سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رجال المظلات.. الرعب الهابط من السماء تدريبات علي القفز ليلاً ونهاراً والوصول إلي الهدف بأسرع وقت إعداد الفرد المقاتل للعمل خلف خطوط العدو ورفع كفاءته القتالية والبدنية
كل سلاح داخل القوات المسلحة لديه المعدات التي يتميز ويهتم بها..فالطائرات هي اهم ما يميز سلاح القوات الجوية..والمدافع بأنوعها هي اساس سلاح المدفعية وهكذا في باقي الاسلحة الا ان سلاح المظلات يختلف ويتميز بأن سلاحه الرئيسي هو الجندي المقاتل..الاعتماد علي مهاراته الذهنية والبدنية هي الاساس.. في اي معركة تكون لهم اسبقية الوصول إلي الأهداف الاستراتيجية خلف خطوط العدو علي مسافات بعيدة والتمسك بها لحين وصول القوات الرئيسية ضمن معركة الاسلحة المشتركة الحديثة واساس قوات الانتشار السريع..الاخبار كانت هناك وسط ابطال مدرسة المظلات..وهي مدرسة عريقة بدأ تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية..وتعتبر من اقدم وافضل المدارس في الشرق الاوسط والعالم..يكفي فخرا ان من بين قادة ومؤسسي هذا السلاح ابطالا عظاما من بينهم الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973 والفريق عبدالمنعم خليل قائد الجيش الثاني الميداني الذي لايزال يعيش بيننا حتي اليوم ونحتفل معه كل عام بذكري انتصار اكتوبر المجيد. البداية كانت في الخامسة والنصف صباحا حيث تبدأ نوبة صحيان لجميع الجنود والضباط وتبدأ مرحلة الاستحمام والوضوء لاداء صلاة الفجر ثم يبدأ سريعا التجمع لطابور تحية العلم ومع شروق الشمس تنطلق المجموعات في طابور الركض الصباحي لأكثر من 10 كيلو مترات يليها تمرينات قوية لرفع مستوي اللياقة البدنية. التأهيل العسكري أول ما يخضع له الفرد المقاتل المستجد بوحدات المظلات هو عملية تأهيل مكثفة تتم خلال 45 يوما، وهي المرحلة الأهم له، حيث يتحول من شخص مدني إلي عسكري ويتلقي برنامجا تأهيلا نفسيا ومعنويا وبدنيا. فالفرد المقاتل بقوات المظلات له مواصفات خاصة.. حيث يتم اختيارهم عن طريق فرع الانتقاء، فضلا عمن لديهم الرغبة في الانضمام إليها. ويعتبر تأهيل الفرد المقاتل ركيزة أساسية داخل وحدات المظلات المصرية، فيبدأ يومه رياضيا، فهو يقوم بالجري من 8 إلي 10 كيلو مترات يوميا من أجل تأهيله بدنيا، للقدرة علي القفز بالمظلة، لأن الأمر يتطلب لياقة وقوة بدنية تسمح له بالقفز. ويخضع مقاتل المظلات إلي ساعتين ونصف لياقة يوميا منقسمين إلي ساعة ونصف لياقة مجمعة، وساعة لياقة حرة، ليبدأ مرحلة التدريب وفقا لأحدث النظم والمعدات العالمية، فالتطوير المستمر ركيزة أساسية من أجل الارتقاء بقدرات ومهمات الافراد داخل وحدات المظلات. كما يتم عقد لقاءات دورية للتواصل مع فدائي المظلات للرد علي الإشاعات والحرب النفسية التي تتعرض لها مصر. ويخضع فدائي المظلات إلي تدريبات متنوعة وعلي بيئات مختلفة لتحقيق قدرة علي التعايش والتعامل وتنفيذ المهام المكلفة له في جميع البيئات وتحت كافة الظروف. ويتم تدريب المستجدين لوحدات المظلات علي الأرض، فهناك طرق محاكاة للطيران يخضع المستجد للتدريب عليها ،خوفا علي سلامته ولا يسمح لأفراد المظلات بتنفيذ التعليمات والمهام عمليا إلا بعد التأكد بشكل كامل بقدرته علي التنفيذ، وفي وجود مدربين مساعدين له في البداية، حفاظا علي حياته. وتعتمد وحدات المظلات أيضا علي أحدث منظومات الملاحة الجوية، حيث يتم إعطاء المعلومات للفرد مقاتل المظلات بحركة الملاحة والرياح قبل القفز من الطائرة، لتكون لديه كافة المعلومات حتي لا يتعرض لأي مفاجأة في الجو كما يتم تدريبهم علي القفز ليلا وفي مختلف الظروف الجوية. أبطال المظلات التقينا عددا من المجندين من الحاصلين علي المؤهلات العليا والمتوسطة وقال الجندي مقاتل »أحمد سيد»، خريج جامعي أحد أبطال قوات المظلات، إن الالتزام والانضباط من أهم الأشياء التي اكتسبها منذ انضمامه لقوات المظلات... مشيرا الي انه لم يكن يتصور يوما ان المرة الاولي التي سيركب فيها طائرة ستكون من اجل ان يقفز منها موضحا ان التدريبات علي اجهزة المحاكاة في ميادين المدرسة توفر لهم التدريب الجيد حتي نتمكن من تحقيق القفزة الاولي وفيها نكون في لحظة صدق مع النفس لانك ستقفز بين السماء والارض بسرعة كبيرة وتكون بين يدي الله وهو شعور لايوصف لكن بمجرد الوصول الي الارض تشعر بنشوة الفرح لانك حققت المهمة المطلوبة منك بنجاح. أما العريف مقاتل »محمد سعيد»، أحد أبطال قوات المظلات المصرية فيقول، إن وظيفته داخل وحدات المظلات المصرية، هي تدريب الجنود علي اللياقة البدنية وهي عامل مهم جدا لمقاتل المظلات لذلك يتم اختيارهم وفق مواصفات فنية وبدنية عالية ويجب عليه ان يركض عشرات الكيلومترات يوميا والاهم هو الالتزام بالأوامر والتعليمات العسكرية، وذلك في إطار احترام متبادل بين الجميع، وأكد أن الانضمام لصفوف القوات المسلحة، شرف لأي مصري، حيث إن جنود الجيش المصري هم خير أجناد الأرض.