تبلدت المشاعر داخل قلب الاب الذى من المفترض ان يكون أحن قلبا على بناته ،سارت القسوه سمته، وتبدلت مشاعر الدفء والحب التى تجمع الاب ببناته الى مشاعر من الكراهيه والحقد! وهذا هو حال الثلاث زهرات الصغيره خديجه وهاجر وفرح ،فرغم اعمارهن التى لا تتعدى اكبرهن 8 سنوات ،الا ان كل واحده منهن تحمل داخل قلبها الصغير حقد مثير للشفقه على والدها الذى لا يهتم بها او ينفق عليها ،وعقلهن الذى لا يدرك عن الدنيا شئ، يحمل داخله الكثير من الافكار التى تدفعهن للتسائل "لماذا نحن فقراء هكذا ولا نجد قوت يومنا ،رغم اننا نعرف ان والدنا مليونيرا؟ ولماذا سنترك المدرسه التى احببناها لان أبانا لا يريد دفع المصاريف؟ ،ولماذا لا نجد العلاج لان والدتنا لا تمتلك ثمنه؟!" ،كل هذه التساؤت سمعناها من الصغيرات لكن لم يتمكن احدا منا من الاجابه عليه! الام البائسه "لولا" راحت تروى مأساتها من بدايتها قائلة: "الصلاه لا تفارقه والجلباب الابيض لا يخلعه وزبيبة الصلاه منقوشه على وجهه ،والجميع يدعو له من الخير الذى يفعله مع الناس لكن لا يعرف احد ما حقيقته التى زيفها تحت شعار الدين!" بهذه الكلمات بدأت لولا "33 سنه" وقالت: لقد تزوجت من الحاج "ح.ع" منذ قرابة العشر سنوات وهو يكبرنى سنا بأكثر من 19سنه ، لكن وقت الزواج كنت انا اكبر اشقائى وكان والدى العامل البسيط مات وتركنا فى رقبة امى العامله فى نفس المكان الذى يعمل فيه ابى ،لكن وقعت امى هى الاخرى فريسه للمرض وهنا تمنت ان ترانى عروس مهما كانت الظروف ،فى هذا التوقيت تقدم لخطبتى الحاج "ح" ورغم انه كان متزوجا من امرأه اخرى ولديه 6 أبناء الا ان موافقة والدتى اجبرتنى على الموافقه انا الاخرى ،وتركت عملى حيث اننى كنت اعمل موظفه فى نفس المكان الذى كانت تعمل فيه امى وابى ،وبغباء وقلة تقدير منى استمعت الى رغبته وتركت عملى وتزوجنا! لم يشتر لى شبكه ولم يقدم مهرا ولم يشتر اى شئ للشقه واخبرنى بانه يكفيه انه احضر الشقه وبعض الاثاث وقمت انا ووالدتى بشراء كل اغراض المنزل وانفقت على وقتها الكثير ،واكتفت بان تحقق حلمها وترانى فى منزل الزوجيه وتزوجنا وكلى امل ان اعيش حياه سويه يملأها الموده والعشره ،لكن لم اجد نفسى الا وانا اعيش مع شيطان فى بيت واحد! زواج للمتعه! وتستكمل الزوجة لولا كلامها بدموع عينيها قائله: لقد بدأت المشاكل بيينا منذ اول سنه زواج بل اول شهور ،عندما اكتشفت انى حامل لكن لم يرد الله ان يتم الحمل واجهضت وبدلا ان يطيب زوجى خاطرى كان يقول لى "كده افضل عشان نعيش حياتنا" ،واكتشفت الحقيقه بانى الزوجه الثامنه فى حياة زوجى ولم اكن الثانيه مثلما اخبرنى وقد سمعت ذلك من الكثير من الجيران الذين اكدوا انه رجل يحب التعدد ،لكن لم تبق معه سوى الاولى أم ابنائه ،وتأكد من ذلك بعد ان راقبة تصرفاته وعرفت انه كان سعيدا جدا عندما اجهضت الجنين لانه كان لا يريد ان يجعمنى به اطفال ،واجهته بتلك الاشاعات وفى البدايه انكر لكنه بعد ذلك اعترف واخبرنى بانه تزوج بعد الاولى سبع زيجات اخرى لكنهن جميعا عرفى ولم ينجب من اى واحده منهن لانه كان يريدها زواجا للمتعه فقط، الكارثه انى اكتشفت فيما بعد انه كان يريد زواجى انا الاخرى للمتعه عرفيا فقط ،ولكن لانه يعلم ان اسرتى لن توافق على زواجى بهذا الوضع فقال لنفسه ان يجرب ويتزوجنى شرعى ويطلقنى بعد ان يحصل على ما يريد! لكن ارادة الله فوق كل شئ فقد عوضنى الله بعد شهر واحد من الاجهاض ،وحملت فى ابنتى الكبيره خديجه، ودبت المشاكل اكثر بيننا بسبب بخله الشديد واهاناته المستمره وسبه لى بأبشع الالفاظ، جعلتنى اترك له منزل الزوجيه وقضيت باقى شهور حملى عند