بعد طول انتظار..تستعد منطقة أبو مينا الأثرية بغرب الإسكندرية للخروج من القائمة الحمراء المهددة بالشطب من التراث العالمي باليونسيكو،بعد بدء مشروع لحمايتها وشفط المياه الجوفية المتراكمة التي كانت تهدد بتلفها،وكانت المدينة قديماً أهم مركز حج مسيحي في العالم بعد القدس،وبُنيت علي قبر الشهيد الإسكندري مارمينا العجائبي المتوفّي عام 296م،ووافقت اليونيسكو علي تسجيلها عام 1979 لتمثل بذلك الأثر السكندري الوحيد في قائمة التراث العالمية لأنها حافظت علي ما فيها من كنيسة وبيت عماد وبازيليك ومؤسسات عامة وشوارع وأديرة ومنازل ومشاغل،وعانت سنوات طويلة من أثر المياه الجوفية المتسربة إليها من ري الأراضي الزراعية المجاورة،وفشل مشروعات شفط هذه المياه بعد توقف الطلمبات في المشروع القديم، مما أدي إلي تراكم المياه الخضراء في المقبرة. وكما يقول الدكتور مختار الكسباني المستشار العلمي لوزارة الآثار»للأخبار» فقد تسلمت شركة المقاولات الجديدة الموقع فعليًا لبدء تنفيذ مشروع لشفط المياه الجوفية،علي أن يشمل العقد صيانة دورية لمدة عام،،لافتا إلي أن المشروع يشمل إصلاح الطلمبات القديم المعطلة،وخفض منسوب المياه الجوفية،وربطها بالشبكة العمومية للصرف الصحي. فيما يوضح محمد متولي مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بالإسكندرية أن اهمية هذا الموقع بدأت مع احتضانه لجثمان مارمينا العجائبي الجندي المصري في الجيش الروماني، بعد استشهاده ومع الاعتقاد في بركة مارمينا فقد تحولت مقبرته لمزار اعتبر حجر الزاوية الذي أقيمت حوله المدينة،ويضيف بأن »المدينة ازدهرت في القرنين الخامس والسادس ميلاديًا وأصبحت مركزاً متميزا يقصده الزائرون طلبًا لأخذ البركة والشفاء وللسياحة الدينية المسيحية وكذلك أهم مزار مسيحي بعد القدس والأراضي المقدسة»، وبعد مرور مئات السنين جذبت المدينة أنظار الباحثين الأثريين بدءا من القرن العشرين فشهدت عمليات حفر وتنقيب علي مراحل متعددة وبمعرفة جهات متنوعة وأبرزهم هو الاثري الألماني كاوفمان وبعثة المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية ووارد بركينز وكذلك المتحف القبطي بالقاهرة والمعهد الألماني للآثار والدكتور بيتر جروسمان.»