لا تزال أزمة نقص الأدوية تسيطر علي السوق للأسبوع الثاني، وقدر الخبراء عدد الأدوية الناقصة بنحو 1800 صنف، 10٪ منها ليس لها أي بديل، وهو ما يمثل مشكلة حقيقية لأن معظمها يساهم في علاج أمراض منتشرة مثل الجلطات والأورام والأزمات الصدرية والسكر والقلب والكلي والسرطان. كشف محمد فؤاد المدير التنفيذي لمركز »الحق في الدواء» أن 90٪ من الأدوية الناقصة يوجد لها أكثر من بديل أو مثيل، مثل عقار »البيلافيكس» الذي يستخدم كمذيب للجلطات، حيث يتوافر له 9 بدائل، لكن المرضي لا يعرفون ذلك، وحمّل الأطباء المسئولية، مؤكدا انها إما لا يعلمون بالبدائل أو يتجاهلونها لعلاقتهم بالشركات المنتجة للدواء الأصلي. أحد أهم أسباب الأزمة الحالية تتمثل في ارتفاع أسعار المواد الخام إلي الضعف، مما جعل شركات الأدوية غير قادرة علي استيرادها في ظل ثبات أسعار الدواء بسبب نظام التسعير الجبري. وهو ما أدي إلي اختفاء الكثير من الأدوية من الصيدليات، وامتد الأمر إلي العقاقير البسيطة مثل أدوية الضغط والصداع والحموضة، حتي »الجوانتي» والكحول اختفيا. لم تقتصر الأزمة علي الأدوية بل امتدت إلي المحاليل الطبية والمستلزمات حيث توقفت عدد من مراكز الغسيل الكلوي وزادت مراكز اخري أسعار جلسة الغسيل من 140 إلي 200 جنيه، في الوقت الذي قام معهد القلب ومستشفي أطفال مصر بتأجيل عمليات القلب المفتوح نظرا للنقص الشديد في المستلزمات، وأهمها دعامات القلب، ولمواجهة الأزمة أعلن وزير الصحة في بيان للوزارة أن الدولة ستتحمل نفقة استيراد 146 صنفا دوائيا بقيمة 186 مليون دولار، بحيث تصبح متوافرة بالأسواق خلال 10 أيام. من جانبه نفي د خالد مجاهد المتحدث الرسمي باسم الوزارة غلق أي من مراكز الغسيل الكلوي في وجه المرضي وأكد ان ما يحدث علي وسائل التواصل مجرد شائعات للعب بأعصاب المرضي. ووصف ما حدث بأنه حرب بين الوزارة والمراكز من أجل زيادة اسعار جلسات الغسيل، حيث رفعت الوزارة سعر الجلسة من 140 جنيها إلي 200 لكن المراكز تطلب ان تصل الزيادة الي 400 جنيه وأضاف ان الوزارة سوف توجه خطابات رسمية إلي جميع المراكز بالسعر الجديد لمعرفة قرارها سواء بالاستمرار في التعامل بسعر 200 جنيه أو الرفض وفي هذه الحالة سوف يتم تحول المرضي إلي مراكز اخري بعد دعمها بأطباء وتمريض لزيادة عدد الورديات من 2 إلي 4 واضاف »مافيش أي مركز خاطب الوزارة بشكل رسمي برغبته في الاغلاق كما يتردد في وسائل التواصل أو علي لسان بعض الاطباء أو الجهات». أما فيما يتعلق بعمليات القلب المفتوح والمتوقفه فقد وعد وزير الصحة بتوفير الدعامات الازمة خلال 3 أيام واستئناف العمليات بمعهد القلب.