لا أستطيع إخفاء سعادتي بفوز دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري الذي يحمل شعار »الفيل» في انتخابات الرئاسة الأمريكية علي هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي الذي يحمل شعار »الحمار».. سعادتي ليست حبا في ترامب حديث العهد بالسياسة والذي أقلقت تصريحاته كل الدوائر السياسية في العالم لكنها كرها في هيلاري التي لعبت دورا معاديا ضد مصر في إطار المخطط الأمريكي لإعادة ترتيب الشرق الأوسط الجديد باستخدام » الفوضي الخلاقة ».. زادت كراهيتي لهيلاري كلينتون بعد أن شاهدت قبل يومين من الانتخابات الأمريكية حوارا أجرته قناة بي بي سي مع أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية روي فيه الاتصالات التي أجرتها معه هيلاري عندما كانت وزيرة الخارجية الامريكية وكان هو وزيرا لخارجية مصر أثناء ثورة 25 يناير والتي تبين منها أن الإدارة الأمريكية كانت علي اتصال دائم مع قيادات 6 إبريل والإخوان لإحداث التغيير المنشود بأحداث حالة من الفوضي في الشارع المصري أعقبها اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة أوباما شاركت فيه هيلاري ووزير الدفاع الأمريكي ورئيس المخابرات انتهي بتصريح أوباما الشهير برحيل مبارك فورا حيث قال كلمته الشهيرة »now» وهو ما اعترفت به هيلاري بعد ذلك في كتابها الشهير »خيارات صعبة»، وأيضا دورها في مساعدة الإخوان في الوصول لحكم مصر ودعمهم عقب ثورة 30 يونيو متحدية إرادة الشعب المصري الذي خرج منه أكثر من 30 مليون مواطن إلي الشارع من أجل الإطاحة بحكمهم.. سألني أحد الزملاء أيهما أفضل بالنسبة لنا وللعرب ترامب أم كلينتون ؟ قلت إن التجارب ومواقف رؤساء أمريكا السابقين أثبتت أن مواقفهم تجاه العرب والمسلمين تكاد تكون متطابقة في عدم الاكتراث بالمصالح العربية إلا بما يحقق مصلحة أمريكا ومن السذاجة أن نعتقد أن يحدث انقلابا في المواقف الأمريكية مع تولي ترامب لأن أي رئيس لأمريكا يسير طبقا للدور السياسي المرسوم له من قبل مؤسسات سيادية تدير وتخطط للمواقف السياسية ويجب ألا ننسي خطاب أوباما الشهير في جامعة القاهرة الذي احتوي مواقف »مغايرة» عن مواقف أسلافه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ولم يفعل شيئا بل إن عهده كان الأسوأ للقضية الفلسطينية لكني متأكد أن ترامب لن يكون أسوأ من أوباما وإدارته بالنسبة لمصر.. وأعتقد أن الزلزال الذي أحدثه فوز ترامب برئاسة أمريكا سيكون له توابع وصدمات كثيرة بدأت تظهر ملامحها في الأفق.. لقد نزل فوز ترامب كالصاعقة علي جماعة الإخوان والدول التي تؤويهم مثل قطر وتركيا لأنهم فقدوا الحليف الاستراتيجي الذي كانوا يعولون علي فوزها الكثير بالعودة إلي المشهد.. كما أن فوز ترامب أربك حسابات إيران ومنظمات التمويل الأجنبي وأثار مخاوف أوروبا بينما لاقي فوزه ارتياحا لدينا وارتياحا في روسيا. بقي أن نؤكد أن الخاسر الحقيقي في الانتخابات الأمريكية الإعلام الذي سقط بامتياز لانحيازه السافر لكلينتون وتشويهه لمنافسها بمعلومات مضللة وجاءت الصفعة للإعلام من الأمريكان بأن كان لهم رأي آخر.