والدتى المريضه لتنفق هى على من المعاش الذى تحصل عليه حتى موعد ولادتى وحتى مصاريف الولاده وكل شئ يخص ابنتى كانت تتحملها امى، حتى علمت بان زوجى تزوج من زوجته التاسعه واحضرها لتعيش فى شقتى اسرعت الى محكمة الاسرة وتقدمت بدعوى تبديد منقولات وبالفعل حصلت على حكم بحبسه 3 سنوات ،ولانه جبان فراح يستعطفنى ويتأسف وعدت الى شقتى وقام باعطائها شقه اخرى فى نفس العقار حيث انه ملكه واعيش فيه كما ان زوجته الاولى تعيش فيه هى الاخرى! ومرت السنوات وكانت مثل الكابوس الذى اعيش فيه مشاكل لا تنتهى على رأسها كان البخل الشديد، وكان يقول لى اخرجى للعمل حتى تنفقى على نفسك وبناتك حيث اننى كنت رزقت بابنتى الثانيه هاجر، ومنذ سبع سنوات وقد بدأت فى التقدم بدعوى نفقه لى وللبنات، وكلما كانت تقترب الجلسه والحكم كان يخدعنى ويتودد ويطلب المصالحه ولانى اريد الحياه فكنت اتنازل عن القضيه لكن سرعان ما يعود الى طبيعته ،واتقدم بدعوى اخرى لكنه كان يشترى ضمائر المحاميين حتى لا اتمكن من الحصول على شئ، وبالفعل رغم ثرائه الشديد فهو يمتلك عقارات لا يتخيلها عقل ومحلات لا حصر لها وغيرهما من الاراضى ومن يوم 1 الى يوم 5 فى الشهر فى جمع ايرادات المحلات وايجارات العمارات والتى تصل الى ملايين ،وفى كل شهر تقريبا يذبح عجلين ويوزعهم على الفقراء، ورغم كل ذلك قال امام المحكمه ان دخله بسيط واشترى المحامى الخاص بى جعله يؤكد انه لا يمتلك اى ادله تحدد مصدر رزقه ،وصدر حكم بنفقه 300جنيها فقط للثلاث بنات هل هناك من يصدق ذلك؟! ،الاغرب انه تقدم بدعوى ادعى انه لا يقدر على دفع هذا المبلغ وطلب تقليصه! فاض بى الكيل وتقدمت بدعوى طلاق وبالفعل حصلت على حكم بالطلاق، لكن تبقى دعوى النفقه الجديده التى تقدمت بها من خلال المحاميه نجلاء حسن والتى تقول بدورها: الكارثه انها حضرت الينا فى وقت متأخر جدا حيث انها استنفذت كل الوقت لعمل اى استئناف ولكن سنحاول جاهدين فى اعادة الحق الى اصحابه! فوات الاوان! وتنهى لولا ام البنات كلامها بدموع عينيها قائله: الكارثه انى الان اعيش فى منزل الزوجيه بمفردى وبناتى لان والدتى واشقائى تعبوا من الانفاق على ولا اجد قوت يومى ويوم بناتى، وفى الوقت الذى يكفل فيه زوجى يتيما، من خلال الجمعيات الشرعيه فى الحى الشعبى الذى نعيش فيه، وكل ذلك لكسب احترام وحب الناس ،لا ينفق على بناته لدرجة انه اذا صادف احداهن على السلم يخفى وجهه ولا يتحدث اليها ولو بكلمه ،مما تسبب لبناتى فى حاله نفسيه سيئه وهن يروه يدلل اولاده من زوجاته الاولى والتاسعه لانهم ذكور ،اما هن فلا يشترى لاى واحده منهن شيئا، واعيش بما يرزقنى به الله من اى مساعده من اى احد! حتى المدرسه فقد تخلفت ابنتى خديجه وهاجر عن الامتحان لاننى لم اقدر على دفع المصاريف ،اما العلاج فعندما مرضت ابنتى خديجه باللوز ووصلت درجة حرارتها الى 42درجه ،واسرعت بها الى احدى المستشفيات الخاصه وطلبوا منى ابره معينه واسرعت الى الصيدليه لكنى لم امتلك المال ،وطلبت من الطبيب ان يتصل بزوجى ،وشرح له الظروف وقال له بانه يمكن ان يعطينى الحقنه لانقاذها ويحضر هو فى اليوم التالى لدفع ثمنها! والكارثه ان والدها قال له اعطيها الحقنه لكن احبس البنت الصغيره لانى لن ادفع ثمن شئ! ،لم يجد الطبيب سوى ان يغلق فى وجهه الهاتف واعطانى الحقنه رحمة على الفتاة الصغيره ،والان ابنتى اصبحت مريضه فى القلب ولا تقدر الوقوف على قدميها ،لانها المفروض ان تجرى عملية استئصال اللوزتين الخبيثتين لكن والدها رفض ،وهذا من بين مواقف كثيره عشتها مع هذا الشيطان الذى يتقمص دور الانسان الخلوق المحترم الذى يخشى الله ورسوله!