا واحد من الذين نمت مداركهم على نصر أكتوبر العظيم الذي جاء بتخطيط وتدبير محكم من داهية العرب...، جاء أمراء الإرهاب بمدافعهم وقنابلهم وبنادقهم، أمام المنصة، وفي لحظات اطلقوا دفعة من الطلقات استقرت في عنق بطل الحرب وشهيد السلام، نهض السادات واقفا بعد إصابته في عنقه وهو يصرخ فيهم، "أنت مين يا ولد"؟! بينما اختفى جميع الحضور أسفل كراسيهم، وانطلق سكرتيره الخاص فوزي عبد الحافظ يحاول حمايته برفع كرسي ليقيه وابل الرصاص، فيما كان أقرب ضباط الحرس الجمهوري، عميد (أحمد سرحان)، يصرخ بهستيريا "إنزل على الأرض يا سيادة الرئيس"، لكن صياحه جاء بعد فوات الأوان...، صحيح أن القتلة اختاروا وخططوا لاغتياله في هذا اليوم، أرادوا محوه من الدنيا، دون أن يدرك أئمة الشر أنهم بوسام الشهادة خلدوا اسمه في اليوم الذي يحتفل فيه مع قواته المسلحة بنصر أكتوبر...، انتهت حرب أكتوبر من 45 سنة، ولكن لم يكن ممكنا لدروس حرب العاشر من رمضان, أن تنتهي...، قبل سرد تقرير السفير البريطاني مايكل وير الذي جاء في 19 صفحة، ننقل نص ما قاله "موشيه غاي" الذي كان مسؤولًا عن حراسة السفير الإسرائيلي في مصر آنذاك، موشيه ساسون، وحاضرًا العرض العسكري، قال منذ أيام قليلة مضت لمحطة الإذاعة الإسرائيلية: " خلافا لكل الحاضرين الآخرين الذين نظروا إلى الطائرة، فقد لاحظ هو وحارس آخر كان معه بشاحنة توقفت على بعد حوالي 15 مترًا من منصة الاستعراض في موقع الحادث، في البداية اعتقدا أن الحديث يجري عن شاحنة كانت عالقة، ولكن بعد ذلك خرج منها ضابط لم يكن مسلحًا، وركض على بعد بضعة أمتار باتجاه المنصة وألقى عليها متفجرات، في هذه اللحظة أدرك أن الحادث أمني، لم يكن جزءًا من أداء الألعاب النارية الخاصة بالاستعراض، لهذا استلقى فورا على السفير من أجل حمايته، وبعد هدوء تام، بدأ إطلاق النار، عندها أدركت أن إطلاق النار كان موجها ضد الرئيس المصري السادات وليس تجاههما"، وفي هذا الصدد يسرد وير بعض تفاصيل من مشهد الاغتيال يقول: "إن إحدى القنبلتين الارتجاجيتين اللتين ألقاهما أحد المهاجمين أصابت وجه أبو غزالة لكنها لم تنفجر، وأن قائد سلاح البحرية (الفريق بحري محمد علي محمد أمين) تحلى بشجاعة استثنائية إذ ألقى بالكراسي على المهاجمين". ويبقى السؤال: أين كان حراس الرئيس الراحل أنور السادات؟!، وهل كان السادات واثقا من اغتياله؟! ...وللحديث بقية [email protected]