أعرب أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية عن حزنه لعدم قدرة الدول العربية والأفريقية المشاركة في القمة الرابعة بغينيا الاستوائية علي تسوية الإشكال الذي أعاق العملية التحضيرية للقمة علي مدار الأيام الأخيرة التي سبقت انعقادها - قاصداً الأزمة التي حدثت بسبب إصرار الاتحاد الافريقي علي حضور وفد ما يسمي بالجمهورية الصحراوية »جبهة البوليساريو» في اجتماعات القمة والاجتماعات التحضيرية مما أدي الي انسحاب عدد من الدول العربية من اجتماعات القمة ومن بينها البحرين والإمارات والسعودية والأردن وذلك تضامناً مع دولة المغرب التي اعترضت علي حضور وفد البوليساريو - واضاف ابوالغيط في كلمته : وهو ما أدي، وبمزيد من الأسف، إلي عدم مشاركة مجموعة هامة من الدول أعضاء جامعة الدول العربية في أعمال القمة، مضيفا أن الموقف الذي عبرت عنه هذه الدول التي لم تشارك تمثل في التمسك بالضوابط التي سبق العمل بها في القمتين السابقتين اللتين عقدتا في سرت في عام 2010 وفي الكويت في عام 2013، معربا تأييده وتفهمه لهذا الموقف بصفته أمينا عاما، واعرب الأمين العام للجامعة العربية عن أمنيته بان تتوالي المشاورات بين الجانبين العربي والأفريقي للتفاوض والتوصل الي صيغة لتسوية هذا الإشكال الذي ظهر خلال الايام الماضية وحتي لا يكون عقبة في طريق التعاون العربي الأفريقي لثلاثة عقود، وبما يسمح باستئناف هذا التعاون الهام والحيوي للجانبين بشكل نشط وإيجابي. جاء ذلك في كلمة الامين العام خلال أعمال القمة العربية الأفريقية والتي تستضيفها مالابو عاصمة جمهورية غينيا الاستوائية. وأشار ابوالغيط في كلمته إلي أن القمة تمثل عنوانا لإرادة سياسية تطمح في أن تجعل المشاركة بين الجانبين العربي والأفريقي أداة رئيسة من أدوات تحقيق الخطط الوطنية للدول ونهضتها الجماعية، مشيرا الي ان انعقاد القمة يأتي أيضا كتتويج لعمل دؤوب علي مدار السنوات الأخيرة بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأفريقي بهدف التنسيق بين مؤسسات وأجهزة الطرفين من أحل تنفيذ جملة من البرامج المشتركة بأهداف واضحة وأطر زمنية محددة. وتابع ابوالغيط : تعد هذه القمة محفلا هاما لتعزيز التشاور السياسي بين الجانبين حول القضايا والملفات الحيوية لديهما وعلي رأسها القضية الفلسطينية وقضايا الأمن والتنمية ومكافحة الإرهاب، مشيرا الي ان الامر يتطلب الاستمرار في تأكيد الدعم القوي لنضال شعب فلسطين لنيل حريته وإقامة دولته المستقلة، خاصة وأن إهمال الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا يزيد سوي الإحساس بالظلم لدي الشعوب العربية كلها، ويفقدها الثقة في قدرة المجتمع الدولي علي إرجاع الحقوق لأصحابها، ويفتح الباب أمام الإرهاب والعنف والتطرف، ودعا ابوالغيط الي التمسك بالمشاركة العربية الأفريقية من أجل العمل علي تصحيح ازدواجية المعايير في النظام الدولي ومعالجة الاختلالات القائمة فيه. وتطرق الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته إلي ما شهدته الفترة الأخيرة من تنشيط للجانب الاقتصادي من التعاون العربي الأفريقي مع توسيع المشاركة بين الجانبين لتضم، ولأول مرة، اجتماعات علي مستوي وزراء الاقتصاد والتجارة والمالية للإسراف علي حسن صياغة خطط العمل المشتركة، والسعي أيضا لتعظيم الاستفادة من صيغ المشاركات العربية والأفريقية المختلفة التي تجمع الجانبين بالوكالات الدولية الأخري، واشار إلي ضرورة وجود مصادر كافية لتمويل المشروعات والبرامج التي يتم الاتفاق عليها في هذا الصدد.