عندما استقال المحامي ثروت الخرباوي من جماعة الاخوان المسلمون احتجاجا علي بعض المواقف والقرارات الخاطئة لمكتب الارشاد تلقي اتصالا هاتفيا من احد قيادات الجماعة بعد اسبوع واحد من استقالته واعتقد الرجل ان القيادي الاخواني سيناقشه في اسباب استقالته وسيدعوه لمناقشة هذه الاسباب او سيحاول اقناعه بسحب الاستقالة التي سببت حرجا كبيرا لقيادات الجماعة ولكن كانت المفاجأة من نصيبه عندما تحدث معه الرجل بهدوء شديد ليبلغه بصدور قرار من مكتب الارشاد بفضله من الجماعة .. سيطرت الدهشة علي المحامي الاخواني المستقيل وأكد للقيادي الاخواني انه قدم استقالته بالفعل من الجماعة ولم ينتظر قرار فصله ففوجئ بالقيادي الاخواني يقول له بنبرة حادة " يا استاذ ثروت احنا ما عندناش حد بيستقيل احنا عندنا ناس بيتفصلوا بس "..! هذه الواقعة تعكس بوضوح حالة الصلف والديكتاتورية التي تتعامل بها الجماعة مع ابنائها ولا تندهش من اسلوبها في التعامل مع من هم خارج الجماعة فالديكتاتور مع ابنائه سيكون طاغية مع الآخرين.. والجماعة لا تتسامح ابدا مع معارضيها والمخالفين لها في الرأي وتعتبر الخروج عن تعليمات المرشد خروجا عن الدين واستحضر هنا مقولة قالها لي الاستاذ مختار نوح القيادي الاخواني الذي تم تجميده بفرمان من المرشد ان الجماعة ترفع شعار" قتال المرتد اولي من قتال الكافر" بمعني ان الجماعة تعادي ابناءها الخارجين عن طوع المرشد بعداء اشد من المعارضين للجماعة من خارجها ولا تتسامح معهم ابدا وهذا ما حدث مع الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح الذي اعتبروه مارقا لأنه تجرأ وخالف اوامر المرشد ومارس حقه القانوني والدستوري في الترشح في انتخابات الرئاسة رغم ان المرشد نفسه عاد ودفع بالشاطر في السباق الرئاسي واعد بديلا له وهو محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة في حالة الاستبعاد المتوقع للشاطر لاسباب قانونية كل هذا يؤكد ان الجماعة القائمة علي مبدأ السمع والطاعة لم تعرف الديموقراطية في تاريخها سواء في ادارة شئونها الداخلية او تعاملاتها الخارجية ويضيق صدرها بأي انتقادات توجه لها من الداخل او الخارج فكيف نضمن حياة ديموقراطية سليمة في ظل انفراد مكتب الارشاد بحكم مصر؟! وفي النهاية انا اثق بمن يقول قال الله تعالي في كتابه العزيز ..وقال الرسول الكريم في حديثه الشريف ولكنني لا استطيع ابدا ان اثق في من يقول دائما .. قال الامام حسن البنا.!