بخطوات بطيئة ووجه منكسر هزمه الشك تقدمت الزوجة التي لم تتجاوز الخامسة والعشرين عاما نحو القاضي وهي شاردة الذهن تفكر فيما تقول ظن القاضي أنها في الخمسينات من عمرها وذلك بسبب المعاناة والإذلال الذي انعكس علي صحتها ومعالم وجهها كان حديثها هادئا والدموع تتغلغل في مقلتيها قالت زوجي كان يشك بي دائما في كل كبيرة وصغيرة لدرجة انه كان يتهمني أني علي علاقة مع غيره، فذات يوم رن علي موبايلي رقم بالخطأ وكان حينها جالسا بالقرب مني واعتذر الشخص المتصل عن الخطأ بالاتصال، وهنا حدث مالم يكن بالحسبان بدأ بالسب والشتم لدرجة انه ضربني وكسر الموبايل، عندها قررت فسخ الخطبة لكن أهلي رفضوا خوفا من كلام الناس ولأنه ابن عمي ووالدي يخاف من كلام الناس لدرجة انه ضحي بمستقبلي علي ان يسمع كلمة من أحد تمسني المهم تزوجنا وبعد شهور كانت ممزوجة بالعسل والبصل معا بدأت المشاكل حينما أصبح زوجي يتضايق لأتفه الأسباب ويشتمني بحجة أنني لا أعرف اطبخ فيقوم بسكب الطبيخ بسلة المهملات ويطلب مني طهي الأكل أكثر من مرة في النهار ولا يأكله حتي ينهك قواي وتبدأ وصلة من الردح والسباب، وعندما كنت اطلب منه مصروفا للبيت أو لشراء ملابس أو أي اكسسوارات لي يرفض دفع كل ما اريده فاصبحت أمي توفر لي مبلغا من المال لعل حال زوجي ينصلح لكن الرياح دائما كانت تأتي بالعكس بل زاد من عناده ومنعني من الخروج من البيت وحرمني من زيارة أهلي واصدقائي رغم ان بيت أهلي كان لايبعد عنا سوي مسافة بسيطة. في أحد الأيام جاءت أمي لزيارتي خمس دقائق فقط وصله امر الزيارة عن طريق امه وعندما عاد الي البيت قام بضربي بعصا غليظة علي يدي وظهري يومها شعرت بألم شديد بيدي بعدها بوجع شديد بالظهر وهذا جعلني اتعب في الأعمال المنزلية بعد رفضه اجراء العملية أو العلاج بل زاد من طغيانه انه كان يحرمني من الأكل فيحضر اللحمة أو الدجاج له ويقسمها علي اجزاء ويضعها في الثلاجة ويهددني بالضرب اذا اكلت منها، فكانت امي تهرب لي الأكل لأكل منه يومين لأقوت نفسي به، اما الملابس فطوال فترة زواجنا لم يشتر لي شيئا فلولا اخواتي كانوا يعطوني من ملابسهن لصرت شبه عارية. انجبت ولدا عمره الآن سبع سنوات فرحت كثيرا لأني توقعت ان الطفل سيجعله يغير معاملته لي للأحسن ولكن للأسف لم يحصل أي تغيير ومن ثم انجبت بنتا وعمرها سنتين. واردت ان اقف له بالمرصاد لعله يخاف الله في طفلينا فكنت اذهب الي منزل أهلي واشتكي خاصة ان علامات الضرب ظاهرة علي جسدي ولكن كل مرة كان يتدخل الأقارب ويتعهد زوجي أمامهم بعدم ضربي ومعاملتي معاملة حسنة ولكن ما ان اعود الي البيت تعود ريما لعادتها القديمة بالاهانات والضرب من جديد فالحياة بيني وبينه اصبحت معدومة حتي الحياة الزوجية صارت صعبة. لهذا لجأت لعدالتكم حتي اتحرر من هذه العبودية ومعي شهودي الذين يؤكدون صحة ما اقول وتنادي المحكمة برئاسة المستشار هشام اللبان وعضوية القاضيين شريف رضوان وسيد حمودي بحضور عمرو خميس وكيل النيابة وامانة سر كريمة سعد علي الزوج الذي وقف امام القاضي وتحدث بكلمات غير مفهومة وهنا تأكد للمحكمة صحة اقوال الزوجة التي اندفعت بشدة وهي تكاد تركع تحت قدم زوجها وتستعطفه الا يضرب ابنهما الذي منعها من رؤيته بل زاد من طغيانه ان منعه من الحديث في التليفون معها وكان يعنفه بالضرب المبرح اذا استجاب لأمه وهي تنتظره امام المدرسة.. هدأت المحكمة من روع الزوجة ان من حقها رؤية ابنها وقضت لها في نهاية الجلسة بأحقيتها في الطلاق جاء في حيثيات الحكم ان المعاملة السيئة للزوجة وطغيان الزوج الدائم أحد اسباب الطلاق.