هند زوجة تعيش مع زوجها المدمن في شقاء وتعاسة , كل جريمتها انها قالت له " طلقني " ورفضت اعطاءه مالا حتي لا ينفقه على المخدرات, ورغم تحملها الحياة المأساوية معه, وجسدها الذي يشهد بكل أنواع العنف, إلا انها بمجرد أن قالت " طلقني " لم يتحمل سماع هذه الكلمة, ففكر في التخلص منها ليكون الموت اقرب إليها من الطلاق, وحاول زوجها قتلها وتركها تنزف وذهب ليشتري المخدرات . روت هند معاناتها في قاعة محكمة جنايات شمال القاهرة والدموع تملأ عينيها, والألم الواضح في صوتها , فما هي تفاصيل الواقعة ؟! هند فتاة جميلة في العقد الثاني من العمر, حاصلة على تعليم متوسط كانت تتمنى الزواج وتنتظر ابن الحلال مثل سائر الفتيات, وبالفعل وقعت في حب ناصر الذي يعمل نجارا في ورشة امام بيتها, وبعد فترة تقدم لخطبتها, وكانت أسعد فتاة لأنها سوف تتزوج ممن أحبت, وفترة الخطوبة طالت لان ناصر يحاول أن يكون نفسه, ويجمع مصاريف الزواج وعلى الرغم من ذلك ظل الجيران يسألون عن موعد الزواج, واهل هند لم يعجبهم طول الفترة التي مضت, فقررت هند أن تعمل في احد مصانع الملابس وتجمع راتبها مع مال ناصر لتجهيز متطلبات الزواج وبالفعل استطاعت بذكاء أن تجمع مالا من خلال عملها حتى لا تجبر على البعد عن ناصر . ونجحت خطتها وقررت أن تترك العمل بمجرد ان تنقضي ديون الزواج بمعاونة زوجها, وبعد فترة استأجرت شقة واصبح الاثنان يشتريان الاثاث بالمشاركة حتى جاء يوم الزفاف الذي كان افضل يوما في حياة هند, فابتسامتها العريضة تملأ وجهها وتشعر بأن السعادة ملكها هي وحدها . وبعد عدة شهور من الزواج عمل مع ناصر شاب اصبح صديقا له, وتدخل ذلك الشاب في حياة الزوجين وكان الامرمزعجًا لهند, لأنها لم تشعر بالراحة تجاهه, وكانت محقة في شعورها, فذلك الشاب جعل ناصر يتناول المخدرات بالتدريج حتى اصبح مدمنًا لكل انواع المخدرات, فذلك الشاب كان الشيطان الذي هدم الحياة الزوجية ولم تستطع هند إخراجه من حياتها, فبعد أن تناول ناصر المخدرات أصبح كالمجنون عصبي المزاج جالسا في البيت لا يعمل يريد المال فقط من أجل الهيروين الذي كان يجري في دمائه, والجيران كانوا يخافون منه ويخشون على هند لأنها تعيش مع مدمن, حاول اهلها والجيران إقناعها بأن تنفصل عن زوجها ولكن كان الامل يسيطر على قلبها بانه سيعالج رغم عدم وجود أي شارة تدل على انه سوف يعالج من تعاطي المخدرات, بل أصبح كل يوم أسوأ من قبله لانه تغير من الزوج اللطيف الى شخص شرس يضربها ويعاملها بعنف, وعلى الرغم من ذلك ظلت هند تذهب للعمل لتحضر المال لتسدد ديون الزواج وتجمعه لتعالج ناصر, ففي النهار عاملة شقيانه وفي الليل مذلة وضرب واخذ المال رغما عنها لشراء الهيروين . وفي يوم الحادث بعد أن عادت هند من عملها, سمع الجيران صراخها الذي اصبح معتادًا بعد أن استقبلها زوجها بالضرب والإهانة لأخذ مالا منها لشراء حقن للهيروين, وفي منتصف الليل وهند نائمة من إرهاق اليوم احضر ناصر علبة سجائر, وتناول السيجارة الاولى ثم جاءته فكرة شيطانية بإطفاء السيجارة في قدم هند اليسرى وكتم انفاسها بيده حتى لا يسمع احد صراخها, وبالفعل أطفأ واحدة ثم الثانية والبكاء والقهر في عيون وصراخ هند, حتى جاء الصباح والشمس بدأت تشرق وهند لا تستطيع الوقوف على قدمها وزوجها نائم بجانبها وهي تبكي وتحاول ان تستعد للذهاب الى العمل, وفي الوقت ذاته كانت تنتظر شقيقها لكي يأتي ويأخذ منها ماله , وهند كانت تخبئ المال حتى لا يعرف زوجها بمكانه, واثناء اخراجها المال 5 آلاف جنيه من فوق الدولاب استيقظ زوجها وشاهد مالا كثيرا في يديها فانقض عليها وحاول أخذ المال بالقوة, وفجأة صرخت هند بكل قوتها ودفعته بعيدا عنها وقالت طلقني ولن تأخذ مالا ابدًا بعد الآن, فشعر ناصر بالجنون أكثر بعد ما سمع طلبها للطلاق واخذ سكينة المطبخ وطعنها في بطنها وفخذها الايمن طعنتين, ثم ظل يخنقها حتى اغمي عليها واعتقد انها ماتت واخذ المال وهرب, وتركها غارقة في دمائها ليشتري الهيروين . ثم جاء شقيق هند كما كانا متفقين ووجد باب الشقة مفتوح فقلق ودخل مسرعًا وجد شقيقته غارقة في دمائها فحملها وذهب بها الى مستشفى سيد جلال بمساعدة الجيران الذين شاهدوا هند غارقة في الدماء وهي بين يدي شقيقها, وبالفعل استطاع المستشفى انقاذ حياه هند, وجاءت الشرطة لتحقق في الجريمة وبدأ الجيران يشهدون بالحياة التي كانت بين الزوجين وهي تتدمر بالتدريج بسبب المخدرات, وشهد اهل هند بمعاملة ناصر لزوجته, وبدأ البحث عن ناصر حتى تم القبض عليه, وأنكر الجريمة ولكن ظهر تقرير الطب الشرعي الذي اثبت تعرض هند للعنف الجسدي بالاستمرار و إطفاء سيجارتين قبل الحادث في قدمها اليسرى, وبعد ان عادت هند لوعيها شهدت بما حدث, فوجد ناصر نفسه محاصرًا بالشهود والأدلة فاعترف بالجريمة كاملة أمام النيابة, وتحولت القضية رقم 1993 لسنة 2014 إلى محكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار محمد حسين اليمني وعضوية صلاح عبد الرحمن ومحمود عارف وامانة سر محمد عطية وعصام ترك, وبعد أن استمعت المحكمة لأقوال المجني عليها هند بالشروع بقتلها على يد زوجها, قررت المحكمة تأجيل القضية لجلسة 20 مايو المقبل لسماع اقوال الشهود .