نشر الجيش السوري أمس المئات من جنوده لاستعادة الأحياء الأكثر اكتظاظا بالسكان في شرق حلب واستكمال حملته للسيطرة علي بقية أحياء مدينة حلب وإسقاط آخر معقل لفصائل المعارضة المسلحة بداخلها في الوقت الذي حذرت فيه الأممالمتحدة من تحول شرق المدينة إلي »مقبرة ضخمة». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن »القوات السورية تعمل علي تضييق الخناق علي ما تبقي من أجزاء حلب الشرقية التي ما زالت تحت سيطرة المعارضة»، مضيفا أن القوات بعد سيطرتها علي شمال شرق المدينة، اصبحت تتقدم »شرقا في محيط كرم الجزماتي وجنوبا في حي الشيخ سعيد». وأوضح المرصد أن مئات من جنود الحرس الجمهوري ومن الفرقة الرابعة انتشروا »تمهيدا لحرب شوارع» في المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في شرق حلب. وأضاف أنهم »يتقدمون لكنهم يخشون الكمائن في تلك المناطق بسبب كثافة السكان والمسلحين». في الوقت نفسه، أعلنت جماعتان مسلحتان من الفصائل المعارضة إن مسلحي المعارضة في حلب اتفقوا علي تشكيل تحالف عسكري جديد لتحسين تنظيم دفاعاتهم في أجزاء من المدينة التي يسيطرون عليها في مواجهة الحملة العسكرية للحكومة وحلفاؤها. وقال المسئولان اللذان تحدثا من تركيا إن التحالف الجديد سيسمي »جيش حلب» ويرأسه قائد جماعة الجبهة الشامية وهي واحدة من الجماعات الرئيسية التي تحارب في شمال سوريا تحت لواء الجيش السوري الحر. من جانبه، حذر مسئول العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة ستيفن أوبراين من أن الجزء الشرقي من حلب قد يتحول إلي »مقبرة ضخمة» إذا لم تتوقف المعارك واستمر منع وصول المساعدات الإنسانية إلي السكان. وقال أوبراين: »ندعو بل نرجو أطراف النزاع ومن لديهم نفوذ، أن يبذلوا ما في وسعهم لحماية المدنيين وإتاحة الوصول إلي الجزء المحاصر من شرق حلب قبل أن يتحول إلي مقبرة ضخمة». وحث الحكومة السورية علي السماح بإدخال مخزونات أدوية ومواد غذائية سبق أن جهزتها الأممالمتحدة، إلي تلك المناطق »بكل أمان». ووجه أوبراين هذا النداء أمام مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة طارئة أمس الأول بطلب من فرنسا. لكن الاجتماع وعلي غرار الاجتماعات السابقة انتهي دون إحراز أي تقدم بسبب الانقسامات. وحمل الغرب المسئولية لروسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد. ورد السفير الروسي فيتالي تشوركين متهما الغرب بالسعي إلي »إنقاذ إرهابيين» و»استغلال مشاكل إنسانية لأهداف سياسية». في سياق متصل، أعلنت الأممالمتحدة أن روسيا اقترحت إقامة أربع ممرات إنسانية لشرق حلب للسماح بدخول المساعدات وإجلاء مئات الحالات الطبية الطارئة. من جهة أخري، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال زيارة إلي تركيا أن روسيا ستواصل عملياتها في شرق حلب وستنقذ المدينة من »الإرهابيين». وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو أن موسكو ستواصل جهودها للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلي حلب. واستجابة فيما يبدو لطلب الكرملين، تراجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس عن التصريحات التي أشار فيها إلي أن دخول القوات التركية إلي شمال سوريا يهدف إلي »إنهاء حكم الأسد الوحشي»، في إشارة إلي الرئيس السوري. وأمام زعماء محليين في العاصمة أنقرة، قال أردوغان إن عملية »درع الفرات» التي أطلقتها تركيا في شمال سوريا »لا تستهدف أي دولة أوشخص، بل تسعي حصراً لضرب الجماعات الإرهابية». وكان الكرملين قد أعلن امس الأول أنه ينتظر توضيحات من أردوغان بعدما أعلن أن قوات بلاده دخلت سوريا »لإنهاء حكم الأسد».