يا كتاتني آخر دورة.. مصر لسه فيها ثورة.. بيع بيع مصر يا بديع.. يسقط حكم المرشد.. كانت هذه هي هتافات شباب الثورة وائتلافات الثورة ضد انفراد حزبي الحرية والعدالة الجناح السياسي للإخوان المسلمين والنور الجناح السياسي للسلفيين للانفراد بصياغة الدستور بما يتفق مع مصالحهما الذاتية وتصوراتهما الإسلامية حيث اختارا الجمعية تأسيسية للدستور منها 50 عضواً من البرلمان بمجلسيه الشعب والشوري مطعون أمام المحكمة الدستورية العليا في عدم دستورية قانون الانتخابات مما يهدد صحة عضويتهم، كما أن هناك طعوناً أمام محكمة النقض في صحة عضوية بعض النواب وممكن أن تصدر أحكامها بعدم صحة عضوية النواب، وقد يكون بعضهم تم انتخابه في الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور مما ينتج عنه عوار في الدستور، وقبل هذا في صحة عضوية اللجنة التأسيسية. كما أن هناك اتهامات من شباب وائتلافات الثورة بعدم وجود بعض شباب الثورة في الجمعية التأسيسية للدستور وإقصاء بعض الأحزاب السياسية لسعي الإخوان والسلفيين لطبخ الدستور بعد ظهور الورقة الدوارة وانسحاب المصريين الأحرار والمصري الديمقراطي والثورة مستمرة. وقد حاصرت المظاهرات اجتماع تشكيل اللجنة التأسيسية ورفضت القوي المدنية لجنة الإسلاميين ودعت إلي إسقاطها ومقاطعتها، وأن صياغة الدستور ستؤدي للإطاحة بالبرلمان وانهيار الدستور الذي تضعه الأغلبية، واتهم الشباب ما يحدث بأنه تمثيلية ومهزلة وهتفوا أن الشعب يريد إسقاط الإخوان، وقد توجه وقدمه الشخصيات السياسية والعامة لمقابلة الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة وتقديم مذكرة بإلغاء قرار تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور من داخل البرلمان وانتخابها من خارج البرلمان، وأعلن النائب محمد أبوحامد خلال الوقفة الاحتجاجية أمام المحكمة الدستورية العليا أنه في حالة إصرار الأغلبية علي تشكيل الجمعية التأسيسية سيتم تشكيل لجنة تأسيسية ووضع دستور مواز، وبهذا ندخل في النفق المظلم كما فعل النظام السابق عندما زور انتخابات مجلس الشعب 2010، وقام رموز المعارضة بتشكيل برلمان مواز وسخر منهم رأس النظام »سيبوهم يتسلوا«.. بعدها قامت ثورة الشباب وأسقطت النظام. وإذا استمر حزبا الحرية والعدالة والنور في إقصاء القوي السياسية والاستحواذ والانفراد بلجنة صياغة الدستور بما يتفق مع مصالحهم الذاتية، فإن الثورة مستمرة والشباب الذي قام بالثورة الأولي مازال في الميدان يهدد بثورة ثانية.. الثورة مستمرة.. مصر لسه فيها ثورة.