"لم يضبطها الأهل متلبسة في جريمة مخلة بالشرف, ولم يعرف عنها أنها عاشقة لأحد سوي زوجها , هي ضحية عدم التوافق الزوجي ولم تساندها الأسرة بل أرغمتها علي العودة إلي زوجها , لم تجد يداً سوي الهروب , ظلت هاربة لمدة أربعة أعوام ولكن الأب شعر بالعار طيلة هذه السنوات , وما إن عثر عليها حتي انتقم منها شر انتقام دون أن ترتكب جرماً تستحق عليه هذا العقاب القاتل .." فصول الجريمة !! شهدت منطقة كرداسة بالجيزة تلك الجريمة البشعة عندما تجرد اب من مشاعره وضرب بالقانون عرض الحائط حيث سفك دماء ابنته امام اعين المارة دون ان تأخذه شفقة لتوسلاتها ومحاولات الاهالي في ان يدعها وشأنها , إلا انه لاحقها بالطعنات المتلاحقة في رقبتها وجسدها لتسقط جثة هامدة. تعود أسباب المأساة إلي أربعة اعوام مضت عندما تزوجت "سميه.ع" 25سنة من شاب يقطن بالقرب منهم .. لم يستمر الزواج سوي ثلاثة شهور حتي بدأت الخلافات تشق طريقها اليهما .. لجأت الي اسرتها لتستنجد بهم من بطش زوجها الذي كان يعاملها بقسوة , ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن , فما كانت تعانيه في منزل الزوجية كان ينتظرها في منزل اسرتها التي نهرتها وأجبرتها علي ضرورة الرجوع الي منزلها وألا تكرر مثل هذه الفعلة مرة أخري . الطريق المسدود ! وجدت المجني عليها بأن جميع الطرق قد اغلقت في وجهها والخلافات تزداد يوماً بعد يوم , الي ان قررت الهروب من المنزل بعيدا عن هذا الجحيم باحثة عن اي مأوي تحتمي فيه من بطش واقعها الأليم. قررت الزوجة الهروب وأخذت متعلقاتها لا تدري اي مصير ستلقاه , وبعد عودة الزوج الي شقته فوجئ باختفاء زوجته ظناً منه أنها ذهبت الي اسرتها مرة اخري , وكانت المفاجأة انهم قابلوه بالنفي وانها لم تحضر اليهم , باتت الظنون تلعب بعقولهم بانها ربما تعرضت لحادث او ما شابه ولا يعلمون عنها شيئاً , وعلي مدار أربع سنوات استمرت عملية البحث عن الزوجة المختفية دون ان يجدو لها اثراً , واستقر في وجدانهم بانها ربما توفيت في حادث وانه قضاء وقدر . العثور علي الزوجة !! وفي أحد الايام واثناء قيام "عبدالنبي.م" والد الضحية بمباشرة عمله كسائق , فوجئ باحد اصدقائه يخبره بأن ابنته علي قيد الحياة ومتواجدة في مدينة السادس من أكتوبر واتخذت مكانا تبيع من خلاله الشاي للسائقين والمارة , لم يصدق ما قيل وأخذ سيارته واتجه الي المكان الذي تم وصفه , وبالفعل وجد ابنته تجلس في موقف سيارات تباشر عملها ببيع المشروبات للسائقين .. لم يستطع الاب ان يكتم غيظه واطفاء شرارات النيران المنطلقة من عينيه في المقابل كانت من نظرات الخوف والقلق تبدو في عين الابنة .. وبالفعل توجه اليها مسرعاً واحضرها تحت تهديد السلاح وما إن وصل إلي كرداسة بالقرب من منزلهم حتي انزلها من السيارة وبدأ في التعدي عليها بالضرب المبرح وهو يسحبها من شعرها في الشارع امام اعين المارة دون ان يلتفت الي مطالبة المارة ان يدعها وشأنها , وبعد ان اقترب من منزله بدأت الفتاة في الصراخ متوسلة الي والدها ان يرحمها إلا انه استل سكيناً كان بحوزته ولاحقها ب7 طعنات متتالية في رقبتها وجسدها لتسقط غارقة في دمائها وتفارق للحياة . لست نادماً ! علي الفور أسرع الاهالي بالتوجه الي قسم شرطة كرداسة وأبلغوا عن الجريمة البشعة التي شهدتها المنطقة .. فانطلق العقيد ضياء رفعت رئيس مباحث شرطة كرداسة الي مكان الواقعة وطلب سيارة إسعاف لنقل الجثة وتبين ان القاتل هو والدها الذي تخلص منها دفاعاً عن سمعته .. وبالفعل تم القبض علي المتهم والذي انهار امام رجال المباحث باعترافه بقتل ابنته التي لوثت سمعته ووضعت رأسه في الطين بعد هروبها من المنزل لمدة أربع سنوات . التقت اخبار الحادث بالمتهم والذي اكد انه لن يندم علي فعلته بعدما لحق به العار علي مدار اربع سنوات ولسان حاله يقول "الآن انا مرتاح البال .. فقد غسلت عارها وانتقمت لشرفي , وان موتها اهون عندي من رؤيتها امامي بعد هروبها " , ليس هذا موقف الاب فحسب بل ان اسرتها رفضت جثتها جثتها قائلة " ادفنوها في مقابر اليهود ولا نأخذها نكتوي بعارها داخل مدافننا " , ليتم إسدال الستار علي جريمة قتل بشعة , وسط ذهول المارة الذين شهدوا الواقعة وأيدوا ما قاله الأب المتهم في تحقيقات المباحث. وبإخطار اللواء أحمد سالم الناغي مدير أمن الجيزة بالواقعة أمر بإحالة المتهم الي النيابة التي أمرت بحبسه أربعة ايام علي ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.