وقال الجندي مقاتل »محمود إبراهيم» مؤهل متوسط وأحد أبطال قوات المظلات المصرية، بأنه يفتخر بانضمامه لصفوف القوات المسلحة، موضحا أن الحياة العسكرية علمته الكثير من الأشياء المهمة كاحترام الوقت والانضباط والالتزام والثقة في النفس واكتشف اشياء جديدة لم يكن يعلم انه يستطيع ان يفعلها موضحا ان الجندي داخل سلاح المظلات يحظي بالاهتمام وكثيرا مانجد قادتنا يقفون جنبا الي جنب في تدريباتنا ويتحدثون الينا لتوضيح الكثير من الأمور. اما الجندي عاطف الشربيني فيقول ان التدريبات المستمرة واليومية هدفها تجهيزنا لأي معركة او حدث تحتاج فيه مصر لتواجدنا وقادتنا دائما ما يؤكدون امامنا ان التدريب في السلم يوفر الكثير من الدم في المعركة لذلك نتدرب بلا توقف يوميا. ميادين التدريب ولتدريب الفرد علي مهام القفز فقد تم تجهيز وحدات المظلات بأحدث المعدات وميادين التدريب التي تحقق له التدرج في التدريب والتعود علي الظروف التي يواجهها الفرد سواء أثناء تعلقه بالفضاء أو الهبوط والقدرة علي التحكم في المظلة واتخاذ القرار السليم في التوقيت الصحيح . وتنقلت الاخبار في جولة داخل ميادين التدريب بمدرسة المظلات وشاهدنا التطوير الحديث في مهمات ومعدات القفز التي يتم التدريب عليها من مختلف الارتفاعات وتطوير ميادين التدريب وتجهيزها بمساعدات التدريب الحديثة التي تحقق لها مستوي متقدما في تدريب الوحدات، بالإضافة إلي التطوير في الأسلحة ومعدات القتال خفيفة الحركة والتي تتناسب مع طبيعة مهام قوات المظلات. وتتنوع وسائل اعداد وتدريب الفرد المقاتل داخل وحدات المظلات من خلال الانشطة والمهارات الاساسية للمجندين حديثي الالتحاق بوحدات المظلات واعدادهم بدنيا ونفسيا علي التكتيكات الصغري والمهارة في الميدان وكيفية استغلال طبيعة الارض، ورفع معدلات الكفاءة العضلية والعصبية لمقاتلي المظلات، وقدرتهم علي التغلب علي الموانع الطبيعية والصناعية والصعود والانزلاق في ميدان الجبال وتسلق الجدران والقفز من طائرة هيكلية والقيام بالنزول السريع وتنفيذ اعمال القتال وصولاً لأعلي مستويات الكفاءة والتدريب القتالي. كذلك ميادين التدريب التخصصية المتطورة مثل ميدان التدريب علي الاقتحام الجوي ( الجاكوب) حيث يتم التدريب علي اعمال الاقتحام والاخلاء ومواجهة العناصر المعادية والسيطرة علي الموقف. بجانب محاكي القفز الحر الذي يتم فيه التدريب علي انسب اسلوب لتحقيق الامان للقافزين اثناء الخروج من الطائرة وفتح المظلة ويستخدم عامود الهواء في التدريب علي القفز للعمليات والقفز الرياضي بما يتيحه من امكانية ممارسة ألعاب الهواء وعمل محاكاة واقعية لعملية القفز اثناء تنفيذ المهام وتأهيل القافزين المتدربين لمواجهة كافة الظروف الطارئة التي يمكن ان تواجههم اثناء القفز. سمعة عالمية وقد حظيت وحدات المظلات بسمعة عالمية جعلها محور العديد من الانشطة والتدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة والتي كان اخرها التدريب المصري الروسي المشترك حماة الصداقة 2016 والذي اقيم مؤخرا في مصر. ويعتبر سلاح المظلات المصري من أعرق الوحدات علي مستوي العالم، حيث نشأت فكرة المظلات العام 1933، وظهرت الحاجة إليها في الحرب العالمية بعد عملية »نورماندي»، وهذا ما دفع القوات المسلحة المصرية إلي انشاء هذه الوحدات فقامت بإرسال أول وفد لتلقي التدريبات في انجلترا عام 1951، ليتم بعدها انشاء وحدات المظلات بالجيش المصري بعد ثورة 23 يوليو 1952، لتصبح مصر الاول في المنطقة العربية والشرق الأوسط تمتلك قوات مظلات. كما حققت قوات المظلات أرقاما قياسية عالمية في تنفيذ تشكيلات تعرف باسم »الماسة» وهي تتطلب مهارة ودقة كبيرتين. متحف البطولات ويوجد فرصة للفرد المقاتل بوحدات المظلات إلي التعرف علي تاريخ وحدات المظلات، فهناك متحف كبير يملك تاريخ وحدات المظلات منذ نشأتها حتي الآن، وأقوي المهام التي قامت بتنفيذها، فضلا عن مكتبة علمية وتاريخية ضخمة، لتنمية المهارات وزيادة الوعي لدي الفرد المقاتل، فالاهتمام ليس بدنيا فقط، بل علميا وعقليا أيضا.